تهاجم طالبان مدارس البنات بحجة مخالفتها للعقيدة الإسلامية
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- تستمر معاناة الطلاب الباكستانيين، خاصة الفتيات منهم، في المناطق الخاضعة لسيطرة حركة "طالبان باكستان"، بعد أن تحولت تلك المناطق إلى ساحات للمعارك بين قوات الجيش وعناصر الحركة "المتشددة."
وأجبرت تلك المعارك أكثر من نصف مليون شخص على النزوح من المناطق الساخنة، وفي مقدمتها "وادي سوات"، هرباً من موجة العنف التي اندلعت منذ سيطرة المليشيات عليها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2007.
وعملت حركة طالبان منذ بدء سيطرتها على "وادي سوات"، وبعض المناطق المجاورة، على إجبار السلطات الباكستانية على إغلاق جميع المدارس المخصصة للبنات، بعد أن حُرموا من التعليم، واستُهدفت مؤسساتهم التعليمية أكثر من مرة.
وتعتبر الفتاة هنا خان البالغة من العمر 14 عاماً، مثالاً حياً على تلك المعاناة، حيث اضطرت للانتقال إلى العاصمة إسلام أباد، بعد أن أغلقت مدرستها في وادي سوات.
وعبرت خان عن قلقها على صديقاتها في "وادي سوات" قائلة: "صديقاتي مازلن هناك، وهن لا يملكن المال الكافي للانتقال إلى العاصمة."
وكانت منطقة وادي سوات، من أهم الوجهات السياحية للكثير من الباكستانيين والأجانب، حيث يعتبرها البعض "سويسرا باكستان."
وقالت طاهرة عبد الله، ناشطة حقوقية في إسلام آباد، إن "طالبان قد تبنت نسخة متطرفة جداً عن الإسلام، وكأنهم لا يريدون وجود النساء في البلد."
وأضافت قولها: "إنهم يفرضون سيطرة كاملة على النساء، ويمنعون خروجهن من المنازل، وإذا ما استمر تجاهل الحكومة للوضع، فإنني لا أستبعد أن تنتقل الظاهرة إلى إسلام آباد."
وشهدت باكستان زيادة في أعداد القتلى المدنيين جراء الحملات العسكرية التي تشنها قوات الجيش وقوات التحالف ضد المليشيات المسلحة، الأمر الذي أثار استياء الشارع الباكستاني.
وحمَل البعض الحكومة مسؤولية الأوضاع هناك، معتبرين أن الحكومة تزيد الأوضاع سوءاً.
وعبر إسرار علي، أحد المقيمين في وادي سوات، عن غضبه من الحكومة، بقوله: "إذا لم تضع الحكومة حداً لتدهور الأوضاع هناك، فإننا سنأتي إلى إسلام أباد وسنشعل حريقاً في مبنى البرلمان."
وقال "معهد باكستان لدراسات السلام" إن عدد ضحايا العنف المسلح في باكستان خلال عام 2008 فقط، وصل إلى حوالي ثمانية آلاف شخص، جراء عمليات انتحارية أو معارك قائمة لأغراض سياسية.