/منوعات
 
2245 (GMT+04:00) - 20/06/09

"علمانية" فرنسا تواجه النقاب ومسلمون يرحبون بتحدي "السلفية"

معركة جديدة ضد النقاب في فرنسا

معركة جديدة ضد النقاب في فرنسا

باريس، فرنسا (CNN)-- تعتبر العلمانية منذ قرون "الدين الرسمي" في فرنسا، وذلك بعد صراع طويل خاضه المجتمع المدني بمواجهة الكنيسة الكاثوليكية، لكن علمانية فرنسا اليوم تواجه خصماً جديداً يتمثل في النقاب الذي ترتديه بعض النساء من الشريحة الإسلامية الكبيرة العدد في البلاد.

وبموازاة وجود جهود رسمية لحظر النقاب، إلا أن اللافت هو انكفاء المعارضة العلنية للخطوة حتى في الأوساط الإسلامية، بخلاف ما كان الحال عليه خلال درس حظر الحجاب في المدارس، بل أن بعض خبراء الملف الإسلامي أشادوا بالقرار باعتبار أنه يضعف التيارات السلفية.

ويقول أندريه غيرين، النائب عن الحزب الشيوعي: "اليوم نحن أمام تحدي وجود نساء مسلمات يرتدين البرقع (النقاب) الذي يغطي كامل الرأس والجسم وكأنه سجن متحرك."

وقد سبق لغيرين أن وقع مع 57 نائباً آخر على عريضة تطالب مجلس النواب بإصدار تشريع يحظر ارتداء النقاب.

ويؤخذ خصوم هذا الطرح على النواب اندفاعهم للسير بهذا الأمر رغم أن عدد المنقبات في فرنسا محدود، كما أن السلطات لم تتمكن من تحديد رقم رسمي لهن، إلا أن غيرين يقول إن الأعداد: "تتزايد باستمرار، ليس في المدن الكبرى فحسب، بل وفي المناطق النائية أيضاً"، مشدداً على وجوب "كسر الصمت" حيال الأمر على حد تعبيره.

وتعتبر خطوة النواب هذه التحرك الأحدث ضد النقاب، بعد أن قامت المحكمة الإدارية الفرنسية العليا العام الماضي برفض طلب تجنيس امرأة مغربية ترتدي النقاب باعتبار أن الأخير "يتعارض والطابع العلماني للدولة."

واللافت أن النساء من أصول عربية أو إسلامية يشجعن النظر في القضية، وفي هذا الإطار قالت سهام حبشي، رئيسة جمعية "لا عاهرات ولا خاضعات" المهتمة بحقوق المرأة لمجلة "تايم": "حقوق النساء ليست مرتبطة ببضعة سنتيمترات إضافية من الثياب، لكن النقاب هو رمز للاضطهاد الذي تعيشه النساء."

لكن خبراء أبدوا استغرابهم حيال التركيز على قضية النقاب لدى المسلمات دون الإلتفات لحقهن في ارتداء ما يرغبن من ملابس، وكذلك دون إنكار حق الراهبات في تغطية رؤوسهن أو وضع السيدة الأولى السابقة في فرنسا، بيرناديت شيراك، غطاء للرأس خلال زيارتها للفاتيكان.

واعتبروا أن السبب يرتبط بنظرة المجتمع الفرنسي إلى الإسلام على أنه دين غريب ووافد، بخلاف المسيحية التي تتمتع بجذور عميقة في المجتمع، رغم أن أعداد المسلمين في فرنسا تتجاوز الستة ملايين، ما يجعله الدين الثاني في البلاد، الأمر الذي يثير لدى بعض الأوساط الفرنسية حالة من القلق حيال احتمال انتشار التطرف.

وحتى هذه اللحظة لم تبرز جهات إسلامية داخل فرنسا للمدافعة عن حق ارتداء النقاب، بل أن بعض الجهات رحبت بالأمر، وتشير دنيا بوزار، المتخصصة في الشؤون الإسلامية إلى أنها عارضت حظر ارتداء الحجاب في المدارس، لكنها تشعر بالراحة حيال عمل الدولة ضد النقاب.

وتعتبر بوزار أن انتشار النقاب يعبر عن ظهور تيارات سلفية في المجتمع الإسلامي الفرنسي، وترى أن تدخل الدولة لحظر هذا اللباس أمر مقبول إذا ما كانت نتيجته ستؤدي إلى إضعاف هذا التيار.

advertisement

يشار إلى أن فرنسا ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي عبرت عن رغبتها في حظر النقاب، فقد سبقتها هولندا عام 2006، ما أثار الكثير من الاحتجاجات آنذاك.

ويحتاج إقرار تشريع ضد النقاب في فرنسا إلى موافقة لجنة تحقيق ستؤلف بعد تقديم العريضة النيابية، وستقوم تلك اللجنة بدراسة النقاب وأسباب وضعه وتقدم توصياتها في هذا الإطار، وقد يستغرق هذا الأمر عدة أشهر سيتصاعد خلالها الجدل في فرنسا حول الخطوة.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.