معبر رفح آخر منطقة قبل الوصول إلى غزة
رفح، مصر(CNN)-- تعتبر رفح، المنطقة الحدودية على الجانب المصري، آخر محطة قبل الوصول إلى قطاع غزة المنكوب، إذ يستطيع أهالي المنطقة هنا مشاهدة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في جميع مراحله.
ويعتمد المجتمع في رفح على تجارة وتهريب الوقود والغذاء إلى العائلات الفلسطينية في غزة، بالإضافة إلى تهريب الأسلحة إلى تنظيمات فلسطينية، في مقدمتها حركة حماس، من خلال شبكة من الأنفاق حفرت تحت الأرض على طول السياج الحدودي الفاصل بين المنطقتين.
وتحاول الطائرات الإسرائيلية منذ بدء القصف في 27 من ديسمبر/ كانون الأول قصف الأنفاق على معبر رفح، في محاولة لعزل حماس ووقف تسريب الأسلحة لها.
وتلاحظ حالة التأهب عند قوات الأمن في رفح، حيث تحرص هذه القوات على إفشال أي نوع من المظاهرات التي قد يبدأها المعارضون على الجانب المصري، بالإضافة إلى تشديد الرقابة لمنع عبور الفلسطينيين من قطاع غزة.
وكانت سلطات الأمن المصرية قد قررت إعادة إغلاق الحدود مع قطاع غزة، إثر قيام ناشطين فلسطينيين بتفجيرها للجوء إلى الجانب المصري هرباً من الحصار "الخانق" الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على القطاع، كما أصرالآلاف من الفلسطينيين على إبقاء معبر رفح مفتوحا للحصول على التموين الغذائي اللازم.
ويذكر أن قوات حماس في رفح قبل عام من الآن، قامت بتفجير السياج الحدودي الفاصل بين غزة ورفح، مما أدى إلى إحداث ثغرات، تدفق من خلالها الآلاف من الفلسطينيين إلى الجانب المصري.
مجدي راغب، رجل مقيم في رفح، تفصله عدة كيلومترات عن عائلته في غزة، إلا أنه ومع انقطاع وسائل الاتصالات، لم يسمع عنهم أي شيء منذ اليوم الثاني لبدء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال راغب: "يتصلون بنا أهلنا في غزة وهم يبكون.. كل ما حول منازلهم قد دمَر من قبل الطائرات الاسرائيلية، وهجرت جميع العائلات بيوتها، وتمركزت في المدارس."
أما هاني نعمان، فقد تمكن من الاتصال بأقاربه في غزة، الذين أكدوا على أن الطائرات الإسرائيلية تستمر في إسقاط المنشورات التي تأمرهم بالرحيل.
هؤلاء ليس أمامهم مفر، فسلطات الأمن المصري ما زالت متأهبة لمنع تكرار مرور الفلسطينيين عبر معبر رفح، في حين يبدو أن الجرحى الفلسطينيين بات لهم الحظ الأوفر في الابتعاد عن منطقة الخطر بعد أن سمحت السلطات مرورهم للعلاج.