ميشال سليمان يستقبل بايدن في قصر بعبدا
بيروت، لبنان (CNN) -- أعلن نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الجمعة أن بلاده تدعم العملية الديمقراطية في لبنان، لكنه أشار إلى أنها قد تعيد النظر في المساعدات المقدمة للبنان في حال "ضلت" الحكومة المقبلة عن "مبادئ أساسية" محددة.
وجاءت تصريحات بايدن هذه بعد وقت قليل من وصوله إلى لبنان، وقبل نحو أسبوعين على بدء الانتخابات البرلمانية اللبنانية.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي جمعه مع الرئيس اللبناني، ميشال سليمان: لم آت هنا لدعم حزب سياسي بعينه أو شخص محدد في الانتخابات، إن شكل الحكومة اللبنانية ومكوناتها يحدده الشعب اللبناني."
غير أنه أضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية "ستقيم شكل برنامج مساعداتنا بناء على تركيبة الحكومة الجديدة وسياساتها" في إشارة إلى أن هذه المساعدات قد تتغير في حال فوز حزب الله والمعارضة بالانتخابات.
لكن نائب الرئيس الأمريكي أكد التزام إدارة الرئيس الحالي بسلام في الشرق الأوسط، وأن هذا الأمر يشمل لبنان كذلك.
وقال بايدن، إن زيارته إلى لبنان الجمعة تأتي لتظهر رغبة الرئيس باراك أوباما في إظهار "التزام الولايات المتحدة الدائم والحقيقي" بلبنان وإعجاباً بمؤسسات هذا البلد الديمقراطية التي أكد رغبة واشنطن بدعمها.
وأعرب عن أمله في أن "يختار الشعب اللبناني قادته" في الانتخابات البرلمانية المقررة بالسابع من يونيو/حزيران المقبل لأنه "لا يمكن المتاجرة بسيادة لبنان" على حد تعبيره، مشدداً على استحالة السلام في المنطقة دون بيروت.
وقال نائب الرئيس الأمريكي، الذي كان يتحدث من القصر الجمهوري في بعبدا بعد اجتماعه إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان: "أنا سعيد بنقل تحيات الرئيس أوباما، وسعيد لكوني في لبنان بعد سنوات طويلة، أنتم بلد قديم وأغنيتم الولايات المتحدة من خلال أشخاص مثل (الموفد الأمريكي الخاص للشرق الأوسط الذي ينحدر من أصول لبنانية) جورج ميتشل.
وتابع بايدن: "هذه أول زيارة لي كنائب رئيس إلى الشرق الأوسط، وليس مصادفة أن يكون لبنان محطتي الوحيدة، لأن الرئيس أوباما يريد أن يظهر أن التزامنا بلبنان دائم وحقيقي.. نحن معجبون بمؤسساتكم الديمقراطية ونرغب بدعمها."
وأكد بايدن على "سيادة لبنان ومسؤولية حكومته عن شعبه،" وشدد على دعم المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، معلناً أن واشنطن "ستعيد تقييم برامج الدعم بناء على السياسات التي ستعتمدها الحكومة اللبنانية الجديدة."
وختم بايدن بالقول: "لدينا التزام بالسلام الشامل، ولا يمكن الوصول للسلام بالشرق الأوسط دون لبنان مستقر، لذلك نقف معكم لضمان لبنان آمن وقوي."
من جانبه، قال سليمان إن زيارة بايدن هي الأرفع لشخصية أمريكية منذ عام 1983، مشيراً إلى أن المباحثات بينه وبين الزائر الأمريكي كانت "ناجحة" وتناولت ملفات ثنائية وإقليمية.
ولفت سليمان إلى أن بايدن نقل له تحيات أوباما ودعمه لاستقلال لبنان وسيادته وسلامة أراضيه والمحكمة الدولية وأصر على مواصلة دعم المؤسسات والجيش لمواجهة الإرهاب
وقال المقابل إنه أكد لبايدن عزم لبنان السير بالانتخابات في موعدها، والتعلق بـ "القيم المشتركة،" ومنها حقوق الإنسان والحريات العامة.
ولفت إلى أنه وضع نائب الرئيس الأمريكي: "في أجواء تطورات الوضع بالجنوب اللبناني والخروقات الإسرائيلية وشبكات التجسس التي تشكل خرقاً للقرار 1701،" كما عبر عن "قلق لبنان من المناورات العسكرية التي تنفذها إسرائيل."
ونوه سليمان بتعيين ميتشل في المنطقة واعتماد واشنطن "سياسة الحوار والانفتاح لحل الأزمات، وتأكيدها عدم وجود حل في المنطقة على حساب لبنان،" وأعرب عن رغبة بيروت بالسلام العادل ورفضها لتوطين اللاجئين الفلسطينيين.
بايدن في بيروت
وكان الرئيس اللبناني، ميشال سليمان استقبل بايدن، الذي وصل القصر الجمهوري اللبناني بالمروحيات، وكان يرافقه أحد مستشاري الأمن القومي الأمريكي، وجفري فيلتمن، في وقت سابق الجمعة.
وكان البيت الأبيض أعلن الخميس أن نائب الرئيس الأمريكي سيقوم الجمعة بزيارة إلى العاصمة اللبنانية، بيروت، وفقاً لما جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض، فيما وصف النائب اللبناني السابق لقائه المنتظر مع فريق 14 آذار تدخلاً فظاً في الانتخابات النيابية.
فقد أكد البيت الأبيض، في بيان صدر عنه الخميس، أن جو بايدن سيتوجه إلى لبنان الجمعة، حيث سيلتقي رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، ورئيس الوزراء، فؤاد السنيورة، ورئيس البرلمان، نبيه بري.
وأضاف البيان أنه من المتوقع أن يعلن بايدن، خلال زيارته هذه، عن المساعدة العسكرية الأمريكية للبنان.
يشار إلى أن بيروت تشهد حالياً إجراءات أمنية موسعة، فيما تحلق مروحيات الجيش في سماء العاصمة، على ما يبدو استعداداً لوصول بايدن.
كذلك وصلت إلى بيروت منذ بضعة أيام وصلت وحدات أمنية أمريكية تضم خبرا ومرافقين للشخصيات الكبيرة لمتابعة الإجراءات الأمنية.
حزب الله: الزيارة تدخل في الشؤون اللبنانية
وكان حزب الله قال في وقت سابق إن زيارة بايدن تعد مؤشراً على "تدخل" الولايات المتحدة بالشؤون الداخلية للبنان.
وحث حزب الله في بيان له المسؤولين اللبنانيين على إثارة مسألة شبكات التجسس الإسرائيلية والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية.
وواكيم يعتبر زياراته "تدخلا فظا" بالانتخابات
من جانبه، وصف النائب اللبناني نجاح واكيم، في تصريح له الجمعة، لقاء بايدن مع فريق 14 آذار (مارس) بأنها "تدخل فظ في الانتخابات النيابية."
ورأى واكيم، رئيس "حركة الشعب" النائب السابق نجاح، أنه "مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية تزداد التدخلات الخارجية السافرة والمكثفة في هذه الانتخابات ما يثير الكثير من القلق، لا لجهة تأثيرها على نتائج الانتخابات وحسب، ولكن لجهة زيادة شحن الجو العام ورفع وتيرة التوتر، مع ما يتركه هذا من تأثيرات سلبية على الأمن والاستقرار في هذه المرحلة الحرجة."
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عنه قوله: "من الواضح أن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان، ميشيل سيسون، هي الأكثر نشاطاً في هذا المجال، غير أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي في هذا التوقيت بالذات، واجتماعه إلى فريق 14 آذار يشكلان تدخلا بالغ الفظاظة وبالغ الخطورة، ويؤثر بشكل كبير على المناخ الذي يجب أن تجري فيه الانتخابات."
وأضاف: "كنا نتمنى لو أن فريق 14 آذار كان أكثر إحساساً بالمسؤولية وأكثر احتراماً لشعار السيادة والاستقلال الذي يرفعه، غير أن رئيسي الجمهورية والحكومة بالصفة الرسمية التي يحملانها كان عليهما أن ينبها السفارة الأمريكية إلى ضرورة احترام سيادة لبنان، ومنع اللقاء بين نائب الرئيس الأمريكي وفريق 14 آذار، لما يشكله هذا اللقاء من خرق فاضح لسيادة الدولة اللبنانية وتدخل فظ في الانتخابات النيابية التي يجب أن تكون شأناً داخلياً، ونظراً لما يمكن أن يتسبب به هذا التدخل من زيادة التوتر والتشنج في البلاد في هذه المرحلة الحساسة."