النفط لن يبقى طويلاً دون مستوى 50 دولاراً للبرميل
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال خبراء معنيون بمتابعة أسواق النفط إن أسعار الخامات ستعاود ارتفاعها قريباً، بعد التراجع الكبير الذي شهدته خلال الأشهر الماضية، وقادها من مستويات سعرية تقارب 150 دولاراً إلى أقل من 40 دولاراً.
وقدّر الخبراء أن الأسعار لن تعود بالتأكيد خلال المدى المتوسط إلى ما فوق مائة دولار، لكنهم جزموا باستحالة بقائها دون 50 دولاراً للبرميل، خاصة وأن خطوات منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" المتسارعة لخفض الإنتاج ستثمر قريباً، لدى نضوب الكميات الإضافية المخزنة في الأسواق حالياً.
وقال فاضل غيط، محلل شؤون الطاقة لدى مؤسسة "أوبنهايمر" المالية: "في هذه الفترة، فإن النتائج المرجوة من العودة للاستثمار في النفط تفوق المخاطر، وأنا مقتنع تماماً بأن الأسعار سترتفع."
من جهته، قال إد ماران، المدير الشريك لمحفظة صندوق "ثورنبيرغ" الاستثمارية: "خلال عام 2010، سنرى أن استهلاك النفط سوف يقترب من المستويات التي كان عندها في العام الحالي، لكن الكميات المنتجة ستكون أقل."
وأضاف: "بالنسبة لعام 2011، فنحن أمام خطر مواجهة نقص حقيقي في المعروض من المادة، ما قد يدفع الأسعار مجدداً إلى حدود 100 دولار،" وفقاً لما نقلته مجلة "فورتشن."
ويقدر ماران أن عودة ارتفاع الطلب على النفط لن يتحقق قبل انتعاش الاقتصاد في الدول النامية والمتعطشة للطاقة، وفي مقدمتها الصين والهند.
يذكر أن عبدالله سالم البدري، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" كان قد قال، في مقابلة مع CNN منتصف فبراير/شباط الماضي، إن الطلب على النفط "ينهار" محذراً من أن استمرار حالة عدم التوازن في السوق ستدفع المنظمة للتدخل مجدداً، خاصة إذا ما كان لدى الدول الأعضاء رغبة بوقف تكدس الكميات الفائضة في الأسواق.
وحض البدري، الدول غير المنتمية إلى منظمة "أوبك" وعلى رأسها روسيا والمكسيك والنوريج على الانضمام إلى جهود خفض الإنتاج باعتبار أن انهيار الأسعار "لن يكون لصالح أحد."
وعن السعر الذي يجب موازنة السوق عنده، وما إذا كانت مستويات 40 أو 50 دولاراً كافية للدول المنتجة قال البدري إن تلك الأسعار: "لن تسمح بالاستثمار في مجال التنقيب عن النفط أو تطوير مصادر طاقة بديلة، لأن ذلك بحاجة إلى أسعار تتراوح ما بين 70 و80 دولاراً، وبالتالي، فعند المستويات الحالية، لن يكون هناك تحسين لقدرات الإنتاج، وعندما يعود الاقتصاد العالمي للانتعاش بعد سنوات، فلن يكون هناك كميات إضافية من النفط."
وكانت وكالات الطاقة في أوروبا والولايات المتحدة قد توقعت تراجع الطلب خلال عام 2009 بقرابة مليون برميل يومياً، أي ضعف ما كانت قد توقعته في السابق، مع ازدياد وطأة الأزمة المالي العالمية.