(CNN) -- اتفقت الحكومتان الروسية والأوكرانية على عقد محادثات السبت لحل النزاع حول إمدادات الغاز الطبيعي لأوروبا في وقت تعاني منه دول القارة من ظروف مناخية صعبة جراء البرد الشديد.
ويأتي هذا التطور بعد ليلة من المكالمات الهاتفية بين رئيسة الوزراء الأوكرانية، يوليا تيموشينكو، ونظيرها الروسي، فلاديمير بوتين، فيما تتزايد الضغوط الأوروبية على البلدين لحل هذا الخلاف.
وقالت أوكرانيا، التي تعتبر الممر الرئيسي للغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا، إنها ستضمن توزيع الغاز الروسي عبر أنابيبها، مع خفض نسبة 8 في المائة منه لغايات تقنية.
وكان الاتحاد الأوروبي الأربعاء قد دعا كلا من روسيا وأوكرانيا إلى حل خلافاتهما، التي أدت إلى توقف إمدادات الغاز الطبيعي عن القارة، التي تشهد موجة صقيع شديدة.
وانتقد رئيس المفوضية الأوروبية، خوسية مانويل باروسو، الخلاف القائم ووصفه بأنه "وقف وحشي لإمدادات الغاز"، وطالب الجانبين حل خلافهما "عاجلاً."
وواصل هجومه على شركتي "غازبروم" الروسية "ونافتوغاز" الأوكرانية، متهماً كل منهما بالفشل في "التقيد بالتزاماتهما للمستهلك الأوروبي"، وقال إن على شركات الغاز والطاقة الأوروبية رفع دعاوى قانونية، حال إخفاق الشركتين في استئناف ضخ الغاز سريعاً.
وكانت الشركتان قد وقعتا الاثنين على اتفاق لاستئناف شحنات الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية، ورغم بدء موسكو ضخ الغاز الثلاثاء، إلا أن أوكرانيا رفضت السماح بمروره عبر أراضيها.
وقالت "غازبروم" الأوكرانية إنها لم تتفق مع نظيرتها "غازبروم" الروسية على توجيه وحجم الغاز.
وتوقفت إمدادات الغاز الطبيعي كلياً عن القارة الأوروبية في السابع من يناير/ كانون الثاني الجاري، وحملت كل شركة تبعية الخطوة على الأخرى.
وكانت روسيا قد أعلنت الاثنين أنها ستعيد ضخ الغاز إلى أوروبا بعد أن أسقطت أوكرانيا، التي دخلت في خلاف حاد مع موسكو، شروطاً كانت قد أغضبت الأخيرة.
جاء الإعلان الروسي بعد أن اتفقت الدولتان في وقت سابق على صفقة توسط بها الاتحاد الأوروبي لوقف الخلاف المستعر بين البلدين منذ أسبوع، والذي تسبب في نقص إمدادات الدول الأوروبية، بدءاً من تركيا وانتهاءً بدول البلطيق من دون غاز خلال مناخ اتسم ببرد شديد، وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي.
وقالت روسيا إن الاتفاق بين البلدين أصبح لاغياً بعد أن وضعت أوكرانيا، الدولة التي تمر من خلالها إمدادات الغاز إلى الدول الأوروبية، شروطاً غير مقبولة بالنسبة لموسكو، غير أنه أعيد العمل بالاتفاق الاثنين، حيث يتوجه حالياً فريق التفاوض الأوكراني إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للتوقيع عليها.
يذكر أن روسيا هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، ويمر حوالي 40 في المائة من إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية.