باتت الكلاب المشردة تشكل خطرا على العراقيين بعد أن اعتادت أكل لحوم الإنسان أيام الحرب
بغداد، العراق(CNN)-- ثمة من يرى أن العراق يتبع طريقة مثيرة للجدل في مكافحة الكلاب الضالة، حيث قررت الجهات المعنية هناك "دس السم في الدسم" بكل معنى الكلمة، عبر تقديم وجبة "شهية" من اللحوم المغمّسة بالسموم لها، بهدف السيطرة على أعدادها، خاصة بعد أن اعتاد بعضها على مهاجمة المارة.
وبعكس معظم الدول الغربية التي تعتبر الكلاب أكثر الحيوانات ألفة، فالعراقيون ينظرون إليها على أنها مصدر خوف وقلق، إذ ازدادت أعدادها بصورة كبيرة منذ أيام الحرب على العراق عام 2003.
وأدى غياب الرقابة على الكلاب الشاردة إلى تفاقم المشكلة، حتى باتت تشكل خطرا على العراقيين، ولاسيما الأطفال منهم، خاصة وأن بعضا منها أصبحت أكثر عدائية جراء اعتيادها على تناول لحوم البشر من القتلى خلال أيام الحرب.
والمؤسف في الموضوع، الطريقة التي قررت الجهات المعنية التعامل فيها مع هذه الكلاب.
حيث أن نقص المواد المخدرة وعيادات الحيوانات، أدت إلى اختيار القائمين على عملية السيطرة على الكلاب الضالة طريقة التسميم، التي يعتبرها البعض وحشية، إذ يقومون بوضع السم داخل قطع من اللحوم، ومن ثم توزع في المناطق التي تكثر فيها الكلاب.
وفي حال لم يتمكن السم من قتل الكلاب، يتدخل قناصون ويطلقون النار عليها لاستكمال المهمة.
ورغم احتجاج العديد من مؤسسات الرفق بالحيوان على هذه الطريقة، إلا أن الحكومة العراقية ترى أن حماية السكان أهم من الكلاب.
وتقول تيري كريسب، عضو في هيئة حماية الحيوانات SPCA: "أعتقد أن إتباع الطريقة الشائعة، كالتخدير مثلا، ستكون أكثر إنسانية للسيطرة على الكلاب، ومنعها من مهاجمة السكان."
ويذكر أن العراقيين بدأوا تدريجيا باستعادة مجرى حياتهم الطبيعية وحل مشاكلهم اليومية بأنفسهم، إلا أن البلاد ما زالت تقف أمام تحديات أخرى، أقل تعقيدا، مثل مواجهة الكلاب الضالة بطريقة ترضى عنها الجهات المعنية بحقوق الحيوان.