سباق القفال تاريخ إماراتي يحييه الشباب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عقد في دبي السبت السباق رقم 19 من سباقات القفال، وهي سباقات للقوارب الشراعية القديمة، وهي من تراث وتقاليد دبي التاريخية، كما ترتبط بحرفة استخراج اللؤلؤ التي عرفت بها الإمارة الخليجية.
لكن هذا السباق ليس كأي سباق بين زوارق البحر بأشكالها وأنواعها المختلفة، وإن كان الحرص على الفوز بالمراتب الأولى ونيل اللقب حاضراً في نفوس المتسابقين.
هي إذاً رحلة البحث عن الجذور، وإحياء لتراث، اندمل أو كاد، في ظل زحمة الحداثة والتطور التكنولوجي.. تطور أصاب المجتمع الإماراتي، فاختلط القديم بالحديث، والتاريخ بالحاضر.
لكن الحرص على التراث مازال حاضراً في قلوب الآباء، حرص قابله حماس من الأبناء الشباب، في إحياء تراثهم، علهم يجدوا في ماضيهم ما يثبت أقدامهم في أرضهم، لمستقبل أكثر إشراقاً.
وحول السباقات البحرية، وانتشارها، يقول صاحب فكرة سباق القفال، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي: "السباقات البحرية هي نوعان أو ثلاثة، عندنا في الإمارات السباقات الشراعية لها شريحة من الناس والشريحة الأكبر، ومحبوبة ولها نمط معين، بالرجوع إلى الماضي، وهي نوع من التراث."
وسباق القفال في اللهجة الإماراتية أو رحلة القفال، هي عودة البحارة من جزيرة "سير بونعير" وانتظار من بقوا في الجزيرة للغوص في البحر واستخراج اللؤلؤ.
وفي حديثة لـCNN بالعربية، يقول سعيد حارب، رئيس اللجنة المنظمة: "السباق في الماضي ليس بسباق، وإنما هي العودة من رحلة القفال، العودة من جزيرة من الجزر الموجودة إلى السواحل، لانتظار الغواصين بعد أربعة شهور من عملية الغوص، الانتظار صعب جداً، هناك من يبتسم ويفرح، وهناك من يحزن خوفاً من تلقي خبر سيء."
وشارك في السباق مائة قارب، مضروبة بخمسة على الأقل، ليكون عدد المشاركين في هذه التظاهرة السنوية، التي انطلقت عام 1991، ليدل هذا العدد على أن الأجيال الشابة متمسكة، كما كان الآباء، بهذا التراث.
وكان من بين أهداف السباق حين أُسس، إعادة استخدام أربعمائة كلمة استخدمها البحارة في غنائهم طول رحلة القفال، خوفاً عليها من الضياع.
وتنتهي رحلة القفال هذا العام، لكن رحلة الحفاظ على هذا التاريخ، وذلك التراث، يبدو أنها ستبقى مستمرة.