طالبان تمنع البنات من ارتياد المدارس بحجة أنها مخالفة للشريعة الإسلامية
إسلام آباد، باكستان (CNN)-- تعالت وتيرة الأصوات المعارضة للقوانين "المتشددة" التي تتبعها التنظيمات المسلحة الموالية لحركة طالبان المنتشرة في أجزاء من باكستان وأفغانستان، لاسيما الجيل الجديد من الفتيات، بعد أن منعتهن المليشيات من ارتياد المدارس بحجة أنها تتناقض مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وتعتبر طوبا شهاب، البالغة من العمر 11 عاما، مثالا حيا عن الفتيات اللاتي منعن من ارتياد المدارس، بعد أن أحرقت كتبهن، وأغلقت أبواب مدارسهن، واستهدفت معلماتهن وأساتذتهن.
واتخذت شهاب من القلم والورقة سلاحا لها، حيث بدأت بكتابة الشعر، من بيتها الكائن في ضواحي إسلام آباد، تنشر من خلاله الألم الذي تعانيه الفتيات في مثل عمرها من اضطهاد لأبسط حقوقهن، مثل التعليم.
وبدت شهاب وكأنها لا تبالي بما قد تتعرض له من مضايقات، بسبب إعلانها على الملأ معارضتها لسياسة طالبان والمليشيات الموالية لها.
حيث تقول الفتاة الباكستانية: "هذه السياسات تفاجئني، هل يعقل أن لا تستطيع النساء ارتياد المدرسة، لقد أرجعونا بالفعل إلى العصر الحجري."
وتعيش شهاب على بعد ساعتين من منطقة وادي سوات، إحدى أكثر المناطق الشاهدة على مواجهات دامية بين مسلحي طالبان والقوات الحكومية.
ومنطقة وادي سوات، التي تخضع لقوانين إسلامية منذ فرض سيطرة عناصر من حركة طالبان عليها، كانت تعتبر إحدى المناطق الأكثر جاذبية لقضاء العطلات واجتذاب السياح في باكستان، حيث وصفها البعض "بسويسرا باكستان"، قبل أن تصبح تحت سيطرة أنصار طالبان.
وأدت تلك السيطرة المتشددة إلى هروب الآلاف من السكان وتدمير مئات المدارس والمراكز الصحية التابعة للحكومة المركزية في إسلام آباد.
ولكن شهاب مصممة على توصيل رسالتها إلى الجميع في باكستان، حتى لو كان ذلك على حساب حياتها الشخصية، وفي هذا الإطار، قامت إحدى المحطات الإذاعية المحلية أخيرا، باستضافة شهاب وأمها في برنامج إذاعي، عبرت من خلاله عن عزمها إخراج بلادها من سيطرة "المتشددين".
وترى شهاب طريق الخلاص في الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث تعتبره قوى خارقة ستكون قادرة على إخراج باكستان من مشاكلها.