بن لادن يتهم ''مجلس أمن الدول الكبرى'' بنشر الرعب بين المستضعفين بالدول الصغرى
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وجه زعيم تنظيم "القاعدة، أسامة بن لادن، رسالة دعا فيها "أمة الإسلام" إلى ما أسماه "الجهاد المقدس"، من أجل وقف "العدوان" الإسرائيلي على قطاع غزة، و"استرجاع بيت المقدس"، موجهاً في الوقت نفسه انتقادات حادة إلى "حكام عرب"، متهماً إياهم بـ"الخيانة"، كما اعتبر أن مجلس الأمن "ينشر الرعب على المستضعفين."
وقال زعيم تنظيم القاعدة، في رسالة صوتية منسوبة إليه نشرت، في عدد من المواقع على شبكة الانترنت الأربعاء: "لست بالذي يقف أمامكم في هذه الأيام العصيبة ليتخذ من الشجب والتنديد لما يجري لأهلنا في غزة، ستاراً يتوارى وراءه، وإنما أقف أمامكم اليوم لأقول كلمة حق تعيننا، بإذن الله، على استعادة ما اغتصب من الحق."
وأضاف واصفاً رسالته بأنها: "كلمة حق لا تداهن ملكاً أو أميراً، ولا عالماً أو وزيراً، كلمة لا تعترف بالشرعية الدولية الزائفة، ولا تهاب مجلس أمن الدول الكبرى، الذي ينشر الرعب على المستضعفين في الدول الصغرى، كفلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وكشمير والشيشان، كلمة حق تداعت الدنيا عليها تريد محوها من منهجنا وحياتنا، لتمحونا بعدها، إنها الجهاد المقدس لاسترجاع بيت المقدس والقدس."
وتابع بن لادن قائلاً في رسالته التي لا يمكن لشبكة CNN التأكد من صدقيتها: "أمتي المسلمة، إن من أعظم مكامن الخلل في الجهود السابقة لتحرير فلسطين، هو أن الذين تولوا شأنها هم الحكام الذين خانوا أماناتهم، ففي حرب 48 تعجب المسلمون يومها كيف انهزمنا، وإنما العجب لو انتصرنا في تلك الحرب!.. إذ كيف ننتصر وملوكنا قد أوكلوا شأن الحرب إلى الحاكم الحقيقي للأردن وقتها، الجنرال البريطاني (غلوب باشا)."
وأضاف: "وما زالت تلك المخادعات مستمرة مع تغير الوجوه والأسماء، ففي كل عاصمة اليوم بريمر، ظاهراً كان أم مستتراً، ومعه علاوي ينفذ أوامره، وفي كل دولة سيستاني أو طنطاوي، ومعهم كتائب من العلماء الرسميين وغير الرسميين، وكتائب من الكتاب والمثقفين والإعلاميين، يصبغون الشرعية على وكلاء الصليبيين في بلادنا زوراً وبهتانا، فجميع هذه الفئات أعداء لأمتنا يجب الحذر منهم."
وجاء في الرسالة المنسوبة لزعيم القاعدة: "ومن الخلل في وقتنا الحاضر أننا أمام سبل كثيرة قد رفعت عناوين لتحرير فلسطين، جُل هذه السبل في تضييع القضية، فمن أوسع هذه السبل هو ما تقوم به الحكومات اليوم من اجتماعات وزارية، وإحالة القضية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، فهذا طريق للهروب من المسؤولية وتضييع للقضية الفلسطينية."
وقال: "ومن السبل أيضاً ما يطلبه بعض العلماء والدعاة من الحكام لنصرة فلسطين، وما هو إلا طريق آخر للهروب من المسؤولية كذلك، وتضييع لدماء الشهداء والأقصى، فكيف نستجدي وكلاء أعدائنا، أما تعب هؤلاء من طول الاستجداء خلال هذه العقود الطويلة."
وتابع قائلاً: "وهناك سبيل آخر، وهو ما يطلبه قادة الجماعات الإسلامية من إذن بالجهاد من الحكام لتحرير فلسطين، أو دعوتهم للانسجام مع رغبات الشعب، فهذه طريقة أخرى للهروب من المسؤولية، حاصلها دس للرؤوس في الرمال، وتضليل وتدليس لأتباع الجماعات وتضييع للقضية أيضاً."
وشدد على قوله: "ينبغي على هؤلاء أن يصارحوا إخوانهم بأن العبء ثقيل، وأنهم غير مهيئين للقيام به، فإن الكفر العالمي والمحلي يبطش بكل من يسعى للعمل والصدع بالحق لصالح هذه القضية، فالواجب هو التحريض على الجهاد المتعين، وتكتيب الشباب في الكتائب للجهاد في سبيل الله ضد التحالف الصهيوصليبي ووكلائه في المنطقة، وليس تنفيس طاقات الشباب بالنزول إلى الشوارع بالمظاهرات بغير سلاح."
وتأتي رسالة بن لادن بعد نحو أسبوع على رسالة صوتية نسبت للرجل الثاني بتنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، حملت عنوان "مجزرة غزة وحصار الخونة"، اعتبر فيها أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة هو "هدية" من الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك أوباما، قبل أن يتسلم منصبه، وتعهد بألا "يقر قرار" لتنظيمه قبل أن يثأر لكل قتيل وجريح وأرملة ويتيم في فلسطين،" على حد تعبيره.