مدفع الهاون الذي تستعمله ''حماس''
دبي، الإمارات العربية (CNN)-- في مقابل الآلة العسكرية التي أطلقتها إسرائيل ضد قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، تقف ما تسمى فصائل "المقاومة" الفلسطينية، بما تيسر لها من عدد وعتاد، وإن كانت المقارنة بين القوتين غير منطقية، بالنظر إلى أن الجيش الإسرائيلي يعد من أعتى الجيوش في العالم، فإن هذه الفصائل تمكنت حتى الآن من مواجهة القوات الإسرائيلية.
كل فصيل فلسطيني في قطاع غزة له جناح عسكري خاص به، فبالإضافة إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، التي تعد الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، هناك سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب الأقصى التابعة لحركة فتح، وألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية، وكتائب أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتائب المقاومة الوطنية التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكتائب أحمد جبريل، التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وغيرها.
إلا أن كتائب القسام تعد الأكثر عدداً والأفضل تجهيزاً من بين تلك المنظمات العسكرية. ومع أنه لا يمكن الجزم بما تمتلكه الكتائب من قدرات عسكرية، فإنه يمكن التوصل إلى تصور تقريبي لنوعية هذه القدرات وحجمها، بالاستناد إلى مصادر حركة "حماس" (وخصوصاً موقع جناحها العسكري على الإنترنت)، والمصادر الأجنبية المتخصصة بالشؤون العسكرية (والتي تعتمد في معظم معلوماتها إلى المصادر الإسرائيلية).
عدد القوات
لم تكشف حركة "حماس" عن عدد قواتها بدقة، إلا أن تصريحات قادتها السياسيين والعسكريين تصفهم "بالآلاف"، ويقول موقع "غينيز" العسكري إن لدى حماس 20 ألفاً من المقاتلين. ومع ذلك يجب التمييز هنا بين العناصر المحترفة أو المدربة بشكل جيد، وتلك القادرة على حمل السلاح، والتي يمكن أن تضاف إلى القوة القتالية حين الحاجة.
العتاد العسكري
بالنظر إلى أن قوة حركة حماس التنظيمية والسياسية تتركز في قطاع غزة، فإن ثقلها العسكري يقع بالنالي في القطاع. ورغم أن الحركة كانت تحاول تجهيز نفسها عسكرياً عبر سوق السلاح السوداء الإسرائيلية، ومن خلال التهريب عبر الأنفاق على الحدود مع مصر، وربما من خلال التهريب عبر البحر، فإن عجز هذه المصادر عن تلبية احتياجاتها، وخصوصاً في ظل الحصار وإغلاق المعابر المفروض من قبل الطرف الإسرائيلي، وتشدد الجانب المصري في مراقبة الحدود، فضلاً عن استهداف إسرائيل المتكرر للأنفاق، دفعها إلى تعويض ذلك العجز بتطوير الأسلحة ذاتياً.
لذا تعد كتائب القسام صاحبة السبق في مجال تطوير الأسلحة وتصنيعها، ويبدو أنها حرصت على نقل خبرتها تلك إلى الأجنحة العسكرية الأخرى، ما جعلها تصنع هي أيضاً أسلحتها الخاصة بها.
ولا يعرف كمية العتاد العسكري لدى كتائب القسام، وخصوصاً من صواريخ أرض - أرض وقذائف الهاون (المورتر)، إلا أنه خلال العمليات الأخيرة أطلقت الكتائب أكثر من 300 صاروخ وقذيفة هاون على الأراضي الإسرائيلية، في حين أن موقع "غلوبال سيكيوريتي"، المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، يذكر أن الكتائب أطلقت في عام 2008 وحده 3278 صاروخاً وقذيفة هاون على إسرائيل (بواقع 1750 صاروخاً، و1528 قذيفة).
وتقول المصادر العسكرية الإسرائيلية إن القدرة الصاروخية لحماس انخفضت إلى 50 في المائة عقب الهجمات الإسرائيلية عليها، وتؤكد قولها هذا بالإشارة إلى أن وتيرة إطلاق الصواريخ أخذت بالتناقص منذ اليوم الأول للعمليات، إذ أطلقت في ذلك اليوم 130 صاروخاً على إسرائيل، في حين أن المتوسط انخفض بعد ذلك إلى أقل من 40 صاروخاً.
وفيما يلي نبذة عن أسلحة كتائب القسام:
صاروخ القسام
هذا صاروخ أرض- أرض مصنوع من مواد محلية، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى اسم الشيخ عز الدين القسام الذي قاد ثورة عام 1936 ضد قوات الانتداب البريطاني والمليشيات اليهودية المسلحة. ويبدو أن النسخة الأولى للصاروخ صنِّعت في 2001، وأنتجت الكتائب حتى اللحظة طرازاً ثالثاً منه (قسام 3)، الذي يصل مداه إلى 10-12 كيلومتراً، أما حمولة رأسه من المتفجرات فتبلغ من 10 إلى 20 كيلوغراماً من مادة TNT شديدة الانفجار. ويتم إطلاق الصاروخ من على حامل بثلاث أرجل. وذكرت مصادر صحفية إسرائيلية عام 2006 أن الكتائب أنتجت "قسام 4" الذي يصل مداه إلى 17 كيلومتراً.
ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، أطلقت الكتائب أكثر من 191 صاروخ "قسام"، حسب البيانات الصحفية للكتائب.
صاروخ غراد
هذا أيضاً صاروخ أرض- أرض، لكنه ليس مصنوعاً محلياً، بل مهرب من الخارج. وهو صاروخ كاتيوشا محسن، من صنع روسي في الأصل، إلا أن دولاً عديدة في العالم تقوم بتصنيعه، ويبلغ مداه الأقصى 20 كيلومتراً.
وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن الصواريخ الفلسطينية التي وصلت إلى مدى 40 كيلومتراً، وسقطت على بئر السبع، هي من صنع صيني، من عيار 122 ملم، وهي تختلف عن صواريخ غراد المعروفة، ويخمنون بأنها من نوع (WS-1E).
ويشار إلى أن كتائب القسام استخدمت صواريخ غراد إبان العملية العسكرية الأخيرة لأول مرة، مطلقة أكثر من 81 صاروخاً من هذا النوع، كما ورد في بياناتها العسكرية.
صواريخ فجر -3
تدعي المصادر الإسرائيلية أن "حماس" تملك صواريخ فجر-3 الإيرانية الصنع، والتي يصل مداها إلى 45 كيلومتراً، إلا أن الحركة لم تؤكد هذا الزعم.
قذائف الهاون
نجحت الفصائل الفلسطينية في تهريب قذائف الهاون إلى قطاع غزة بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، وبسبب حاجتها إلى مخزون من هذه القذائف، صنعت الكتائب قذائف الهاون من عيار 60 ملم وعيار 80 ملم، وكذلك من العيارات الثقيلة.
وكانت الكتائب تستخدم قذائف الهاون في البداية لقصف المواقع والثكنات والتحصينات العسكرية الإسرائيلية حين كانت في قطاع غزة، إلا أنه بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة عام 2005، أخذت الكتائب تصنع القذائف ذات العيارات المتوسطة، وأصبحت تضرب بها المستوطنات والمواقع العسكرية المحاذية للقطاع.
وفي الآونة الأخيرة، امتلكت الكتائب قذائف الهاون من العيار الثقيل، التي استخدمتها في قصف المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، وخصوصاً خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ أطلقت أكثر من 28 قذيفة.
قذائف وعبوات مضادة للمدرعات
بالإضافة إلى الأسلحة السابقة، توجد لدى الكتائب - حسب قولها - أسلحة مضادة للدروع والتحصينات، مثل قاذف "الياسين" الخارق للدروع. وثمة طراز آخر متفجر ضد الأفراد والمنشآت، وهذا السلاح فردي يُحمل على الكتف، وهو عبارة عن ماسورة مفرغة مفتوحة الطرفين قطرها الداخلي 40 ملم، وله نظام توجيه وتسديد، ويصل حتى 150 متراً .
وكذلك صاروخ "البتار" المضاد للدروع، الذي أنتج أول مرة عام 2003، ويعتبر صاروخاً ذكياً، فإذ أنه لا يحتاج لوجود العنصر البشري في المكان الذي يُطلق منه. وهذا الصاروخ ينصب على الأرض ولا يحمل على الكتف، ويتم تشغيله بواسطة جهاز للتحكم عن بُعد، ويصل مداه لمسافة كيلومتر واحد، وهو عبارة عن ماسورة طولها متر تقريباً وقطرها 6 إنشات، بداخلها مقذوف صاروخي يشبه قذيفة "آر بي جي"، ويستطيع حمل أكثر من أربعة كيلو غرامات من المواد المتفجرة.
كما طورت الكتائب ما أسمتها "عبوة الخرق" ذات الحشوة الجوفاء، التي تستخدمها لتفجير الدبابات، وبواسطتها تمكنت من تفجير دبابة ميركافا يوم 15/2/2003، ما أدى إلى تدمير الدبابة واشتعال النار فيها، على حد قولها.
الحزام الناسف/العبوات الناسفة
يصنع الحزام الناسف من متفجرات توضع في حزام يتم لفه حول الجسد. ويعد هذا السلاح من أوائل الأسلحة التي استخدمتها الفصائل الفلسطينية، ولاسيما حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وأكثرها شهرة، وخاصة قبل الانتفاضة الثانية. ويلحق بهذا السلاح العبوات الناسفة، والسيارات المفخخة، وكان يحيى عياش، الذي تطلق عليه حماس لقب "المهندس" الشخصية الأبرز في مجال تصنيع وإعداد المفخخات، لذا كان المطلوب رقم واحد لدى إسرائيل، إلى أن اغتالته في شمال قطاع غزة في 1996 باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال.
القنبلة اليدوية
تصنع "القسام" قنابل يدوية من أنواع خاصة من البلاستيك والحديد، ويصل مدى القنبلة المقذوفة إلى 150 متراً على الأقل، وتم إنتاجها في العام 2000.
أسلحة أخرى
كما تمتلك حماس قذائف "آر بي جي" المعروفة، والأسلحة الرشاشة الخفيفة، والرشاشات المضادة للطائرات، التي قد تكون استخدمتها في إسقاط طائرة الاستطلاع (من دون طيار) التي قالت إنها أسقطتها في رفح.
ومع بدء العمليات البرية الأخيرة، أعلنت الكتائب أنها "مازالت تحمل مفاجآت للعدو الصهيوني"، وكانت إحدى المفاجآت تدمير دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا 4 بقذيفة بي 29 المتطورة، على حد قولها.
أبرز القادة العسكريين
من أبرز القادة العسكريين الأحياء محمد ضيف، الذي يقال إنه هو القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، والذي يتصدر قائمة الملاحقين من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لذا هو مختفٍ منذ سنوات، ولا يعرف عنه أي شيء.
أما أبرز القادة الذين لقوا حتفهم، فهم: المهندس يحيى عياش، ومحيي الدين الشريف، الذي كان تلميذاً لعياش، ويطلق عليه "المهندس رقم 2"، وأيمن حلاوة الذي كان قائد الجناح العسكري لحركة حماس في منطقة نابلس، وعادل عوض الله الذي أصبح بعد مقتل عياش المطلوب رقم واحد لدى القوات الإسرائيلية.