هزت الشائعة الأسواق المالية في أمريكا
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال خبراء إن أسواق المال الأمريكية تشهد حالياً حالة من القلق الشديد، التي أدت إلى تراجع الأسهم والسندات وأسعار صرف الدولار بصورة متزامنة للمرة الأولى منذ فترة طويلة، وذلك بسبب شائعات حول احتمال خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.
ولفت الخبراء إلى أن الشكوك حول تصنيف أمريكا المحدد حالياً عند مستوى AAA ظهر إلى العلن منذ الخميس، عندما انتشرت تقارير حول عزم وكالة "ستاندرد أند بورز" وضع التصنيف السيادي لبريطانيا "قيد المراقبة السلبية" ما قد يفتح الباب لخفضه.
ورغم أن الوكالة لم تخفّض فعلياً التصنيف البريطاني الذي يعادل التصنيف الأمريكي، غير أن ذلك لم يحل دون موجة خروج جماعي من الأسواق، خاصة وأن الكثير من المستثمرين جزموا، وبشكل مسبق، أن ما قد يصيب لندن سينتقل بالتأكيد إلى واشنطن.
وفي حال جرى بالفعل خفض تصنيف الولايات المتحدة الائتماني، فقد ينجم عن ذلك سلسلة تداعيات، أبرزها ارتفاع تكلفة الإقراض في مجمل الولايات المتحدة.
كما ستتعرض البلاد لضربة معنوية تؤثر سلباً على نفسيات المستثمرين، إذ كان من المستحيل قبل أعوام التفكير بأن أمريكا قد تفقد مكانتها الائتمانية، وذلك إلى جانب ما قد يصيب الدولار الأمريكي من أضرار جراء تراجع الارتكاز عليه كعملة احتياط للعالم.
لكن جاك ألبن، كبير مخططي الاستثمار لدي مصرف "هاريس" الخاص في شيكاغو، يؤكد بأن الولايات المتحدة لا تواجه خطر العجز عن سداد ديونها، رغم قيمة القروض المرتفعة.
ويشرح ألبن لموقع "CNN Money" قائلاً: "القلق حول خفض تصنيف الولايات المتحدة مبالغ فيه.. طالما أن ديوننا هي بالدولار فسنتمكن دائماً من تسديدها لأننا (ببساطة) نحن من يطبعه،" وشدد على أن التأثير الوحيد لتزايد ديون أمريكا سيظهر عبر تراجع قيمة الدولار.
ويعتبر ألبن أن التسريبات الأخيرة الصادرة من وكالات التصنيف قد يكون لها ما يبررها، على صعيد رغبة تلك الوكالات بتصحيح النظرة السلبية المتزايدة نحوها مؤخراً، حيث حملها البعض مسؤولية المغالاة في منح تصنيفات مرتفعة لمؤسسات أظهرت الأزمة المالية العالمية أنها كانت هشة للغاية على المستوى المالي.
أما زاك باندل، المحلل المالي لدى "نامورا" للأوراق المالية فقد حذّر من قيام الوكالات بخفض تصنيف الولايات المتحدة بسبب تزايد ديونها، مشيراً إلى أن ذلك لا يجب أن يتم إلا إن عجزت البلاد عن السداد.