الخطوط البريطانية تواجه مأزقاً صعباً خلال الكريسماس
لندن، بريطانيا (CNN)-- أصدرت إحدى المحاكم البريطانية حكماً يقضي بمنع الإضراب الذي كان العاملون بشركة الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش إيرويز"، يعتزمون القيام به لمدة 12 يوماً، خلال فترة أعياد الكريسماس ورأس السنة الجديدة، والتي عادة ما تشهد ازدحاماً في حركة النقل الجوي.
ومن شأن الحكم، الذي أصدرته القاضية لورا كوكس الخميس، أن يدفع نقابة العاملين بالناقل الجوي الوطني في بريطانيا، إلى إلغاء دعوتها للإضراب خلال الفترة من 22 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وحتى الثاني من يناير/ كانون الثاني المقبل.
وفور صدور الحكم، أصدرت "بريتيش إيرويز" بياناً رحبت فيه بقرار المحكمة، كما عبرت عن "سعادة عملائها" بالقرار، في الوقت الذي لم يصدر فيه أي رد فعل فوري من جانب نقابة العاملين "يونايت"، التي كانت قد دعت إلى هذا الإضراب بعد خلافات مالية مع إدارة الشركة.
جاءت تلك الدعوة للإضراب بموجب تصويت شارك فيه نحو 14 ألف من موظفي أطقم الضيافة بالخطوط الجوية البريطانية، احتجاجاً على خطة الشركة لتخفيض النفقات، والتي تتضمن تجميد أجور الموظفين لمدة عامين، وتخفيض عدد الأطقم الجوية، وهو التصويت الذي أسفر عن تأييد حوالي 92.5 في المائة للإضراب.
وكانت الشركة قد ذكرت في بيان سابق الثلاثاء: "لقد بدأت بريتيش إيرويز في اتخاذ الإجراءات القانونية لحماية عملائها من وطأة الضغوط الكبيرة التي قد يتعرضون لها، بموجب قرار يونايت للإضراب عن العمل لمدة 12 يوماً، اعتباراً من 22 ديسمبر/ كانون الأول الجاري"، وأضافت أن التصويت شابه بعض "الخروقات."
وقد استغلت بعض الشركات المنافسة أنباء الإضراب التي تعاني منها "بريتيش إيرويز"، حيث أعلنت "فيرجن أتلانتيك" عن تشغيل طائرات أكبر لرحلاتها من لندن إلى نيويورك، ونيوارك، وبوسطن، وواشنطن، بالإضافة إلى دلهي، وقدرت عدد المقاعد الإضافية التي ستوفرها على تلك الرحلات بنحو 1600 مقعداً خلال فترة الإضراب.
يُذكر أن شركة "بريتيش إيرويز" أعلنت في وقت سابق أنها تخطط لجمع قرابة مليار دولار في شكل سيولة عاجلة، لمساعدتها على الاستمرار في عملياتها في ظل أزمة اقتصادية حادة، ألقت بظلال كئيبة على قطاع النقل الجوي، وخسائر تصل إلى مليون جنيه إسترليني يومياً.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت الشركة أن واحداً من بين كل ستة موظفين، وافق على خطة لتخفيض الرواتب، تتضمن العمل مجاناً، أو الحصول على أجازة بدون راتب، أو العمل بدوام مؤقت، لمدة شهر.
وتبلغ قوة العمل في "بريتيش إيرويز" حوالي 40 ألف موظف، وافق 6940 منهم على المشاركة في خطة تخفيض الرواتب، والتي تستمر لشهر واحد، ومن المتوقع أن توفر للشركة حوالي عشرة ملايين جنيه إسترليني، أي ما يعادل نحو 16 مليون دولار.