عرض: مصطفى العرب
المجتمع السعودي يعاني بعض ظواهر التمييز
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- انشغل المدونون العرب خلال الأيام الماضية بمجموعة من الأحداث المتلاحقة التي حاولوا تغطيتها بأساليبهم وطرقهم الخاصة، وبرز ذلك من خلال المتابعات الطريفة لحلول شهر رمضان، سواء عبر رصد ظاهرة عودة "الدعاء للرئيس" في مصر، أو تبادل التهاني بطريقة ساخرة تذكر بالمخاطبات الرسمية للملوك والرؤساء العرب.
كما برزت قضية التعليق على مقالات تناولت وجود "العنصرية والتمييز" في المجتمع السعودي، بجانب مطالبة معارضين ليبيين بالإفراج عن المعارضين السياسيين المعتقلين بطرابلس، كما أفرجت اسكتلندا عن الليبي عبدالباسط المقرحي، إلى جانب توجيه بعض المدونين اللوم إلى المغنيات كبار السن اللواتي اعتمدن العري بما يشبه "الموجة الجديدة."
فمن البحرين، كتب المدون منصور الجمري على مدونته http://masoor88.blogspot.com/2009/08/blog-post_23.html رسالة تهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان، قلّد فيها بسخرية الرسائل المتبادلة بين الملوك والرؤساء العرب.
وتحت عنوان "مسج تهنئة" قال الجمري: "أرسل صاحب السمو الشيخ / منصور الجمري حفظه الله ورعاه وسدد خطاه إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي أهله وأصدقائه حفظهم الله ورعاهم وسدد خطاهم مسج تهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك متمنياً لهم دوام الصحة والعافية والتوفيق، وكان هذا نص المسج."
وأضاف: "أحبتي أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نهنئكم بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، أعاده الله عليكم باليمن والبركات سائلاً المولى أن يحفظكم أنتم وآباءكم وأولادكم أصحاب السمو والمعالي.. أخوكم صاحب السمو الشيخ منصور الجمري."
وتابع الجمري: "كما أرسل سموه مسج تهنئة رداً على من سبقه بالتهنئة، وكان هذا نصه: أحبتي أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي.. قد وصلني من مقام سموكم العالي شاكرين لكم مسج تهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، أعاده الله عليكم باليمن والبركات سائلاً المولى أن يحفظكم أنتم وآباءكم وأولادكم اصحاب السمو والمعالي."
ومن السعودية تناولت مدونة "سعودي جينز" http://saudijeans.org/ مقالاً نُشره مؤخراً الصحفي السعودي علي موسى، قال فيه إن المجتمع السعودي يعاني بالفعل من العنصرية والقبلية مضيفاً: "أنا أول عنصري في مسألة الزواج والنسب، مثالاً، وسأعترف أنني أورث هذا وصية لأبنائي ودستور حياة."
وقد انتقدت مدونة "سعودي جينز" هذا الاعتراف، ورأت أن ما جاء فيه "مثير للصدمة والامتعاض"، وسألت: "ما الفرق بين الذين ينكرون وجود التمييز والعنصرية في المجتمع السعودي ولكنهم يمارسونها دون أن يقرّون بذلك، وبين من ينكرون وجودها؟"
وتابع المدون، الذي اعتمد اللغة الإنجليزية: "أجد من المرعب أن يعرب شخص مثقف مثل علي موسى عن ارتياحه لممارسة التمييز لمجرد أنه يعتقد أننا ضحايا إرث القبيلة والمجتمع.. أنا أرفض أن أكون ضحية وعلينا جميعنا أن نرفض ذلك.. كيف يمكن أن نصل إلى التغيير في المجتمع إذا كان أشخاص مثل موسى - الذي يفترض أن يكون بين النخبة - يرفض أن يبدأ عبر تغيير نفسه."
ومن مصر، برزت تعليقات مدونة "لقمة عيش" http://lokmetaesh.blogspot.com/2009/08/blog-post_8683.html التي نقلت أجواء مساجد مصر في رمضان والدعاء فيها للرئيس حسني مبارك.
وتحت عنوان "اللهم وفق رئيس جمهوريتنا" قال المدون: "وصلتني رسالة من صديق مفادها أنه ذهب يصلي الجمعة كالعادة في المسجد الذي اعتاد عليه، ويبدو أن وزارة الأوقاف قامت بعمل تنقلات بين قوات خطباء المساجد لمواكبة شهر رمضان الكريم، وفوجئ الأخ بأن الخطيب أراد أن يبدأ بداية قوية فأضاف مقطع في دعائه كان الناس قد نسوه وهو الدعاء للحاكم وولي الأمر."
وتابع: "وقال الخطيب الجديد فى دعائه الميمون 'اللهم وفق رئيس جمهوريتنا' لكنه لم يحدد أي جمهورية، والخطيب لم يقل اللهم وفق محمد حسني مبارك، ولم يقل اللهم وفق رئيس جمهورية مصر العربية، المهم أن الصديق رفض أن يؤمّن (يقول آمين) على دعاء الشيخ، واعتبر هذا غير مقبول، أو كأنه يريد أن يقول 'بأمارة إيه الخطيب يدعو للرئيس؟"
وتابع المدون ساخراً بأن هذا الدعاء "يعنى أن رئيس الجمهورية غير موفق، وهو (الإمام) يطلب من الله أن يوفقه، لكن لا أدري إلى أي شيء يوفقه، ربما تكون نية الخطيب أن يوفقه للاعتزال والتنحي عن الرئاسة.. أرجوك يا صديقي أن يكون لديك حسن نية ولا تأخذ الخطيب بظاهر قوله، وأنصحك فى الخطبة القادمة حينما يقول اللهم انصر رئيس جمهوريتنا تقوم وتهتف بأعلى صوتك اللهم آمين.. اللهم آمين.. اللهم آمين.. وتهتف يعيش يعيش رئيس جمهوريتنا."
وفي ليبيا، انشغلت المدونات بمتابعة الإفراج عن السجين عبدالباسط المقرحي، المدان بقضية تفجير لوكربي، من السجون الاسكتلندية، فأثارت المدونات المعارضة قضية المعتقلين داخل السجون الليبية، وخاصة مدونة ناجي الفيتوري http://najial-faitouri.maktoobblog.com الذي نقل عن موقع ليبيا المستقبل مقالاً للكاتب ولد الشيخ تحت عنوان "عيسى المقرحي وعبدالباسط المقرحي."
وقال الفيتوري: "عيسى المقرحي الذي اتهم بمساعدة عبدالله القريو (أحد قادة الجماعة الليبية المقاتلة) إثر محاولة القريو الفاشلة لاغتيال (الزعيم الليبي) معمر القذافي في تلك المنطقة برمي قنبلة يدوية عليه، وعقاباً لعيسى تم تعذيبه وسجنه إلى يومنا هذا وبدون أي محاكمة."
وتابع: "عبدالباسط المقرحي.. اتهم بتفجير طائرة ركاب مدنية أدت لوفاة 270 إنسان وتمت محاكمته وسجنه ببريطانيا.. المقرحي عيسى والمقرحي عبدالباسط يعانون مرض السرطان في السجن.. وليبيا تجاهد لأخراج عبدالباسط بكافة الوسائل وتدعوا العالم لمساندتها من أجل حرية عبدالباسط، أما عيسى والذي يعاني من مرض السرطان أيضا و سوء العناية الصحية فلا أخبار عنه."
وأضاف: "هل يحق لنا بمطالبة بريطانيا بمراعاة الظروف الإنسانية لعبدالباسط بينما لم نفكر أبداً في عشرات الحالات الإنسانية المشابهة في (سجن) بوسليم؟.. عاشت ليبيا.. عاش عيسى المقرحي... عاش كل من ناضل من أجل حرية وكرامة الليبيين.. وليسقط كل عميل مخابراتي يستهدف أبناء وطنه."
وعلى مدونة النويهي، http://alnwaihi.maktoobblog.com/ كتب أحمد النويهي متناولاً ظاهرة الفنانات اللواتي يعتمدن العري تحت عنوان: "لا نحتاج إلى عريكم، أين أصواتكم؟"
قال النويهي: "الانقلاب الذي أحدثته الموجة الجديدة من المغنيات والمؤديات بقيادة هيفاء وهبي ونانسي عجرم، جعلت الجو الفني كله معجرماً، كما يقول محمد هنيدي، وأكسبت الوسط الفني هيافة لا تناسب الكثيرات، من الأحسن لو تركوها لصاحبتها هيفاء وهبي، التي أثبتت أنها تتمتع بنسبة ذكاء لا بأس بها.
ورأى النويهي أن هذه الظاهرة "ليست بغريبة ولا جديدة بالوسط الفني العربي أو باقي الأوساط الفنية بكل دول العالم، فكل وسط له كما يقال 'اللوليتا' أو 'الساكس سامبول'، لومي الكبير موجه إلى مطربات كبيرات في الصوت والإمكانيات والموهبة، وأحياناً كبيرات في العمر، لكنهن ركبن موجة الهيافة وظهرن في أبشع صورهن، فالأصل دائماً جميل والتقليد قبيح."