متابعة: حسام طوقان
إعلاميون: الصحافة قصرت في نقل الأخبار الصحيحة حول الازمة
دبي الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحت عنوان "أين كان الإعلام الاقتصادي قبل الأزمة المالية العالمي،" تباعدت الرؤى في ندوة حول مسؤولية الإعلام في هذه المسألة بين من أقر بوجود قصور في التغطية الإعلامية لهذا الحدث مقابل آخرين رفضوا مثل هذه التهمة.
فمن بين ما لا يقل عن أربعين حاضرا، لم ترفع سوى بضعة أيد تأييدا للرأي القائل بأن الصحافة بريئة من الإهمال فيما يتعلق بالأزمة، وذلك ردا على سؤال مدير الندوة، التي عقدت بمنتدى الإعلام العربي بدبي، الاثنين، تود بينجامين، حول هذه المسألة.
فمن ناحية الأزمة في المنطقة العربية، رأى إحسان جواد، مدير موقع زاوية الالكتروني المتخصص بشؤون الأعمال، أن قطاعات الأعمال والتجارة هي حديثة العهد في المنطقة، وبالتالي فما تزال التغطية لهذا النوع من الإعلام فتية، مشيرا إلى افتقارها للنضج والتجربة الكافية.
وحول مسألة الشفافية وأثرها على عمل الاعلام الاقتصادي العربي، رأى جواد أن الصحافة الاقتصادية قد ورثت حالة الخوف والرقابة الذاتية التي عانت منها نظيرتها السياسية، مما فرض عليها قيودا ذاتية بالدرجة الأولى، مؤكدا انه رغم أن الجهات الرسمية العربية لا تتدخل بشكل مباشر في هذا النوع من الإعلام إلا أنها بالمقابل لا تشجعه.
وعلاجا لهذه المسألة أكد جواد ضرورة أن تتاح للإعلاميين الاقتصاديين القدرة على الوصول والتواصل مع صناع القرار وتحديدا في المنطقة العربية وذلك للوصول إلى قدر أكبر من الشفافية.
ومن جهته، لم ير ستيفن هول، الرئيس التنفيذي لقناة CNBC العربية، الأمور على هذا النحو فرغم إقراره ضرورة وجود المزيد من الشفافية في العالم العربي، إلا أنه رأى ان القطاع الاقتصادي لا يزال فتيا وهو بالتالي بحاجة إلى مزيد من الوقت كي ينمو ويتطور مع عجلة الزمن وتتطور قدرته على التفاعل مع الإعلام.
وحول الإطار العالمي الأوسع للأزمة، رأت مارثا هاميلتون، الكاتبة الصحفية الأمريكية المتخصصة بالاقتصاد، أن الإعلام الاقتصادي قد وقع في خطأين أساسيين، أولهما هو عدم قيام الصحفيين بإجراء تحقيقات مفصلة حول السوق والتغيرات في مجال الأعمال.
وبالنسبة للخطأ الثاني رأت هاميلتون أن الصحفيين لم يتمكنوا من رؤية مسيرة الاقتصاد العالمي بصورة كلية، حبث اكتفوا بتغطية أخبار متفرقة، مما حال دون إضافة تقييم عام وشامل للوضع الاقتصادي العالمي.
وبين المدير التنفيذي لمعهد الاقتصاد الماليزي، محمد عارف، أن الأزمة كانت تتطور لعقدين من الزمن، وفي غمرة التقارير المتفائلة التي كان ينشرها الأخصائيون المتخصصون، لم تجرؤ الصحافة على نشر آراء مضادة للمزاج العام وتتوقع مثل هذا الإنهيار.
وختاما اتفق المشاركون في الندوة على ضرورة أن تحاول وسائل الإعلام الاقتصادية أن توازن بين مصالح المعلنين فيها، وأصحاب الشركات الضخمة والواجب الملقى على عاتقهم في محاولة تنوير الجمهور وتزويده بمعلومات دقيقة حول حقيقة الوضع الاقتصادي.
ورأى البعض ضرورة التركيز على مشاكل أخرى مثل البطالة، وأسواق الرهن والديون لا أسواق الأسهم فقط.