ريتشارد الثالث.. مسرحية شكسبيرية بإطار عربي خليجي

تقرير: عروب عبد الحق

(شاهد التقرير)

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- جمع المخرج الكويتي- البريطاني سليمان البسام بين الكوميديا والتراجيديا في مسرحيته "ريتشارد الثالث: مأساة معربة"، التي تحمل دلالات سياسية جريئة، تدفع المتفرج العربي إلى ربطها بواقع الساحة السياسية العربية المعاصرة.

وتدور أحداث المسرحية، المقتبسة من عمل شكسبيري، خلال فترة الصراع الإنجليزي على العرش، حيث يصور المخرج شخصية ريتشارد الثالث كديكتاتور، يحاول الوصول إلى الحكم عبر قتل أفراد من عائلته، والتآمر عليهم.

واستطاع البسام في مسرحيته التي عرضت مؤخرا في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، أن يعيد صياغة المسرحية العالمية، ووضعها في إطار عربي يكشف عن العديد من جوانب الحياة الواقعية التي تعيشها الشعوب العربية.  
 
وحاول البسام في البداية ربط شخصية ريتشارد الثالث بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إلا أنه أكد أن هناك العديد من الشخصيات السياسية العربية والأجنبية الأخرى التي تنطبق وشخصية بطله.

وقال البسام في مقابلة خاصة بموقع CNN بالعربية، إن "النص مليء بالدسائس والفتن ومشاريع القتل والانتقام من أجل السلطة، وهي قصة أبدية.. وفي هذا السياق، ارتأيت أن استخدم نماذج من جمهوريات الخوف بحروبها الخاسرة، وبقمعها الكبير، والتي مع الأسف أثرت على كثير من الدول العربية."

وأكد البسام أن المسرحية، التي عرضت 44 مرة في تسع دول عالمية، تحمل رسالة خاصة للأجانب دون العرب.

وقال البسام: "عندما نقدم هذا العمل إلى الأجانب، فإن رسالتنا تختلف."

وأضاف: " عندنا رسالة إنسانية كبيرة في هذا الظرف التاريخي الذي أظهر الإنسان العربي بأنه ناهب وعنيف، ليس له بالثقافة أو الفكر علاقة."

وجمع المخرج بين الفصحى واللكنة الخليجية أحيانا، معتبرا أنها "الأبهى حلة، والأقرب إلى الحضارة العربية"، على حد وصفه.

أما بطل المسرحية، فهو الممثل السوري المبدع، فايز قزق، الذي أدى دور ريتشارد الثالث بحرفية.

ويعلق قزق على دوره بالقول: "إن شخصيته في المسرحية تشبه أي ديكتاتور يحاول الوصول إلى السلطة، كائنا من يكون."

وأضاف يقول لـ CNN بالعربية، إن الديكتاتور "سيستدرج الخراب إلى قصره وإلى دولته وشعبه، وسوف يستدرج القوى الخارجية لتعبث في المكان تحت مسميات ديمقراطية وانتخابات حرة."

وقال قزق، إن "العالم اليوم يخضع لدوائر حكم ضيقة، تقودها مجموعة ريتشاردية تتحكم بسلوك الحاكم أو الزعيم."

وضم طاقم المسرحية نخبة من الممثليين العرب، مثل اللبنانية كارول عبود في دور الملكة إليزابيث، والكويتي جاسم النبهان بدور الأمير كلارنس، وشاركت الفنانة السورية أمل عمران بشخصية الملكة مارغريت، بالإضافة إلى الممثل اللبناني نيكولاس دانييل بدور لورد هاستينغ، والممثل العراقي مناضل داوود، بدور الملك كايتسبي.

وحافظت المسرحية على روحها الشكسبيرية، التي اعتادت إبراز جوانب من مشاكل واقعية بأسلوب شيق.