لندن، بريطانيا (CNN) -- قال مهدي فارزي، الخبير الدولي في مجال الطاقة ورئيس شركة "فارزي للاستشارات" إن الانقسامات السياسية والعقوبات وعدم وضوح الرؤية الاقتصادية تجعل من الصعب على إيران لعب دور أساسي في مجال التحول إلى مصدّر رئيسي للغاز في العالم.
ورأى فارزي، في حديث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN،" أن الدور المنوط بليبيا ومصر على صعيد تصدير الغاز لن يكون كبيراً خلال السنوات المقبلة، مبدياً في الوقت عينه استغرابه لعدم قيام دول أوروبا بدعم بناء أنبوب غاز لاستجرار الطاقة من آسيا الوسطى لتجنب التوترات الناجمة عن الانقطاع المتكرر للغاز الروسي.
وبحسب فارزي، فإن الإمكانيات الموجودة لدى دول الشرق الأوسط على صعيد تصدير الغاز كبيرة، حيث تملك إيران 15 في المائة من احتياطيات الغاز في العالم، ما يضعها في المرتبة الثانية بعد روسيا.
في حين تحل قطر في المرتبة الثالثة والمملكة العربية السعودية في المرتبة الرابعة، وذلك إلى جانب وجود كميات كبيرة في الكويت والعراق وأبوظبي.
غير أنه تابع بالقول إن على المراقبين النظر إلى مدى اعتماد تلك الدول على تصدير الغاز، على غرار ما تفعله قطر، إذ أن معظم دول المنطقة ما تزال تنظر إلى تلبية متطلبات السوق المحلية دون إيلاء التصدير الكثير من الأهمية.
وتشير الأرقام إلى أن الشرق الأوسط مصدر 16 في المائة من صادرات الغاز في العالم، لكن المنطقة تحتوي على 45 في المائة من المخزون الدولي.
ولدى سؤاله عن المعوقات التي تؤدي إلى إضعاف قدرة إيران على تصدير الغاز قال فارزي: "تطور ملف الطاقة في إيران معقد، لأنه يخضع لحالة عدم الاستقرار السياسي والعقوبات المفروضة على البلاد والتي تحول دون دخول الشركات الكبرى، وذلك إلى جانب أن طهران ما زالت تفاضل ما بين بناء الأنابيب وتسييل الغاز، ما يجعلنا لا نعرف الطريقة التي ستعتمد لزيادة الصادرات."
وحض الخبير الدولي إيران على التفكير باعتماد الغاز المسال بالنسبة للأسواق الواقعة وراء خط أنبوب الغاز الإيراني الهندي، وذلك بسبب وجود المحيطات والمسافات الشاسعة التي تفصل إيران عن دول مثل اليابان في الشرق.
إلا أنه لفت إلى أن هذا الأمر دونه مصاعب عديدة لأن إيران "تحدثت طويلاً عن مشاريع تسييل الغاز دون أن تطلقها بالفعل، وذلك بسبب الانقسام السياسي في البلاد والموقف من المشاركة الأجنبية في هذه المشاريع."
وأعرب فارزي عن استغرابه لامتعاض أوروبا الدائم جراء الانقطاع المتكرر للغاز الروسي بسبب التعقيدات السياسية في أوروبا الشرقية دون أن تضع ثقلها خلف مشروع خط أنابيب "نابوكو" القادم من آسيا الوسطى عبر تركيا إليها.
ورفض الخبير إعادة السبب إلى متانة التحالف القائم بين إيطاليا وروسيا وألمانيا فحسب، بل لفت إلى أن دول أوروبا ككل لا تريد إفساد علاقاتها بروسيا لأنها تعرف أنها ستحتاج إلى كميات إضافية من الغاز الروسي مع مرور الوقت.
وعن دور اللاعبين الجدد في سوق الغاز العالمية، وفي مقدمتهم مصر وليبيا والجزائر، اعتبر فارزي أن أدوارهم ستكون محدودة، باعتبار أن الجزائر لزّمت معظم كميات الغاز لديها للسنوات الخمس المقبلة، في حين أن ليبيا ومصر بانتظار الكثير من مشاريع التطوير.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.