ارتفاع مخزون أمريكا.. والنفط يفقد 12% من قيمته بيوم واحد

العديد من العوامل تقف وراء تراجع النفط

نيويورك، الولايات المتحدة (CNN)-- تهاوت أسعار النفط الخام في تعاملات الأربعاء، لتفقد 12 في المائة من قيمتها، في أكبر تدهور تاريخي للأسعار في يوم واحد، بعد أن أظهرت التقارير الحكومية تحقيق فائض في المخزون الأمريكي، في مؤشر يدل بدوره على تراجع الطلب على المادة الحيوية.

وفقدت عقود الخام الأمريكي الآجلة، تسليم فبراير/ شباط المقبل، 5.95 دولاراً - أي 12.3 في المائة، ليستقر البرميل عند 42.63 دولاراً، وذلك بعد يوم من تجاوزه سعر الـ50 دولارا.

ويعد تراجع الأربعاء الأكبر منذ 24 سبتمبر/ أيلول عام 2001، في أسبوع تهاوت فيه أسعار النفط بعد هجمات الحادي عشر من الشهر ذاته على الولايات المتحدة.

ويقضي التراجع على أسبوع كامل من المكاسب التي تحققت جراء إرتفاع أسعار النفط الخام التي كانت قد وصلت إلى ما دون 40 دولاراً للبرميل.

من جانبه، قال ستيفن شورك، محلل اقتصادي: " كي يتمكن النفط من الوصول إلى حالة التعافي الكامل، نحتاج إلى وثبة اقتصادية حقيقية.. فأسعار النفط مازالت متقلبة، ومن المرجح إلى تهبط إلى دون 30 دولاراً للبرميل مجدداً قبل البدء بالارتفاع."

وأظهر تقرير وزارة الطاقة الأمريكية، نشر الأربعاء، ارتفاع المخزون إلى 6.7 مليون برميل حتى الأسبوع المنتهي في 2 يناير/كانون الثاني الجاري، متجاوزاً تكهنات المحللين بارتفاعه 1.5 مليون برميل.

ويعني ارتفاع مخزون الوقود استمرار تراجع الطلب على المادة، الذي بدأ منذ الصيف الفائت، جراء تراجع أسعاره بحدة وبسرعة من أعلى مستوياته التي بلغ عندها سعر الغالون 4.114 دولاراً في منتصف يوليو/تموز.

وأظهر التقرير كذلك ارتفاع مخزون الغازولين بـ3.3 مليون برميل، والمحروقات بـ1.8 مليون برميل، لتفوق بذلك تكهنات الخبراء الذين توقعوا ارتفاع احتياط الأول بـ1.6 مليون برميل، والثاني بـ700 ألف برميل.

هذا وقد ارتفعت أسعار النفط الخام مؤخراً بأكثر من 38 في المائة منذ أعياد الميلاد في تعاملات ضعيفة للغاية مدفوعة بالتوتر في الشرق الأوسط والنزاع الروسي الأوكراني، وخفض الأوبك لسقف الإنتاج، التي تضافرت جميعهاً لترفع الأسعار إلى 50 دولاراً.

ورافق التراجع المزيد من التقارير الاقتصادية المتشائمة في الولايات المتحدة، منها ارتفاع معدلات البطالة بأكثر من 45 في المائة في ديسمبر/كانون الأول الفائت مقارنة بالشهر الذي سبقه، ليصل عدد الذين فقدوا وظائفهم خلال شهر 693 ألف أمريكي، إلى جانب توقعات المزيد من التدهور للاقتصاد الأمريكي خلال العام الحالي.