عمر حسن يتحدث عن مزاعم التجسس
مدينة غزة، القطاع (CNN)-- بلغ التراشق الفلسطيني بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومنظمة التحرير الوطني "فتح" ذروته الخميس، باتهام الحركة المتشددة خصمها الداخلي بالتجسس لصالح إسرائيل، قابله اتهام "فتح" حكومة إسماعيل هنية المقالة في قطاع غزة، بـ"الاقتصاص بإطلاق الرصاص" في حق مشتبه بهم من الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة لشبكة CNN "في هذه الحرب (إشارة للعمليات الإسرائيلية ضد غزة مؤخراً) اعتقلنا جواسيس ومتعاونين، وسنواصل القيام باعتقال الجواسيس ووضعهم في السجن ومحاكمتهم."
وأضاف المتحدث إيهاب الغصين "بعض الفصائل أرادت مساعدة إسرائيل، بقتل حماس وقادة حماس، وكانوا يعطون معلومات للإسرائيليين."
يُشار إلى أن حركاتي "فتح" و"حماس" تخوضان صراعاً شرساً على السلطة، بلغ أوجه في صيف 2006 حيث اندلعت اشتباكات دامية بين الطرفين انتهت بفرض الحركة، التي فازت بالانتخابات التشريعية في يناير/ كانون الثاني من نفس العام، سيطرتها على قطاع غزة.
أما محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وزعيم "فتح" فانحصرت سلطاته في الضفة الغربية.
غير أن حركة "فتح" نفت تهم التجسس على حماس لصالح الدولة العبرية، مؤكدة عبر قياديها الخميس أن الحركة المتشددة اعتقلت وعذبت قرابة 175 من عناصرها في الأيام الأخيرة.
يُذكر أن من بين أرفع القيادات في "حماس" ممن قتلوا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، كان سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة "حماس" المقالة والذي قتل بصاروخ إسرائيلي في منتصف الشهر الجاري.
ويتهم جيران صيام أن مؤيدي "فتح" ربما حددوا لإسرائيل مكانه لاستهدافه.
وقال الفلسطيني عمر حسن أحد جيران الوزير القتيل، "شقيقي وشقيقتي شاهدا ثلاثة إلى أربعة جواسيس بينهم امرأة، وقد غادر الجواسيس، وبعدها قصفت شقة صيام السكنية.."
في الغضون وفي مستشفى "الشفاء" في غزة، قال المسؤولون فيها إن الإصابات التي شاهدوها تتطابق مع تقارير إطلاق النار على الجواسيس المشتبه بهم في أماكن مثل ركبهم وأيديهم وأقدامهم.
وقال أحد الأطباء الدوليين الموجود في المستشفى إنه وزملاء له شاهدوا العديد من هذه الإصابات وأنه عالج ستة على الأقل بينهم امرأة من إصابات بإطلاق النار، منذ وقف الهدنة الأحادية الجانب من قبل إسرائيل.
وقال مصدر طبي آخر إن الإصابات جاءت نتيجة إطلاق الرصاص من مسافة قريبة وأن الضحايا ادعوا أن الإصابات جاءت نتيجة العقاب أو انتقام من فصائل.
يُذكر أن اثنين من الموالين لحركة "فتح" وجدوا في مخبأ في مدينة غزة مقيدين، بينما رفض أحد زملائهما القول أين أو لماذا كانا مصابين، لكنه رفض التهم بأنهما كانا يتجسسان.
وقال المصدر الذي آثر التكتم على هويته عن أحد زميليه "أطلق النار عليه بمسدس من مسافة قريبة.. عظامه أتلفت..صوبوا المسدس على قدمه..جماعة حماس هم من قام بذلك.."
أما الرجل الآخر فقد ضرب بين ساقيه بقضيب معدني، وفق المصدر.
وأضاف "قام أربعة أفراد بضربه."
في الغضون قال مصدر أمني في "حماس" إن حوادث إطلاق النار وقعت جراء قرار عناصر مسلحة بمحاولة إحكام تنفيذ القانون.
وكان الغصين قد أكد أن "حماس" لم تصدر أوامر بتنفيذ مثل هذه العمليات.
وأضاف أن حماس براء من هذه المزاعم، مشدداً على أن هذه الأعمال ليست من خصال الحركة وقال "ربما بعض العائلات لديها عداوات أرادت أن تطلق النار على هؤلاء الناس.."