تطويع ألعاب الفيديو لتثقيف أفراد الجيش الأمريكي
وتشير مصادر إلى أن الهدف من اللعبة منع الجنود من القيام بتصرفات تحرج الجيش، كما حدث في حادثة استخدام المصحف هدفاً للرماية، وكذلك تعريفهم ببعض المبادئ الإسلامية، كالفرق بين السنّة والشيعة، لأهداف تتصل بمهامهم الميدانية.
وتعود فكرة البرنامج إلى عدد من ضباط الجيش الأمريكي في مركز "الاستخبارات والوعي الثقافي" في أريزونا، الذين أدركوا أن قواتهم تواجه مشكلة في العراق تتمثل بإرسال جنود صغار السن إلى ساحة معركة يجهلون خلفيتها الثقافية، في حين تتوفر وسائل إعلام متطورة تتيح عرض أخطائهم أمام العالم.
ويقول العميد جون كاستر، قائد المركز: "تطور مواقع التعارف والاتصال غيّر العالم، وأنا أرى مثلاً أن معظم الجنود الذين يصلون إلى أرض المعركة بعد إنهاء تدريباتهم يسألون عن توافر خدمات WI-FI في الثكنات."
ويلفت كاستر إلى أنه لعب دوراً أساسياً في إعداد البرنامج الذي يهدف لزيادة وعي الجنود بالثقافة المحيطة بهم، خاصة أن ثلث الذين يخدمون في العراق أو أفغانستان هم دون 25 عاماً، وتنقصهم بالتالي التجارب والخلفية الثقافية.
ويعتبر كاستر أنه من الضروري أن يعرف الجندي طبيعة المنطقة التي يخدم فيها، ويشرح قائلاً إن الجندي الذي لا يدرك الفرق بين السنة والشيعة في العراق مثلاً سيقول بعد المرور في أسواق بغداد إن أسعار الطماطم مرتفعة اليوم، في حين أن الجندي الذي يدرك الفارق بينهما سيأتي ليقول لك بأنه سمع عن اجتماعات يخطط السنة أو الشيعة لعقدها.
واستعان الضابط الأمريكي بخدمات روس فيليبس، وهو جندي سابق في قوات "المارينز" أسس بعد تقاعده شركة متخصصة في إنتاج برامج تفاعلية، تمزج ألعاب الفيديو بالواقع الافتراضي، حيث طلب منه العمل على لعبة جديدة تكون بمثابة أداة تعليمية للجنود.
ويشرح فيليبس لـCNN أساس فكرته بالقول: "لقد تابعت الشغف المتزايد حول العالم بألعاب الفيديو والكمبيوتر والتأثير الذي تلعبه على الناس خلال سعيهم إلى التفاعل وتبادل المعلومات، وبدأت بالتفكير في كيفية العمل على ذلك."
ويقوم برنامج فيليبس على صور واقعية من العراق، يضاف إليها سيناريوهات عسكرية مختلفة صوّرت جنوبي كاليفورنيا لتمزج بين ألعاب الفيديو وواقع الحياة، ويعود لللاعب القيام بالخيار الذي يراه مناسباً، ويمكنه بعد انتهاء اللعبة التحقق من صحة خياراته.
أما كين روبنسون، وهو جندي سابق من الوحدات الخاصة، شغل منصب المخرج المنفّذ للعبة، فقد قال إنها ستضمن للجنود البقاء على قيد الحياة، كما أنها ستجعلهم يختارون "تشغيل عقولهم أولاً عوض تشغيل أسلحتهم."
ويشدد كين على أن البرنامج الذي عمل عليه أفضل بكثير من ألعاب الفيديو العادية، لأن الجنود يرتاحون لرؤية صورة جندي حقيقي أكثر من متابعة أشكال إلكترونية.
يشار إلى أن كل جندي سيشارك في هذا البرنامج سيخضع لاختبارات خاص سابقة ولاحقة، لإظهار مدى تطور خلفيته الثقافية.