من داخل أروقة مكتبة الكونغرس
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قررت محكمة أمريكية الأربعاء منح إحدى المتحولات جنسياً قرابة نصف مليون دولار على سبيل التعويض، بعد أن اعتبرت أنها تعرضت لتمييز جنسي أدى إلى رفض طلب توظيفها في مكتبة الكونغرس إثر خضوعها لعملية حولتها من رجل إلى امرأة.
واعتبرت المحكمة أن ديانا شروير تستحق التعويض بسبب عدم نيلها وظيفة محللة في شؤون الإرهاب، بعد أن أطلعت القائمين عليها على نيتها القيام بعملية جراحية تنهي من خلالها هويتها الذكورية، التي كانت خلالها تحمل اسم ديفيد شروير، وتشغل صفة قائد لقوة وحدات خاصة في الجيش الأمريكي.
وكانت مكتبة الكونغرس ووزارة العدل الأمريكية قد رفضتا تهمة ممارسة التمييز الجنسي، واعتبرتا أن القرار القائم على التحول الجنسي لا يجب النظر إليه على أنه مخالفة قانونية، غير أن المحكمة رفضت ذلك، وحكمت لشروير بـ491 ألف دولار.
وقالت شروير بعد الحكم: "لقد خدمت بلادي لأنني كنت مؤمنة بوطن ملتزم بتأمين فرص متساوية للجميع من أجل أن يكون لهم حياة ذات معنى، وقد تعرض هذا الإيمان للاهتزاز عندما قيل لي أنني غير جديرة بالقيام بما تدربت على القيام به طوال حياتي لمجرد أنني متحولة جنسياً."
وأضافت: "القرار الذي صدر أعاد لي ثقتي بديمقراطيتنا، وقد أدركت المحكمة الأذى الذي لحق بي جراء هذا التمييز، الأمر الذي منحني الأمل بأن جهات أخرى قد تدرك ذلك أيضاً."
وكان شروير، قبل تحوله إلى امرأة، يحمل رتبة عقيد في الجيش الأمريكي، ويقود وحدة خاصة مهمتها التصدي للإرهاب، وقد تقاعد من الجيش عام 2004، وعمل في القطاع الخاص قبل التقدم بطلب للتوظيف في مكتبة الكونغرس.
وبعد نيله الوظيفة، أطلع شروير مدراء المكتبة عن قراره بإجراء عملية جراحية يتحول معها إلى امرأة، ليتلقى اتصالاً في اليوم التالي من أحد المسؤولين الذي قال له إنه لم يعد "يناسب" المنصب.
يذكر أن شروير تلقت دعماً من اتحاد الحريات المدنية الأمريكي ACLU الذي قال على موقعه الإلكتروني إن صاحبة الدعوى نالت أكبر تعويض ممكن.