يشارك جنود الاحتياط في العمليات العسكرية الدائرة في غزة
مدينة غزة، القطاع (CNN)-- في الوقت الذي واصلت فيه القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، رغم الدعوات والمناشدة الدولية لطرفي النزاع من أجل وقف العمليات، ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء هذه العمليات في الـ27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حتى الثلاثاء، إلى أكثر من 971 قتيلاًً، بينهم 311 طفلاً و95 امرأة و4 صحفيين و13 مسعفاً و584 مقاتلاً فلسطينياً، وفق المصادر الطبية الفلسطينية.
بينما قتل على الجانب الإسرائيلي 13، بينهم 10 جنود إسرائيليين، وفق مصادر الجيش والشرطة الإسرائيليين.
بموازاة ذلك، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" الثلاثاء، عن الإدارة العامة للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة أن عدد القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا في مناطق متفرقة من القطاع جراء العمليات العسكرية ومنذ الفجر وحتى مساء الثلاثاء، قد وصل إلى 44 قتيلاً.
وقالت مصادر المسعفين الفلسطينيين إن عدد الجرحى بلغ 4400 جريح، منهم 480 في حالة الخطر الشديد.
وذكر الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة، أن الأطفال والنساء الجرحى يشكلون أكثر من نصف المصابين، واصفا جروح الغالبية منهم بالخطرة.
في المقابل أقر الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، بتعرض أحد ضباطه لإصابة خطرة بينما جاءت إصابة جنديين آخرين طفيفة، بعد انفجار منزل مفخخ كانوا قد دخلوه بحثاً عن مسلحين فلسطينيين، دون أن يذكر المنطقة التي وقع فيها الهجوم.
غير أن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أعلنت في بيان على موقعها الإلكتروني أن مقاتليها نجحوا في تفجير منزل مفخخ مسبقاً في منطقة "العطاطرة" غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة أربعة جنود آخرين.
القوات الإسرائيلية تحكم تطويق غزة
وكان دوي المدفعية الثقيلة والانفجارات قد هزّت مدينة غزة فجر الثلاثاء فيما تطبق القوات الإسرائيلية على المدينة من جانبي ضاحية "الكرمة" شمال غرب، و"تل الهوى" شمال شرق، حيث تتقدم الدبابات الإسرائيلية باتجاه مقر "الأمن الوقائي" التابع لحركة المقاومة الإسلامية "حماس."
وقال العميد إيال أيسنبيرغ، قائد الحملة الإسرائيلية لحشد من الصحفيين "نحن نحكم تطويق المدينة."
وأستأنف الجيش الإسرائيلي الاثنين عملياته العسكرية، التي تشارف الثلاثاء أسبوعها الثالث، بعد هدنة ثلاث ساعات لإتاحة المجال أمام دخول المساعدات الإغاثة وتلقي سكان غزة الإمدادات الإنسانية.
واستهدفت الفصائل الفلسطينية الاثنين جنوبي إسرائيل بـ14 صاروخاً على الأقل الاثنين، وفق مصادر أمنية إسرائيلية.
وعلى صعيد مواز، نفى مصدر عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية ما بثته بعض وكالات الأنباء والفضائيات، نقلاً عن مصدر عسكري إسرائيلي عن إطلاق نار من الجانب الأردني عبر الحدود الغربية، مؤكداً أن لا صحة لهذه المعلومات إطلاقاً، وفق وكالة أنباء الأردن "بترا"
وإلى ذلك، أعرب إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة عن ثقته بأنّ النصر سيتحقق للجانب الفلسطيني في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، مشيداً بصمود الشعب الفلسطيني.
وبشأن كيفية تعاطي القيادة في قطاع غزة مع العمليات الجارية؛ قال هنية في خطاب متلفز ألقاه ليل الاثنين: "إنهم يواجهون العدوان بمسارين، هما المسار السياسي ومسار المقاومة والصمود"، وفق الموقع الإلكتروني لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس."
وتحدّث هنية عن "المسار السياسي الدبلوماسي الذي يأخذ مداه"، وقال نحن نتحرك أيضاً على هذا المسار، و"نتعاطى ونتعامل إيجابياً مع أية مبادرة توقف العدوان عن شعبنا."
بوش: وقف دائم لإطلاق النار مرهون بحماس
في آخر مؤتمر صحفي له قبيل إنتهاء ولايته، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش الاثنين إن أي وقف دائم لإطلاق نار يمكن تحقيقه بوقف حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وأضاف: "الخيار أمام حماس.. الدول التي تزود الحركة بالأسلحة عليها التوقف."
بان كي مون قلق لعدم تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1860
ومن جانبه، جدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مطالبة حركة حماس وإسرائيل بوقف القتال على الفور، وقال في مؤتمر صحفي في نيويورك: "على الأقل يعني هذا وقف الهجمات الصاروخية من قبل مسلحي حماس وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، فقد حان الوقت لوقف القتل والتدمير."
وشدد بان على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 الداعي للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وأعرب عن إحباطه وقلقه لعدم تطبيق القرار وأشار إلى أنه حث رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على تطبيق القرار ووقف العملية العسكرية في غزة.
وأضاف: "إن قرار مجلس الأمن الدولي هو قرار ملزم، ويجب على جميع الدول الالتزام به، ولكن للأسف لم يتم تطبيق القرار بشكل كامل. وسأبحث مع قادة دول المنطقة خلال زيارتي سبل ضمان تحقيق ذلك."
وقال الأمين العام إن الزيارة التي سيقوم بها لمنطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع تهدف إلى الإسراع بوتيرة الجهود الدبلوماسية المشتركة وضمان وصول المساعدات الإنسانية الطارئة إلى المحتاجين.
وأضاف أنه يود أن تكون الزيارة كذلك تعبيرا ملموسا عن الدعم للعمل الذي يقوم به موظفو الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل والمقدر عددهم بعشرة آلاف شخص.