تقرير: عروب تاج الدين
هل تستطيع الدوحة فعلا إعلان نفسها مركزا ماليا في منطقة الخليج؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- أشكال كثيرة تأخذها أوجه المنافسة بين الجارتين الخليجيتين، قطر والإمارات، اللتان دخلتا معاً سباقاً أشبه بسباق للهيمنة الاقتصادية على أسواق المنطقة، ويعد مجال الملاحة الجوية أحد أبرز هذه المجالات وأشدها تنافساً بين المدينتين الصغيرتين الدوحة ودبي.
وكانت الخطوط الجوية القطرية قد أعلنت عن التزامها بمخططها التوسعي الطويل المدى، وذلك رغم الأزمة الاقتصادية التي أكدت القطرية أنها لا تؤثر في جدول أعمالها، الذي يشمل استلام طائرات جديدة وإطلاق خطوط جديدة خلال السنوات القليلة المقبلة.
وكان أكبر الباكر، المدير التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، قد أعرب عن ارتياحه إزاء النمو الذي تشهده شركته، نافيا أن تكون الأزمة المالية قد أثرت على أرباح الشركة بأي شكل.
وقال الباكر، " في عام 2009، في الوقت الذي تقلصت فيه أعداد السياح، وتقلصت الرحلات الجوية، وانخفضت أعداد الوجهات والرحلات الجوية، كانت القطرية تقوم بالعكس تماما"، حيث أشار الباكر إلى إطلاق القطرية ست وجهات جديدة إلى الهند واستراليا وأوروبا خلال العشرة أشهر المقبلة.
ولعل إعلان كلتا المدينتين نيتهما إنشاء مطار جديد، يعد أبرز مظاهر التنافس هذا، بالإضافة إلى التسابق الحاصل بينهما في شراء الطائرات وزيادة عدد الوجهات حول العالم، ما يؤكد تنافساً محموماً بينهما، رغم إنكارهما لذلك.
ومن المتوقع أن يفتتح مطار الدوحة الدولي الجديد في نهاية عام 2011، في حين تأجل موعد افتتاح مطار دبي العالمي إلى يونيوحزيران من عام 2010، وذلك بعد أن كان من المفترض افتتاحه عام 2009.
وربما كان وقع الأزمة المالية أشد على دبي، مما قد يمنح الدوحة فرصة الأخذ بزمام المبادرة في مجال طالما اعتبرت دبي وشركتها طيران الإمارات رواد صناعة الطيران في المنطقة.
إلا أن بول غريفيث، المدير التنفيذي لشركة مطارات دبي، قال إنه "ومع وجود 38 مليون مسافر سنويا في دبي، تعتبر دبي أكبر بكثير من أي مطار آخر في المنطقة، وبالتالي لدى دبي فائدة اقتصادية تفوق فائدة أي مطار آخر في المنطقة."
وقلل غريفيث من سلبية نتائج الأزمة المالية على حركة المطارات في دبي، مؤكدا أن "دبي سجلت ارتفاعاً بنسبة 2.3 في المائة خلال الربع الأول من السنة، وسجلت أفضل عشر مطارات في العالم، والتي تحتل دبي بينها المركز السادس، انخفاضاً بنسبة 15 في المائة، مما يعني أننا في وضع جيد جدا".
واعتبر الباكر أن قطر "أثبتت أنها قصة حياة ناجحة، تمتلك أعلى نسبة نمو في العالم، كما أنها واصلت خلال الأزمة الاقتصادية استقطاب المزيد من العاملين إليها."
وتعتزم القطرية زيادة عدد وجهاتها، التي يبلغ عددها 84 إلى أكثر من 120 وجهة خلال السنوات الخمس القادمة، حيث قامت القطرية بطلب شراء أكثر من 200 طائرة يبلغ مجمل قيمتها 40 مليار دولار، كما كشف الباكر عن نية الشركة شراء طائرات أخرى في يونيو حزيران المقبل.
التحركات التي اتخذتها الحكومة القطرية في القطاعات الاقتصادية والمالية تشير إلى تطور الدوحة في مختلف المجالات، ولكن يبقى التساؤل فيما إذا كانت الدوحة قادرة فعلا على إعلان نفسها مركزا ماليا وعالميا في منطقة الخليج.