أنقرة، تركيا (CNN) -- يقف التاريخ اليوم عائقاً أمام مشروع تركي طموح يهدف لربط آسيا بأوروبا وحل مشكلة الازدحام بشوارع اسطنبول، من خلال نفق يمر تحت مضيق البوسفور، وذلك بعدما اكتشف المهندسون خلال عمليات الحفر آثار مرفأ الأمبرطور البيزنطي، ثيودوسيوس الذي مثل أثراً تاريخياً يعود لأكثر من 1500 عام.
وعطلت هذه الاكتشافات المشروع العملاق الذي تتجاوز كلفته ثلاثة مليارات دولار، ما قد يزيد من أعباء التصميم، وفتح الجدل بشكل واسع حول ما إذا كان يتوجب على أنقرة تعليق المشروع للحفاظ على التراث، خاصة بعد الحديث عن وجود آثار لمستوطنة بشرية تعود بتاريخها إلى 8500 سنة مضت.
ويقطن في اسطنبول 12 مليون شخص، وهي مدينة تتوسع بسرعة وسط كثافة سكانية عالية، وقد كان المشروع أصلاً يواجه تحديات هندسية بسبب كثافة عبور السفن في مضيق البوسفور، إلى جانب عمق النفق الذي يتم إقامته تحت سطح البحر بـ55 متراً
ويتكون النفق من أنابيب عملاقة يوازي طول كل واحدة منها ملعب كرة قدم، يتم تثبيتها بشكل متصل في قعر البحر، ويجب على المهندسين العناية بتصميم النفق لأن اسطنبول تقع عند منطقة زلزالية نشطة.
عند انتهاء البناء، سيصار إلى تزويد النفق بعربات مترو يتوقع لها أن تنقل أكثر من مليون شخص كل يوم بين أوروبا وآسيا من خلاله،
ولكن المهندسين اصطدموا بوجود بميناء ثيودوسيوس، الذي ظل لقرون مخفياً تحت التراب، بعد أن ذُكر في الكثير من المراجع التاريخية.
وقد تم كشف بقايا عشرات السفن البيزنطية تعود للفترة التي كانت فيها المدينة عاصمة للإمبراطورية البيزنطية، كما جرى الكشف عن بقايا مستوطنة بشرية تعود لأكثر من ثمانية آلاف عام.
ويقول يوسيل يلماظ، وهو عالم جيولوجي تحدث لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" إن عمليات التنقيب الجارية في الموقع: "واحدة من أضخم المشاريع الآثارية، ليس بتركيا فحسب، بل في العالم أجمع.
ويتحدث يلماظ عن المستوطنة التي تعود لـ8500 عام، والتي ظهرت أيضاً بالقول: "قبل سبعة آلاف وخمسمائة عام لم يكن هناك بحر في البوسفور، بل كانت المنطقة عبارة عن مجرى نهري يمكن للناس تجاوزه سيراً على الأقدام."
يشار إلى أن هذه الاكتشافات أجلت مشاريع الحفر تحت البوسفور لأربع سنوات على الأقل، كما زادت الكلفة بمبالغ طائلة لم تحدد بشكل واضح بعد، لكن من المؤكد أنها ستكون بعشرات الملايين من الدولارات.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.