عرض: مصطفى العرب
المدونات العربية.. طموحات وآمال.. وملذات غريبة!
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- شكلت المدونات العربية مجالاً للتعبير عن مجموعة من القضايا التي تشغل المنطقة هذه الأيام، حيث برز الحديث عن التناقضات داخل المجتمع المغربي، إلى جانب "الأسف" الذي أبداه عدد من المدونين المصريين حيال افتقاد الانتخابات في بلادهم على غرار الدول المجاورة.
كذلك برز الجدل حول مصير رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السعودية، جمال خاشقجي، بعد الانتقادات التي وجهها وزير الداخلية السعودية، الأمير نايف بن عبدالعزيز، إلى الصحيفة بسبب انتقادها لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى جانب نقاش لقضية ختان الإناث بالعراق.
وعلى مدونة "نبراس الشباب" المغربية http://www.nibraschabab.com/ كتبت جليلة خلاد تحت عنوان "أنا و… عذاب الضمير" ناقلة رؤيتها للأوضاع المتناقضة في بلادها.
وقالت خلاد: "تناقض صارخ بين الذات والمتمنيات، إنه الصراع الأزلي مابين الفضيلة والرذيلة.. قبل أن أبلغ العشرين كنت مواطنة صالحة أزيل النفايات عن الطريق وأساعد ذوي الحاجات الخاصة.. لكن بعد العشرين.. صرت مواطنة غير صالحة، لماذا؟ ياترى نتغير ما بين عشية وضحاها؟ إنه اليأس الذي يجعل الأمل يتسرب من بين أيدينا كالماء الزلال."
وأضافت: "إنه مغرب التناقضات، بلدي الذي تجلده الفضائيات وتصلب حريمه على أعمدتها و تنجس صورته التي صارت ممسحة لوساخة الوجوه الأخرى.. إنه بلدي الذي لا هو إسلامي ولا علماني، يحكمه أمير المؤمنين وبأسواقه الممتازة تباع الخمور وبأزقته يكثر المجون."
وتابعت: "مغربنا الذي بالجمعة تقام به الصلاة وتسمع الآيات الكريمة في المنابر والأسواق وبالسبت تنكس الإعلام وتباع المحرمات وتشتغل الكباريهات فنجد كل أنواع اللغات وكأن برج بابل أصبح تمركزا لكل التائهين بين عباءة الدين ومشعل حرية الحياة.. رأيت نساء يقفن على النواصي يدلل بأجسادهن أمام أعين مليئة باللذة والحاجة المريضة.. من يدفع أكثر؟"
ومن مصر، كتب المدون أحمد شقير متناولاً ظاهرة الانتخابات في عدد من دول المنطقة، ومقارناً الوضع فيها ببلاده، فكتب على مدونة http://www.omraneya.net/node/92431 تحت عنوان "بورنو الإنتخابات.. والاستمناء."
وقال شقير في مدونته: "لبنان.. إيران.. المغرب... ثلاث دول اشتركت فيما بينهم خلال الأسبوعين الماضيين في شيء واحد، ألا وهو الانتخابات، واختلفت الانتخابات بينها في نوعيتها وطريقة أدائها ونتائجها.. أصبحنا نتابع الانتخابات ونشاهدها مثلما يشاهد الشباب العاجز عن الزواج أفلام البورنو، نشاهد ونعجب وننتقد ثم نكتفي بالاستمناء دون ممارسة حقيقة، هم يمارسون الفعل ونحن نمارس الخيال."
وختم: "نحن في انتخاباتنا ألف دليل (على التزوير) يكفي فقط أن تقرأ التدوينات التي تابعت الانتخابات وأثبتت التزوير بالأدلة المادية بالصور والفيديوهات ولم يحرك كل هذا ساكناً لننزل ونعترض جماعة، لماذا.. لأننا مازلنا نكتفي بالاستمناء كعادة نحبذها سرية دائماً فتهدأ شهوتنا المزعجة المنتشية للديمقراطية ثم نأخذ حماماً دافئاً نزيل به ما أقدمت عليه قلوبنا من اشتهاء لممارسات يعرضها علينا أنجاس داعرين يقدمون لنا ديمقراطيات عارية.. حفظنا الله وحفظ مصرنا من كل عمل داعر.. بس عايزين نتجوز بأه .. نفسنا."
أما مدونة "سعودي جينز" http://saudijeans.org/ السعودية فقد تابعت ما يثار حالياً حول مصير رئيس تحرير صحيفة الوطن المحلية، جمال خاشقجي، الذي قيل إنه فُصل من عمله بسبب انتقادات وجهتها صحيفته إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي تقوم بعمل "الشرطة الدينية" في البلاد.
وقالت المدونة التي كُتبت بالإنجليزية إنه قد ثبت عدم إقالة الخاشقجي الأحد، بعد أن ظهر مقال له في صحيفة الوطن، ما يعني أنه لم يطرد على غرار ما حدث معه في السابق عام 2003.
وأعادت المدونة هذا النقاش حول مصير خاشقجي إلى ما ظهر مؤخراً من مقالات في الصحيفة تناولت بالاعتراض ممارسات مثل إرغام المحال على الإقفال خلال الصلاة، إلى جانب إقدام أحد كتاب الصحيفة على توجيه سؤال محرج إلى وزير الداخلية، الأمير نايف بن عبدالعزيز، حول وجود مراكز لهيئة الأمر بالمعروف في الرياض أكثر من مراكز الشرطة.
وقد رد الأمير بالقول: "هذا غير صحيح، والله يزيد مراكز الهيئة" ثم شن هجوماً على صحيفة الوطن التي اتهمها بأنا "تجتذب كتاباً ضد الإيمان وضد الأمة."
أما من العراق، فقد برز على مدونة البرجوازي العراقي http://birjwazi.blogspot.com/ مقال تناول بالنقد عمليات ختان الإناث تحت عنوان: "الخفاض سخافة تاريخية يجب أن تتوقف" خاصة وأن هذه العادة موجودة في بعض مناطق العراق أيضاً.
وقال المدون: "قبل أن اتكلم ادعو جميع الأصدقاء وأصحاب المدونات للتكلم عن هذه الجريمة الصامته التي تنفذ باسم الدين الإسلامي، لكي يعي الناس حجم الجريمة التي تودي بأطفال بريئين وتشوه حياتهم النفسية والجسدية مدى الحياة، إن أفلتوا من الموت بسبب النزف تحت انظار أمهاتهم السليبات العقل مع الأسف."
ولفت المدون إلى وجود أنواع من الختان أو "الخفض" منها قطع البظر أو قطع البظر والشفرات، أو قلع البظر وقطع الشفرات ثم خياطة الشفرات الخارجية وترك فتحة التبول.. بهدف الإقلال من الشهوة الجنسية للمرأة، لماذا؟ لأن المرأة حسب رأيهم لاتستطيع السيطرة على شهوتها."
وتابع: "في كردستان من يقوم بها يقول إن المرأة تصبح نظيفة، وإن لم تقم بذلك تكون قذرة والطعام الذي تطبخة يكون قذرا.. لماذا تحرم المرأة من اللذة الجنسية؟ ألا يكفي حرمان المرأة من حرية التعبير والعمل والدراسة؟"
وختم: "لماذا هذا المفهوم الماسوشي في أن النظافة والرفعة لا تأتي إلا بالعذاب؟ أليس ذلك من المفاهيم الهندوسية بالأصل حيث أن تناسخ الأرواح يستمر والتعذيب يستمر حتى تتنقى الأرواح بالعذاب والجمر والمسامير وإذلال وتعذيب الجسد حتى تصل الى النرفانا وهي الجنة في المعتقد الهندوسي."