/منوعات
 
1500 (GMT+04:00) - 26/09/09

"اليولة" الإماراتية.. استحضار التراث بسلاح من خشب

خاص بموقع CNN بالعربية

 

اليوله رقصة تراثية للكبار والصغار

اليوله رقصة تراثية للكبار والصغار

(شاهد التقرير)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ثمة من يعتقد أن التراث سجين المتاحف والكتب، لكن بالنسبة لعدد من الأطفال الإماراتيين، فهو حاضر تماما، في رقصة تراثية وبندقية من الخشب.

وبالسلاح "يجول" الأطفال ميدان الرقص، وتنناغم خطاهم مع الأغاني التراثية التي تصدح في المكان وتنقل الحاضرين إلى ماض قريب كانت فيه "اليولة،" تلك الرقصة التراثية المؤداة بالسلاح، تمثل جانبا مهما من تقاليد القبائل العربية في هذا المكان.

واليولة في اللهجة الإماراتية تعني الجولة، حيث أن الفارس يجول بسلاحه مستعرضا مدى مهارته في التحكم بالسلاح على أنغام الأهازيج الشعبية.

ويقول عبدالله حمدان بن دلموك، المدير التنفيذي لمكتب بطولات الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، إن "اليولة كانت عبارة عن عرض مسرحي يؤديه فرسان القبيلة يتحدثون فيه عن وقائع حصلت على أرض المعركة، إضافة إلى تأديتها في المناسبات والأفراح وأمام وفود القبائل الأخرى."

ويرى بعضهم أن اليولة رقصة شعبية، و لكن بن دلموك ينفي ذلك قائلا "اليولة هي عرض وليست رقصة،" وأضاف: "يستعرض الفرسان (في اليولة) مهاراتهم وتحكمهم بالسيف أو الأداة وخفة يدهم بحمل السلاح."

وتنتشر اليولة أو الرقص بالسلاح في الإمارات والدول المجاورة، ويقول بن دلموك: "انتشرت اليولة في كل مكان، فقد تجد من يؤدي اليولة حتى في فرنسا."

كما تحولت اليولة من استعراض يؤدى في مناسبات معينة إلى هواية أصبحت تشكل هوسا للشباب والأطفال الإماراتيين، ومن ثم مسابقة، إذ تجدهم الآن يتبارون للحصول على لقب "اليويل (مؤدي اليولة في اللهجة الإماراتية) الأفضل". 

فبرعاية من ولي عهد إمارة دبي، الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أصبحت لليولة بطولة ولجنة تحكيم، ما ساعد على انتشارها بين الشباب والأطفال، حسبما أكد بن دلموك، قائلا "هدف البطولة هو المحافظة على التراث أولا وعرضه وتشجيع تداوله."

ورغم أن أساسياتها بقيت كما هي، إلا إن بعض التغيرات طرأت على اليولة، إذ يقول مسلم العامري، أحد المحكمين في المسابقة، والفائز بإحدى البطولات إن ""الأداة تغيرت حيث أن السلاح الأصلي استبدل بآخر من الخشب."

وساعد السلاح الخشبي على إظهار المهارات بشكل أفضل وأكثر، إذ يقول العامري: "الرمية (رمي السلاح إلى الأعلى في أثناء العرض) أبعد وشكليا أحلى".       

ولم تكن طبيعة السلاح هي وحدها التغيير الذي طرأ بين الماضي والحاضر، بل كذلك في الموسيقى، إذ لم تكن الأنغام الموسيقية سريعة، بل أهازيج وطبول.

advertisement

ويوضح بن دلموك ذلك قائلا "إن اليولة في السابق كانت تختلف حسب اختلاف المناطق، حيث أن للبدو يولة وللحضر يولة أخرى. ولم يكن البدو يستعملون الطبول، ولكن الحضر، وهم سكان المناطق الساحلية، هم من استخدم الطبول."

ويقوم المتسابقون الصغار، أو في اللهجة الإماراتية "اليويله" باستعراض مهاراتهم بكل حيوية وكأنها جزء منهم وليست عرضا قد تدربوا عليه منذ زمن. 

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.