سوق الأغذي الحلال في اتساع
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قدرت تقارير صحفية أن إجمالي مبيعات المنتجات "الحلال" التي يستهلكها المسلمون الملتزمون تفوق 632 مليار دولار سنوياً، بما يعادل 16 في المائة من إجمالي سوق الأغذية العالمي، مرجحة أن هذا المبلغ قد يرتفع إلى ترليونات الدولارات، إذا ما أضيفت إليه سائر الخدمات "الإسلامية" في المصارف وأدوات التجميل والموضة والتأمين والعقارات.
واعتبرت التقارير أن السبب الرئيسي لهذا الانتعاش يعود إلى واقع أن معظم المسلمين في العالم -الذين يقدر عددهم بقرابة 1.6 مليار نسمة، هم من شريحة الشباب ما دفع شركات كبرى، في مقدمتها "نستلة" و"ماكدونالد" و"تيسكو" إلى دخول هذه السوق الواعدة والسيطرة على 90 في المائة منها.
ولفت تقرير نشرته مجلة "تايم" إلى أن بعض دول الشرق الأوسط وآسيا تسعى لتحويل نفسها إلى مركز للمنتجات "الحلال" من خلال عرض خدمات التصنيع والنقل للبضائع التي تدخل في هذا التصنيف.
كما أشار إلى أن جهود دخول هذه السوق دفع باتجاه ظهور خدمات "حلال" في أماكن مختلفة حول العالم، فعلى سبيل المثال، تتوفر منشآت الذبح الحلال للدجاج في البرازيل، التي تُصدر معظم كميات الدجاج المستهلكة في السعودية، كما تتوفر في نيوزيلاندا، التي تصدر لحم الأبقار المذبوحة وفقاً للشريعة.
أما هولندا، فقد بنت مخازن مخصصة لشحن وتفريغ المنتجات الحلال، وذلك بهدف ضمان تخزينها في أماكن بعيدة عن المواضع التي يتم فيها حفظ لحوم الخنازير أو الكحول.
وبعيداً عن الأطعمة، دخلت شركات الأدوية بدورها سوق "الحلال" حيث تنتج كل من شركة "برنسبل هلثكير" البريطانية و"دوشسني" الكندية فيتامينات تتوافق مع الشريعة، في حين يعمل علماء من ماليزيا وكوبا على إعداد لقاح "إسلامي" للسحايا، بالإضافة إلى إطلاق بعض شركات التجميل مساحيق تبرج "حلال" أيضاً.
وفي القطاع المالي، يبرز دور المصارف الإسلامية التي - وإن كانت لا تشكل أكثر من واحد في المائة من سوق المصارف العالمية حالياَ - إلا أن أعمالها تنمو بنسبة 15 في المائة سنويا، ومن المتوقع أن يبلغ حجمها أربعة ترليونات دولار خلال خمس سنوات.
ولا تقتصر الخدمات الإسلامية على المسلمين فقط، بل تمتد إلى سواهم ممن يرون أن القيم الإسلامية في الترفيه العائلي والخدمات تتناسب والقيم التي يؤمنون بها.
وقالت المجلة إن هذا الاتجاه المتصاعد للخدمات "الحلال" لا تعبّر فقط عن محتوى اقتصادي، بل لها امتدادات ثقافية وسياسية، وأشارت إلى أن الذين انتخبوا القوى الإسلامية في العقد الماضي بالشرق الأوسط يرغبون اليوم في الحصول على هذه الخدمات لأنها تناسب توجهاتهم.
كما أن لها مدلولات تشير إلى أن المسلمين تجاوزا مرحلة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وما رافقها من مواقف حيالهم، وهم يرغبون بالتأكيد على هويتهم والنأي بنفسهم عن القيم الغربية.