عباس قلق على مستقبله بعد التخرج
بغداد، العراق (CNN) -- يبدي طلبة الجامعات والمعاهد العراقية من الجنسيين قلقاً حيال مستقبلهم وإمكانية إيجاد فرص عمل في المستقبل، بصورة تفوق قلقهم من الأوضاع الأمني في مدن وبلدات العراق.
ويرى كثير من الشباب أن الأوضاع الأمنية في تحسن مستمر، ما جعل الحصول على الوظيفة بعد التخرج يتصدر أولويات ومخاوف الشاب العراقي.
إسراء تبلغ من العمر 23 عاماً، وهي طالبة في عامها الأخير في جامعة المستنصرية في قسم الترجمة الإنجليزية، تقر بأن العثور على وظيفة بعد التخرج أمراً يقلقها كثيراً وتقول إنه "أمر يزداد صعوبة يوماً بعد يوم في العراق، خصوصاً هذه الأيام."
وليست إسراء وحدها لديها هذه المخاوف، فزملاؤها وزميلاتها في القسم، يحملون نفس هذه المخاوف، ويأملون أن يجدوا وظائف في تخصصاتهم فور تخرجهم.
وتقول إسراء "أنا وزميلاتي قلقات بشأن الأوضاع الأمنية، لكننا بدأنا نشعر بالتحسن الحاصل في العراق، في هذا الجانب، لكن مخاوفنا بشأن العمل هي الأكثر حالياً."
وليد البالغ من العمر 24 عاماً، يمني النفس بعمل في وزارة الخارجية العراقية، ليلتقي بالأمريكيين والأوروبيين، وغيرها من الجنسيات المختلفة.
ويوضح قائلاً: "آمل أن أجد وظيفة هناك، لأستطيع التواصل مع الكثير من الجنسيات، أشعر بأن مستقبل العراق سيكون أفضل، لكن يجب على العراقيين أن يعملوا معاً في مكافحة الفساد في كل الوزارات، وآمل أن يأتي من يمكنه إصلاح الأوضاع."
عباس جلال، البالغ من العمر 23 عاماً، بدا أكثر تفاؤلاً ممن سبقوه، فهو يرغب بأن يكون مدرساً في كلية، ويعتقد أنه سيحصل على هذه الوظيفة.
ويقول جلال "الأوضاع الاقتصادية ليست سهلة التوقع، فمرة تكون جيدة، وأخرى سيئة، لكن الأوضاع الأمنية والسياسية، تبقى التهديد الأكبر للعراقيين، لكني أعتقد أن القوات العراقية ستكون قادرة على فرض الأمن بعد مغادرة القوات الأمريكية."
ويضيف: "الأوضاع الأمنية والسياسية بهذه الحالة أعتبرها تهدد حياتي ونجاحي، لكني أعتقد أن مستقبلي هنا في العراق، وآمل أن لا أضطر لمغادرته يوماً."
ورغم الأوضاع التي يعيشها العراق والعراقيون، إلا أن هناك إصراراً واضحاً على التخلص من هذه الأوضاع والعودة إلى حياتهم الطبيعية، فعلى مدخل الجامعة لافتة مكتوب عليها "لن نستسلم للإرهاب."
هذا الإصرار يظهر جلياً في كلام ميس، البالغة من العمر 24 عاماً، إذ تقول:"نحن لا نعيش في بلد طبيعي، لدينا الكثير من المشاكل السياسية والأمنية، لذا من الطبيعي أن يكون إيجاد العمل صعباً."
ولكنها تنظر إلى الأوضاع بتفاؤل "أنا آمل أن تستطيع القوات العراقية تحسين الأوضاع الأمنية بعد مغادرة القوات الأمريكية."
وحول مستقبلها تقول ميس: "أرى نفسي بعد 10 سنوات أو 20 سنة هنا في العراق، وبمركز مرموق ربما، أنه ليس أملي فقط، بل أمل الكثيرين."