المنتجات العراقية بلا حماية ضريبية

بغداد، العراق (CNN) -- لم يعد هدير الآلات يسمع في ما كان مصنعا يملكه ميثاق حسين، على مشارف بغداد، بعد أن توقف عن إنتاج مكيفات الهواء، وأكل الدهر على آلاته، وتجمع الغبار في أروقة المكان.

وليس السبب وراء سوء حال مصنع حسين هو أن العراقيين لا يريدون شراء مكيفات الهواء، بل لأن لديهم بديل أرخص بكثير يملأ المتاجر والأرصفة، ويأتي من إيران.

ويقول ميثاق حسين "كان لدي مصنعا جيدا، ويعمل فيه نحو 60 عاملا، أما الآن فهم بالطبع فقدوا وظائفهم.. عشرة منهم وجدوا عملا في مكان آخر."

ونجاح السلع الإيرانية مثل مكيفات الهواء، يأتي على حساب الصناعة العراقية، ويباع الآن أحد تلك المنتجات من المكيفات على أنه الأعلى مبيعا في بغداد لستة أعوام خلت.

ويقبل الزبائن في العراق ليس فقط على مكيفات الهواء القادمة من إيران، بل على سلع أخرى كثيرة.

يقول محمد المالكي، وهو أحد الزبائن، إن "الناس يقبلون على معظم السلع الإيرانية، وليس فقط مكيفات الهواء، فالمواد الغذائية والخضروات وكل شيء يأتي من إيران أرخص كثيرا."

ولتعرف أن المالكي هذا محق فيما قال عليك أن تزور الإيرانية العراقية لترى مئات الشاحنات القادمة كل يوم، محملة بكل شيء من الفواكه والأسمدة، إلى الطوب والأجهزة وغيرها.. إذ بعد عقود من العقوبات.. العراقيون مقبلون على السلع الاستهلاكية... وإيران هي المصدر لها."

ولا يمكن للمصانع العراقية التي عفا عليها الزمن إن تنافس المنتجات المستوردة بأي حال من الأحوال، في وقت لا تفرض فيه الدولة أي رسوم على الاستيراد، بينما تدعم طهران مثلا وتقول صادراتها بإعانات سخية.

ويقول فوزي الحريري وزير الصناعة العراقي "إننا غير راضين عن المنتجات الرخيصة التي تصلنا وبعضها غاية في السوء من الناحية الصحية أيضا.. مثل لعب الأطفال، والسلع الطبية والالكترونيات والأجهزة الكهربائية."

لكن السفارة الإيرانية في بغداد تنفي أن تكون منتجات الجمهورية الإسلامية تنطوي على مخاطر صحية وتقول إن جميع المنتجات تمر عبر مراقبة الجودة.
 
ويعود الحريري للقول إن الوقت قد حان للعراق للبدء في تنظيم عمليات الاستيراد، فالمزيد من الشركات يواجهه الفشل.. والبطالة آخذة في الارتفاع."

ويضيف "عندما سقط النظام، سقط معه كل شيء.. واليوم في الوقت الذي كان أكبر تهديد لنا هو الإرهاب، فإن ثاني تهديد هو الخطر المحدق بالتنمية الاقتصادية في هذا البلد."