راجت الظاهرة بعد سقوط النظام العراقي السابق
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- انتشرت ظاهرة البغاء في المجتمع العراقي بعد سقوط النظام السابق عام 2003، جنبا إلى جنب مع بيع الأمهات لبناتهن لممارسة الدعارة، بأسعار تتراوح بين 2000 و 30 ألف دولار، كما يتم بيع البنات بأعمار تبدأ من 11 عاماً حتى تصل سن 20، وفق تقرير.
وتقوم عصابات الاتجار بالنساء بتزويد السوق المحلية أو دول الجوار كالأردن، وسوريا، ودول الخليج، ويتم إدخال الضحايا إلى الدول المجاورة بطرق غير قانونية، وأحياناً تسافر الفتاة مع زوجها ثم يتم تطليقها لتبدأ ممارسة عملها في ذلك البلد، وفق مجلة "التايم."
وينتشر الاتجار بالبشر وتجار الجنس عادة في مناطق الحروب لانعدام الأمن، وغياب القوانين التي قد تردع مثل هؤلاء.
ولا يوجد هناك أرقام رسمية عن عدد النساء أو الأطفال الذين تم بيعهم لعصابات الجنس، بسبب التعتيم الذي يصاحب هذه الأنواع من الأعمال، وتقدر بعض الجمعيات العاملة في حماية الفتيات من هذه الظاهرة، عدد اللواتي انخرطن في مهنة البغاء بعشرات الآلاف.
ووفق تقرير دائرة مكافحة الاتجار بالأشخاص في الخارجية الأمريكية فإن الحكومة العراقية لا تقوم بأي جهد لمكافحة الظاهرة، ولا تقدم أي حماية ودعم لضحايا الاتجار.
والشهر الماضي استقالت وزيرة شؤون المرأة في الحكومة العراقية الدكتورة نوال السامرائي، بسبب ما وصفته غياب الموارد المالية للوزارة التي تمكنها من القيام بالدور المطلوب منها.
وقالت السامرائي" "لماذا أذهب إلى مكتبي كل صباح إن لم يكن هناك موارد أعمل من خلالها"، وأبدت اعتقادها بأن الاتجار بالجنس ليس قضية كبرى، وأن أولئك الفتيات اللاتي يعملن بهذا المجال اخترن البغاء مهنة لهن.
لكن هذا التصريح استفز أولئك العاملات في جمعيات مكافحة الاتجار بالجنس، مما يدفع ينار محمد وهي إحداهن لتقول "سآخذ الدكتورة السامرائي إن شاءت للنوادي الليلية في دمشق لترى آلاف الفتيات العراقيات اللواتي تم بيعهن للعمل في الدعارة".
والفتاة عطور هي إحدى اللاتي نوت أمها بيعها، بعد زواجها وهي في سن 15 من رجل يعمل في الشرطة، مات زوجها بإحدى التفجيرات اليومية في العراق، وبعد انقضاء فترة العدة اخبرها أخوها وأمها أنهما ينويان بيعها لأحد بيوت الدعارة القريبة في المنطقة كما باعا أختاها التوأمين.
وأبلغت "عطور" قوات الشرطة التي قامت باقتحام بيت الدعارة واعتقال الأم والأخ، كما قضت هي عامين في السجن حتى انتهاء التحقيق في القضية، وتقول إن السجن أفضل لها من أن تباع.
أما هندا، ففتاة عراقية أخرى، تم بيعها لهذه العصابات، وعملت فترة من الزمن في البغاء، ثم ما لبثت أن تخلصت من هذه المهنة، بل وبدأت تكافح هذه الجريمة مستخدمة خبرتها ومعرفتها بعمل هذه العصابات للتعاون مع الأمن أو حتى إنقاذ الفتيات ومحاولة إيوائهن، مما جعلها تتعرض للمضايقات وصلت حد التهديد في بالقتل.
وتقول هندا "أنا خائفة جداً من أن أقتل، لكن مخاوفي لن تمنعني من الاستمرار في ما أنا عليه".