لندن، بريطانيا (CNN) -- تعتبر شعوب الشرق الأوسط من بين الأكثر شباباً في المنطقة، إذ أن 60 في المائة من أفرادها هم دون 25 عاماً، وهذا يوفر قوة اندفاع كبيرة، لكنه يرتب الكثير من التحديات أيضاً، فالدول العربية بحاجة لتوفير مائة مليون وظيفة بحلول عام 2020، لاستيعاب تزايد الأيدي العاملة.
ولكن تعقيدات التعليم والتربية وتنظيم أسواق العمل قد تحول دون أن تنجح تلك الحكومات في تحقيق أهدافها في الوقت المناسب، وقد ذهب عدد من المسؤولين إلى حد القول بأن دولهم "تخوض معارك خاسرة" في هذا السياق.
ويقول بعض الخبراء في تجربة الأردن مثلاً، إن هناك فارقاً كبيراً بين ما تم تعلّمه في المدارس وبين ما تتطلبه أسواق العمل.
ويشرح هشام رواشدة، مدير مركز التشغيل الوطني قائلاً: "غالباً ما يفتقد المتخرجون الجدد للمهارات المطلوبة للتوظيف، وخاصة على المستوى التطبيقي."
من جهته، قال فرسان حميد، من مؤسسة التدريب المهني الأردنية: "نحن نهدف لمساعدة الشباب لأننا نعرف أن العاطلين عن العمل، وخاصة في سن مبكرة، يواجهون الكثير من المشاكل."
أما مروان المعشر، النائب الأول لرئيس البنك الدولي للشؤون الخارجية فيقول: "التحدي الأكبر لا يتمثل في الأزمة المالية العالمية الراهنة، بل بمعالجة مشاكل الشباب لدينا منطقة 70 في المائة من شعوبها دون 30 سنة وهم يدخلون سوق العمل دون امتلاك المهارات المطلوبة."
ورغم أن دولاً مثل قطر فتحت مراكز تعليمية متقدمة، إلا أن الحاجة تبقى فيها قائمة إلى مؤسسات للتدريب المهني في قطاعات الصناعة والصحة.
ويشكك مسؤولون في قطاعات العمل بالدول العربية في نجاح مشاريع التدريب والتعليم الحديثة، مشددين على أن سرعة التزايد السكاني تكفي لإفشال أي خطة مستقبلية لمعالجة مشاكل التوظيف وأن الحكومات تخوض معركة خاسرة.
وبالفعل، فإن المنطقة تعاني من انفجار سكاني كبير، إذ ازداد عدد سكانها 40 في المائة خلال العقد الماضي.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.