أمين عام حركة العراقيين الحرة
بغداد، العراق (CNN) -- مهما كانت وظائفهم وحرفهم، فإن وجوههم ولون جلدتهم يجعلهم مختلفين عمن يحيط بهم، والأدهى من ذلك أنه يطلق عليهم اسم "العبيد" وتاريخياً "الزنج"، غير أن العراقيين ذوي البشرة السمراء يأملون أن يتغير هذا الواقع، وخصوصاً مع انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، الذي سيدخل إلى البيت الأبيض كأول رئيس أمريكي من أصول إفريقية، خلال ساعات.
ويأمل العراقيون من أصول إفريقية أن يكون في هذا نقطة تحول ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل وفي العراق أيضاً.
يقول الأمين العام لحركة العراقيين الحرة، جلال ذياب، إنه في تتبع كل تفاصيل الحملة الانتخابية لأوباما، وأنه ألهمهم سياسياً وشخصياً، ذلك أن له أيضاً جذوره الإفريقية.
ويستذكر جلال قوله لأبناء جلدته: "لقد قلنا لشعبنا أن أوباما سيفوز إن شاء الله، وقد فاز، وفوزه انتصار لكل السود في العالم.. سنجعل منه نموذجاً نقتدي به.. حتى النساء الطاعنات في السن كن يتضرعن لله ليفوز."
وعندما أعلن عن فوز أوباما بالانتخابات، كان ذلك فجر الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في البصرة واحتفل العراقيون من ذوي البشرة السوداء عقب الإعلان عن فوزه.
وتقدر حركة العراقيين الحرة عدد السود في العراق بنحو مليوني نسمة من إجمالي عدد السكان العراقيين والبالغ عددهم حوالي 28 مليوناً.
ويتركز وجود العراقيين من أصول إفريقية في جنوب العراق، وتحديداً في منطقة البصرة، وكذلك في العاصمة بغداد.
ويمتد وجودهم إلى ما قبل 1000 عام، عندما كان يتم جلب السود كعبيد، للعمل في الزراعة وبناء مدينة البصرة.
على أن حلال يعتبر كلمة "عبد" مسيئة، رغم أن البيض من العراقيين يقولون إنهم لا يقصدون الإساءة من خلالها، مشيراً إلى أنه لا يريد من أولاده أن يمروا بهذه التجربة، أي إطلاق صفة العبيد عليهم.
كذلك يطالب جلال بأن تتسنى لإبنه وبناته الفرص الوظيفية الجيدة أسوة بباقي فئات الشعب العراقي، ذلك أن السود لا يحصلون على الأعمال الجيدة ويقومون بالأعمال الوضيعة، رغم أنه لا أحد يستطيع الحديث عن وجود شكل رسمي من أشكال التمييز العنصري، إضافة إلى أنه لا يوجد أي أسود في البرلمان العراقي.
وقبل عامين، تأسست حركة العراقيين الحرة وتحديداً في الحادي والثلاثين من يناير/كانون الثاني، وستخوض قائمتها الانتخابات العراقية المقبلة.
وتطالب الحركة باعتراف الحكومة العراقية بالسود كأقلية، وباعتذارها عن فترة العبودية، ولكنها لا تطالب بتعويضات مادية، كما تطالب بفرض قوانين جديدة تكافح التمييز العرقي.
ويعتبر بعض العراقيين أن تأسيس حزب سياسي على أسس عرقية أمر مثير للفرقة، خصوصاً في وقت يحتاج فيه العراق إلى الوحدة، غير أن جلال ذياب يقتبس عن أوباما قوله إن الوقت أصبح مواتياً للتغيير.