نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير النفط بالوكالة الشيخ محمد الصباح
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رحب البيان الختامي لقمة غزة الطارئة التي عقدت في العاصمة القطرية، الدوحة، بموقف قطر وموريتانيا بتجميد علاقاتهما التجارية والدبلوماسية مع إسرائيل.
وطالبت القمة "بوقف العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة" ورفع الحصار وفتح المعابر والميناء البحري، وتشكيل صندوق لإعادة إعمار غزة، ودعوة الدول العربية لتعليق المبادرة العربية للسلام ووقف كافة أشكال التطبيع بما فيها إعادة النظر بالعلاقات الدبلوماسية والتجارية.
يشار إلى أن موريتانيا كانت قد سحبت في وقت سابق سفيرها من إسرائيل بعد تزايد الضغوط الشعبية على الحكومة العسكرية في نواكشوط، وخصوصاً مع تواصل المظاهرات المناهضة لإسرائيل جراء هجومها على غزة.
أما قطر، فقد طالبت في وقت سابق، على لسان وزير خارجيتها، أن تكون مثل هذه الخطوة جماعية، غير أنها قررت على ما يبدو أن تبادر بهذه الخطوة نتيجة لاستضافتها لقمة "غزة" الطارئة.
وفي أعقاب ذلك، عقد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مؤتمراً صحفياً، واعتبر أن ما خرجت به هو السقف الذي تتيحه هذه القمة، وبانتظار ما سيحدث في القمة العربية الاقتصادية التي ستعقد في الكويت.
وحول سؤال عن سبب غياب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، قال الوزير القطري إن عباس اعتذر بسبب ضغوط
وقال إن عباس أبلغه في اتصال هاتفي بينهما "أن حضور القمة يعني أنه سيذبح من الوريد إلى الوريد."
وأوضح أن عدم حضور عباس دفع قطر إلى الطلب من قادة الفصائل الفلسطينية الحضور لتمثيل في فلسطين في القمة، ذلك أن القمة أقيمت من أجل غزة.
وحول غياب دولة الإمارات العربية المتحدة عن القمة أوضح حمد بن جاسم أن الإمارات اشترطت عدم حضور الرئيس الإيراني للقمة.
وكانت قطر قد افتتحت الجمعة القمة العربية الطارئة التي دعت إليها، بكلمة لأمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبمن حضر من القيادات العربية، في وقت بدأ فيه اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة الكويت، لمناقشة الوضع في غزة، تمهيداً للقمة الاقتصادية التي تنطلق أعمالها بداية الأسبوع المقبل.
ولوحظ غياب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، فيما حضر وفد يمثل الفصائل الفلسطينية بقيادة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خالد مشعل.
وبعد افتتاح القمة بكلمة لأمير قطر، قال خالد مشعل، في كلمته إن إسرائيل أرادت تغيير قواعد اللعبة وخلق واقع جديد.. موضحاً أن رفض "الفصائل الفلسطينية" الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار مع إسرائيل ومؤيداً مصالحة فلسطينية برعاية عربية.
أما الرئيس السوري بشار الأسد فقد دعا الدول العربية إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وإغلاق سفاراتها في الدول العربية، ناعياً المبادرة العربية معتبراً أنها ماتت بشكل نهائي.
وقال إن الإسرائيليين يحفرون قبورهم بأيديهم، مشيراً إلى أن ما يحصل في غزة ليس مجرد رد على الصواريخ.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" فقد ناقش وزراء الخارجية العرب في جلستهم المغلقة والمستأنفة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية، الجمعة تقرير اللجنة الوزارية العربية الذي يتضمن جهود اللجنة الوزارية التي زارت نيويورك مؤخراً لاستصدار قرار من مجلس الأمن لوقف العمليات الإسرائيلية على غزة.
وقال مصدر مسؤول شارك في الجلسة في تصريح لـ"كونا" إن الوزراء تشاوروا حول الخطوات التي ينبغي القيام بها بعد رفض اسرائيل الامتثال لقرار لمجلس الأمن رقم 1860.
كما ناقش الوزراء مذكرة تفسيرية أعدتها جامعة الدول العربية بشأن تطورات العمليات العسكرية الإسرائيلية وتداعياتها الخطيرة، حيث أكدت في تلك المذكرة أن القوات الإسرائيلية تواصل حربها المفتوحة على قطاع غزة التي بدأت في الـ27 من الشهر الماضي.
وتناولت المذكرة الجهود السياسية والإنسانية والإغاثية العربية لنصرة غزة، والادانات الدولية من مجلس حقوق الإنسان للانتهاكات الإسرائيلية، مشيرة كذلك إلى وجود أدلة على وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وطالبت المذكرة المجتمع الدولي بإجراء تحقيق شامل ومستقل وحيادي دون تأخير في انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني.
وقال المصدر إن هناك مقترح يتم التشاور بشأنه بين وزراء الخارجية لإنشاء صندوق عربي لإعادة إعمار غزة، مؤكداً أن كل هذه المقترحات سيتم تضمينها في مشروع قرار يرفعه الوزراء إلى القمة العربية في الكويت الاثنين المقبل.
أمير قطر مع خادم الحرمين الشريفين في الرياض الخميس
قمة الرياض الخليجية تؤكد على لحمة الصف العربي
يأتي هذا في وقت اختتمت فيه القمة الخليجية الطارئة أعمالها في المملكة العربية السعودية في وقت متأخر الخميس، بالتأكيد على أن قادة دول مجلس التعاون الخليجي اتفقوا على مناقشة قضية "العدوان الاسرائيلي" على غزة في القمة العربية المقرر عقدها في الكويت الاثنين المقبل.
وأعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية، أن النصاب القانوني اللازم لعقد القمة العربية الطارئة بالدوحة الجمعة، لم يكتمل.
وأكد أن القمة الخليجية الطارئة بالرياض أعادت اللحمة للصف العربي باتفاقها على مناقشة ملف غزة في قمة الكويت، مؤكداً ضرورة تكاتف الجهود العربية في هذا الظرف لمواجهة التحديات، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية.
كما أكد الفيصل أهمية النظر إلى "النتائج التي تتمخض عنها أي قمة عربية وليس مهماً مكان انعقادها "محذرا في الوقت نفسه من الاستعجال لعقد قمة لا تناقش قضايا جوهرية ما يفقدها معناها وجدواها.
وحمل وزير الخارجية السعودي إسرائيل مسؤولية التنصل من تنفيذ القرارات الدولية وبخاصة المبادرة العربية، التي اعتبرها مثمرة وصالحة في إحلال السلام لكنها لم تحظ بالقبول من الطرف الآخر في إشارة لإسرائيل التي اعتبر أنها لا تريد السلام وإنما كسب المزيد الأراضي.
وأكد تأييد دول مجلس التعاون للمبادرة المصرية كأحد الحلول المطروحة للخروج من الأزمة الراهنة في قطاع غزة، معتبراً قرار مجلس الأمن الأخير بشأن وقف إطلاق النار هناك بأنه يمكن البناء عليه في الخطوات القادمة لكبح جماح "عدوان إسرائيل وعزلها سياسياً ودبلوماسياً."
وقال إن السلطة الوطنية الفلسطينية هي الجهة المعترف بها في الجامعة العربية وأن الخلاف الفلسطيني يضعف الموقف الفلسطيني في مواجهة إسرائيل كما يضعف الجهات الداعمة للقضية الفلسطينية.
وأعرب الفيصل عن الأمل بأن يكون هناك تحول جذري في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط حسبما أعلنت الإدارة الجديدة المنتخبة.
القمة الخليجية الطارئة كان قد دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
يُذكر أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كان قد جدد الخميس الدعوة للقادة العرب لحضور القمة العربية الطارئة لاتخاذ موقف مشترك وقرارات فاعلة تساهم في وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة فوراً وانسحاب قواتها ورفع الحصار وفتح جميع المعابر. التفاصيل.
في الغضون من أبرز الرؤساء العرب الذين وصلوا الدوحة الخميس، الرئيسان السوري بشار الأسد والجزائري عبد العزيز بو تفليقة للمشاركة.
في موازاة ذلك، تواصل القصف الإسرائيلي المتقطع صباح الجمعة على مناطق متفرقة من مدينة غزة مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 1106 والجرحى إلى قرابة 5050، وفق مصادر طبية فلسطينية.
عباس: الساعات القريبة القادمة قد تقدم حسماً لما يجري
هذا وقد أعلن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، الخميس، إن الساعات القريبة القادمة قد تقدم حسماً لما يجري، ونرجو أن يكون هناك إيجابية لوقف إطلاق النار سريعا.
يُشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كانت قد أعلنت مساء الخميس مقتل القيادي سعيد صيام، وزير الداخلية بالحكومة المقالة، مع عدد من أفراد أسرته، بينهم ابنه وشقيقه، نتيجة قصف منزله في مخيم "جباليا" شمال مدينة غزة، بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية.
وأضاف عباس خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، أن القصف الذي قام به الجيش الإسرائيلي كان بارزا ومؤلما جدا، لأنه تركز على مخازن ومراكز الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقصفون فيها المدارس والمساجد ومقرات 'الأنوروا' والمستشفيات.
وقال الزعيم الفلسطيني إن مهمة وزير الخارجية الألماني تتركز على وقف لإطلاق النار، وقف للعمليات العسكرية لإتاحة المجال أمام الجهود الإنسانية حتى تحافظ على من تبقى من الناس، وفق مال نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وبخصوص القمة الطارئة التي دعت إليها دولة قطر قال عباس، أبلغنا الإخوة في قطر إننا ذاهبون إليها، مضيفا أنه للآن ليست لدينا معلومات عن ماذا سيجري في هذه القمة.
وأشار الرئيس عباس إلى أن هناك قمة خليجية الآن هي في قيد الانعقاد،(في إشارة لقمة الرياض الطارئة) ننتظر "أن نسمع أخبارا إن شاء الله أن تكون جيدة."
وفيما يتعلق بالمبادرة الصينية، قال عباس "المبادرة جيدة وتقع في إطار القرار رقم 1860، وهي ليست متناقضة إطلاقا مع المبادرة المصرية التي هي الآن قيد التداول بين جميع الأطراف."