تتواصل المسيرات الشعبية المنددة بنتائج الانتخابات ''المسروقة''
طهران، إيران (CNN)-- تواصلت المسيرات الاحتجاجية الحاشدة على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، لليوم السابع على التوالي السبت، وسط تقارير غير مؤكدة تشير إلى سقوط ما بين 19 إلى 150 قتيلاً، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الحكومة الإيرانية إلى وقف كافة أشكال الظلم والعنف.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت في المواقع الإلكترونية الإجتماعية، التي أصبحت المصدر الأهم لنقل مجريات الأحداث هناك، مصادمات بين المتظاهرين، الذين تحدوا قرار حظر التجمعات، وقوات الأمن المسلحة بالهراوات والغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.
وتشير تقارير، لم يتسن لـCNN التأكد منها بصورة مستقلة، إلى مصرع 150 شخصاً، فيما أكدت مصادر طبية في طهران مقتل 19.
وقالت "الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران"، إن السلطات الإيرانية اعتقلت متظاهرين أثناء تلقيهم العلاج في المستشفيات مما دفع عدداً من المصابين، وإصابة بعضهم خطرة، لطلب العلاج في السفارات الأجنبية.
وذكرت شاهدة عيان تدعى "شاهناز" أن قوات مكافحة الشغب استخدمت الهراوات ومدافع المياه لمنع المتظاهرين من الوصول إلى "ساحة الحرية."
وتجدر الإشارة هنا إلى صعوبة التحقق من مصداقية تلك التقارير المتناقلة، بعد حظر وزارة الثقافة الإيرانية وسائل الإعلام الدولية من بث تقارير عن الأحداث الجارية، وحتى الحصول على تراخيص.
وعلى صعيد متصل، نقلت وسائل إعلام إيرانية أن مير حسين موسوي، المرشح الذي هزم في السباق الرئاسي لصالح نجاد، قال لمؤيديه في بيان السبت إنه سيكون دائماً في صفهم.
ووجه، في رسالة عبر صفحته الشخصية على موقع facebook الاجتماعي الشهير على شبكة الانترنت، قال فيها إنه يجهز نفسه "للشهادة."
ولم يكشف الموقع الخاص برئيس الوزراء السابق، الذي أعلن مراراً رفضه لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو/ حزيران الجاري، عن المغزى من وراء تلك الرسالة، التي تُعد مؤشراً على احتمالات تصاعد المواجهة بين موسوي والنظام الحاكم في طهران.
ودعا في رسالته أنصاره لمواصلة الاحتجاج والإضراب، وليس في وسع الشبكة التثبت من صحة تلك المعلومات.
أوباما يحث الحكومة الإيرانية وقف العنف ضد الشعب
وقال الرئيس الأمريكي في بيان السبت: على الحكومة الإيرانية أن تدرك أن العالم بأسره يراقب.. وندعوها لوقف كافة أشكال الظلم والعنف ضد شعبها."
وأكد أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب كل من ينشد ممارسة، ما أسماه بالحقوق الدولية، للتجمع وحرية التعبير.
وردد ذات فحوى رسالته إلى العالم الإسلامي التي ألقاها من القاهرة قائلاً: "قمع الأفكار لا يعني قتلها.. حتماً الشعب الإيراني سيحكم على أفعال حكومته.. إذا أرادت الحكومة الإيرانية كسب احترام العالم، فعليها احترام كرامة شعبها وحكمة بالرضا وليس الإكراه."
وتعد الرسالة الأقوى لأوباما منذ اجتياح المظاهرات الشعبية الحاشدة شوارع إيران للتنديد بفوز نجاد فيما أطلق عليه "الانتخابات المسروقة."
وينتقد الجمهوريون في الكونغرس "إخفاق" أوباما في إبداء "دعم قوي" للاحتجاجات الإيرانية، وهي سياسة امتدحها دبلوماسيون بأنها جنبت تقديم "عذر" للنظام الإيراني في تحميل الأمريكيين مسؤولية ما يحدث في بلادهم.
وإلى ذلك، سخر الإيرانيون المواقع الإلكترونية لكشف أحداث بشعة تخللت الأحداث التي تشهدها بلادهم منذ أسبوع، منها ما يزعم عن اقتحام مليشيات "الباسيج" للمنازل، وحملات دهم واعتقالات عشوائية.
ونقلت تلك المواقع مشهداً مؤثراً لإيرانية شابة، أطلق عليها اسم "نداء"، وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد إصابتها بطلق ناري في القلب، بنيران الباسيج.