القضية قد تكون الأكبر من نوعها في لبنان
لندن، بريطانيا (CNN) -- شبهت تقارير صحفية رجل الأعمال اللبناني، صلاح عزالدين، الذي أوقف قبل أيام على خلفية مطالبته بسداد مبالغ عجز عن دفعها تقارب المليار دولار بالمستثمر الأمريكي، برنارد مادوف، واصفين الأول بأنه "مادوف لبنان" بعد أن وصلت قيمة المطالبات المالية في الدعاوى بحقه إلى أكثر من 700 مليون دولار.
وقالت التقارير الصادرة الخميس إن عزالدين، الذي اشتهر من خلال عدة مشاريع تجارية، أبرزها دار نشر "الهادي" المتخصصة بالكتب الدينية الشيعية في ضاحية بيروت، على صلة وطيدة بحزب الله، حيث وضع الكثير من عناصر وقادة الحزب أموالهم في شركاته، إلى جانب مستثمرين عرب، خاصة من دولة قطر.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن أحد المسؤولين في المصرف المركزي اللبناني نفى أن تكون قضية "أموال عزالدين" تشكل كبوة للرقابة المصرفية اللبنانية، التي يديرها المصرف المركزي المعروف بتشدده.
وأوردت عن المسؤول الذي لم يرغب بالكشف عن اسمه قوله: "لقد أدار عزالدين استثماراته بصورة شخصية، وليس بأسلوب المؤسسات أو البنوك الاستثمارية،" ما يجعل نشاطاته بالتالي خارج إطار رقابة المصرف المركزي.
وبحسب "فايننشال تايمز" فإن خصوم حزب الله في لبنان باشروا توجيه سهام النقد إلى الحزب على خلفية هذه القضية، بسبب علاقات عزالدين المعروفة مع الكثير من الشخصيات القيادية فيه.
ونقلت عن أحد مصادر الحزب قوله: "إنها أزمة كبيرة للناس.. إنها مصيبة."
وإلى جانب دار :الهادي،" يمتلك عزالدين محطة "الهادي" التلفزيونية للأطفال، وشركة خاصة بتنظيم حملات الحج، ويقال إنه أطلق هذا الاسم على مؤسساته تيمناً بهادي نصرالله، النجل الراحل لزعيم حزب الله، حسن نصرالله.
وتشير التقارير التي تتداولها الصحف في بيروت إلى أن عزالدين كان قد وسّع تجارته مؤخراً لتشمل صفقات نفطية مع إيران ومصانع حديد في أوروبا الشرقية.
وقد أدت الأزمة المالية العالمية إلى تراجع أعماله، ما دفعه إلى الطلب من الناس إيداع أموال لديه مقابل أرباح طائلة، في محاولة منه لجمع مبالغ تكفي لسداد ديونه، لكن خسائره تفاقمت مع تزايد الأزمة.
يذكر أن أكبر قضية إفلاس في تاريخ لبنان تعود إلى منتصف القرن الماضي، عندما عجز بنك إنترا، الذي كان أحد أكبر المصارف اللبنانية آنذاك، عن سداد ديونه.