هشام طلعت الذي صدر حكم الإعدام بحقه لدوره ''التحريضي'' في مقتل سوزان تميم
تسجل الزميلة أوكتافيا نصر متابعتها لما جرى على الساحة العربية إثر جريمة قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم والحكم الصادر على المتهمين.
في العام الماضي، هزّت جريمة القتل البشعة للفنانة اللبنانية سوزان تميم، البالغة من العمر 30 عاماً، الشرق الأوسط. مسرح الجريمة كان شقة المجني عليها في دبي، وتفاصيل الجريمة أقل ما توصف بأنها مروعة؛ إذ كانت قد طعنت بوحشية، وجُزّ عنقها من الوريد إلى الوريد. يوم الخميس، اجتاحت العالم العربي صدمة هزة أخرى؛ حين أصدرت محكمة مصرية حكماً بالإعدام شنقاً على الرجلين المتورطين في الجريمة.
وكانت الشرطة قد قدمت أدلة تدين كلاً من محسن السكري، وهو رجل أمن مصري سابق، ورجل الأعمال المصري الثري والمتنفذ هشام طلعت مصطفى، حيث اتهم محسن السكري بتنفيذ عملية القتل بأوامر من هشام طعلت، أحد أباطرة العقارات في مصر، الذي تربطه علاقات عمل مع شخصيات حكومية بارزة.
ولقد أكد محامي مصطفى أنه سيستأنف الحكم الصادر بحق موكله، واثقاً من أنه سيتمكن من نقضه، علماً بأن هذا الحكم يعد من الأحكام النادرة في مصر بحق رجل متنفذ من وزن مصطفى.
بيد أن عبد المجيد محمد، المدعى العام المصري، شدد على تورط مصطفى بالجريمة قائلاً: "لقد شارك هشام طلعت بالجريمة بالتحريض والاتفاق مع السكري وتوفير المساعدة له لقتل الضحية انتقاماً."
وجاء انتقام مصطفى من الفنانة اللبنانية، بحسب التقارير التي تناولتها وسائل الإعلام العربية، بسبب فشل علاقة عاطفية بينهما. في هذا الإطار، فإن العلاقات الغرامية الدرامية الطابع التي تربط سياسيين أو رجال أعمال بارزين ومتنفذين بشخصيات من الوسط الفني ليست بالأمر المستغرب أو غير المألوف في الشرق الأوسط. غير أن دراما مصطفى - تميم جاءت مختلفة لأسباب عديدة.
فمنذ البداية، طفت على السطح التفاصيل المروعة للجريمة، حيث تناقلتها وسائل الإعلام العربية بصورة محمومة، وهو أمر يبدو مفاجئاً في منطقة عادة ما تتسم فيها التحقيقات بالتكتم والسرية.
وكانت دبي، التي توصف بأنها واحة الانفتاح والحرية في منطقة الشرق الأوسط ذات التقاليد المحافظة، قد شرعت في حملة ضد الفساد، حيث وجدت نفسها في موقف محرج في حال لم تتابع نتائج التحقيق بشأن الجريمة.
أما الحكومة المصرية، التي عادة ما تتعرض للانتقاد بسبب تغاضيها عن الفساد والتغطية على الشخصيات المتنفذة، فقد وجدت نفسها في مواجهة مطالب علنية بضرورة تحقيق العدالة.
علاوة على ذلك، فقد كشف القاتل عن تسجيل لحوارات هاتفية قال إنها دارت بينه وبين رجل الأعمال الثري الذي استأجره. ولقد نشرت صحيفة "المصري اليوم" نصاً لأحد تلك الحوارات، جاء فيه:
هشام طلعت: إيه عملت إيه؟
محسن السكري: ما جتنيش الفرصة، ومكان التنفيذ انتقل لدبي.
هشام طلعت: بس هيكون صعب هناك.
محسن السكري: لأ.. سيبها عليّ.. ودي شغلتي ياريس.
هشام طلعت: طيب أجلت المهمة ليه؟
محسن السكري: الحكاية عاوزه تظبيط علشان تمشي كويس.. دي فنانة وناس كثير حواليها.
هشام طلعت: طيب خلصنا بقي.
من جانبه، أنكر هشام طلعت أن الصوت في الحوار المسجل هو صوته، في حين قال السكري إنه بعد هذه المحادثة، ألغى العملية ولم يرتكب الجريمة.
بينما لا يزال المعجبون بالفنانة سوزان تميم مفجعين لفقدانها، فإن العالم العربي لا يزال يحاول استيعاب "الدراما" المثيرة؛ ليست "دراما" الجريمة فحسب، بل "صدمة" قيام شرطة دبي بالكشف عنها وجرأة القضاء المصري في إصدار حكم بالإعدام بحق رجل أعمال بارز ومتنفذ.