فلسطيني يحاول إطفاء النيران التي أشعلتها قذيفة إسرائيلية في مدرسة للأونروا السبت
القدس (CNN)-- أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود ولمرت وقف إطلاق النار في قطاع غزة من طرف واحد اعتبارا من الساعة الثانية من صباح الأحد، حسب التوقيت المحلي، على أن تبقى القوات العسكرية في القطاع.
وأضاف أولمرت في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام على الهواء مباشرة في وقت متأخر السبت، أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة جاء بعد التأكد من أن قدرة حركة حماس قد دمرت بشكل جلي.
فيما أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها ستواصل "القتال" طالما بقي الجنود الإسرائيليين داخل القطاع.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك، قد صرح قبيل اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر، خُصص للتصويت علة قرار وقف إطلاق النار في غزة، أن عملية "الرصاص المصبوب"، التي دخلت أسبوعها الرابع السبت، حققت معظم أهدافها.
الضحايا يتجاوزون 1200 قتيل و5300 جريح
وميدانياً، تسببت قذيفة إسرائيلية استهدفت مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في بلدة "بيت لاهيا" شمال قطاع غزة في مقتل طفلين فلسطينيين شقيقين وجرح أكثر من 13 آخرين، لترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين حتى الآن إلى أكثر من 1201 قتيلاً وقرابة 5310 جرحى.
وأعلن الدكتور معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة إن جثامين ثلاثة عشر قتيلاً وصلت السبت، إلى مستشفيات قطاع غزة.
المتحدث باسم الأمم المتحدة كريس غينس قال "هذا يدل على أن لا مكانا آمناً في قطاع غزة.. يجب وقف هذا القتال لأن السكان الأبرياء من أطفال ونساء ممن يحتمون بمباني الأمم المتحدة المحايدة يكتشفون أن لا مكان آمن لهم.."
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن مناطق عدة في قطاع غزة تعرضت منذ فجر السبت للقصف الإسرائيلي من البر والبحر والجو، موقعة المزيد من الضحايا في صفوف المواطنين.
وأضافت مصادرها أن القوات الإسرائيلية تحاول التقدم باتجاه مدينة غزة من عدة محاور، وأن مسلحي الفصائل الفلسطينية يتصدون لها.
إسرائيل تصوت على وقف لإطلاق النار أحادي الجانب
من جانب آخر، يتوقع أن تصوت الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها الوزاري الأمني المصغر السبت، على وقف لإطلاق النار أحادي الجانب، وسط مشاورات مكثفة يجريها المسؤولون المصريون في القاهرة مع ممثلين عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل وبشكل منفرد للتوصل إلى اتفاق حول التهدئة.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد ذكرت الجمعة، أن الحكومة الإسرائيلية ستصوت مساء السبت على الخطة، التي تأتي بعد أقل من 24 ساعة على توقيع واشنطن وتل أبيب على مذكرة تفاهم تهدف إلى وقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، في مؤتمر صحفي جمعها مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني، بعد التوقيع على المذكرة إن الاتفاق يضمن عدم إطلاق صواريخ من غزة.
وأضافت إن حل الدولتين هو الطريق الوحيد للفلسطينيين والإسرائيليين على السواء.
أما ليفني فقالت إن إسرائيل تحارب منظمة "حماس الإرهابية" التي ترفض الاعتراف بإسرائيل، وتدعو إلى تدميرها.
غير أن الحركة المتشددة لا ترى أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار، كافي.
وقال صلاح بردويل المتحدث باسم وفد "حماس" الموجود في العاصمة المصرية القاهرة "نحن نعمل على كافة المحاور من أجل تحقيق أهدافنا بوقف العدوان، ورفع الحصار وفتح المعابر وتعويض أهالينا وإعادة بناء قطاع غزة.."
في موازاة ذلك، بقي رئيس الهيئة الأمنية - السياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد بدوره في القاهرة الجمعة للتشاور مع المسؤولين المصريين، بشأن المبادرة المصرية للتوصل لتهدئة.
ومن الجهود الدبلوماسية أيضاً جولة لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في المنطقة، حيث دعا خلالها إلى وقف فوري لإطلاق النار.
كما أعرب بان عن ارتياحه للجهود المصرية واستضافتها المحادثات ولعبها دور الوسيط بين طرفي النزاع.
ومساء الجمعة صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار غير ملزم إعتمدته بأغلبية الأصوات، يطالب إسرائيل بالالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم "1860" والذي كان قد صدر في الثامن من الشهر الجاري ويدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وحصل القرارعلى تأييد 142 دولة ورفض ست دول بينها الولايات المتحدة الأمريكية وامتناع ثماني دول عن التصويت.
وكانت أغلبية دول عدم الإنحياز قد أدانت عبر بياناتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل بقوة وإتهمتها بانتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في قطاع غزة ،لا سيما إن عملياتها هناك تعمدت قصف المنازل السكنية والمستشفيات ومقرات اللاجئين بما فيها المدارس والمساجد ومباني الأنروا التابعة للأمم المتحدة ووسائل الإعلام.
في الغضون رحب البيان الختامي لقمة غزة الطارئة التي عقدت في العاصمة القطرية، الدوحة، بموقف قطر وموريتانيا بتجميد علاقاتهما التجارية والدبلوماسية مع إسرائيل.
وطالبت القمة "بوقف العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة" ورفع الحصار وفتح المعابر والميناء البحري، وتشكيل صندوق لإعادة إعمار غزة، ودعوة الدول العربية لتعليق المبادرة العربية للسلام ووقف كافة أشكال التطبيع بما فيها إعادة النظر بالعلاقات الدبلوماسية والتجارية.