الركود الاقتصادي سيترك بصماته واضحة في المعرض.
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- ستلقي الأزمة الاقتصادية العالمية ولغز تحطم طائرة فرنسية فوق المحيط الأطلنطي بظلالهما الثقيلة على معرض باريس الجوي، الذي ينطلق الاثنين.
وفي الغضون، يتوقع محللون أن يوازن الإقبال على المشتريات العسكرية، الخلل الناجم عن انكماش قطاع النقل التجاري.
وسيفتقد المعرض، الذي يقام كل سنتين منذ تدشينه قبل مائة عام، هذا العام حمى التنافس المعهود بين "أيرباص" الأوروبية، وغريمتها "بوينغ" الأمريكية، في ظل توقعات خسائر هائلة سيتكبدها قطاع النقل الجوي.
وشهد المعرض في 2007، تقدم الخطوط القطرية لطلبيات شراء "أيرباص" في صفقة بلغت قيمتها 16 مليار دولار.
وتضرر قطاع الطيران التجاري بشدة جراء الأزمة الاقتصادية التي قلصت حركة السفر، ودفعت الإحجام المصارف عن تقديم قروض.
وتكهن "اتحاد النقل الجوي" IATA الأسبوع الماضي بأن تصل خسائر النقل الجوي إلى 9 مليارات دولار هذا العام، نظراً لتراجع حركة المسافرين بواقع 8 في المائة، وتقلص الشحن الجوي بـ17 في المائة.
ويتوقع محللون إبرام اتفاقية شراء ما بين 70 إلى 200 طائرة جديدة هذا العام، مقارنة بـ506 طائرة خلال العرض السابق، ولشراء 312 طائرة أخرى أبرمت في "فارنبره" البريطاني العام الماضي.
ومع بدء عملاء في التخلف عن سداد مستحقات وإلغاء طلبيات، يرى اقتصاديون أنه لا مناص أمام شركات الطيران سوى خفض إنتاجها، ويتوقع أن ينحصر تركيز "بوينغ" الأمريكية على "دريملاينر 787، و"أيرباص" على A350.
وتضع طائرات النقل العسكري من طراز A400M، الشركة الأوروبية أمام حرج بالغ، إزاء التأخر ثلاث سنوات في إنتاجها الذي فاق الموازنة بملياري يورو.
وسيتوجب على "إيرباص" إعادة 5.7 مليار يورو، تلقتها كدفعات مقدمة لطلبات، حال فشل المفاوضات الجارية مع مشترين لإعادة التفاوض بشأن تلك العقود.
وسيشهد المعرض، ويفتتح الاثنين، تواجداً عسكرياً مكثفاً إزاء رفع الولايات المتحدة لموازنتها العسكرية.
وتشير موازنة عام 2010 إلى تباطؤ في الانفاق وليس تراجعاً في حجم المشتريات العسكرية، وتحتكر الولايات المتحدة 40 في المائة من إجمالي المشتريات العسكرية عالمياً.
ويشار إلى مشتريات العالم من الأسلحة، خلال عام 2008، بلغت رقماً قياسياً عند 1.5 تريليون دولار، بارتفاع قدره 4 في المائة عن العام الذي سبقه، وفق التقرير الصادر عن "معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي."
وأورد التقرير أن البنتاغون يعتزم زيادة موازنته المخصصة للتجسس والاستكشاف والاستطلاع بملياري دولار في 2010.
ويذكر التقرير أن دول الشرق الأوسط، ستطل وجهة رئيسية للأسلحة الأمريكية في المستقبل، واستحوذت مصر وإسرائيل على 22 في المائة من إجمالي صادرات الأسلحة الأمريكية خلال الفترة من 2004 إلى 2008.
وأصبح العراق مستوردا رئيسيا للأسلحة الأمريكية، في الوقت الراهن، وفق تقرير المعهد الدنمركي.