الفالح ظل في سجن الحائر ثمانية أشهر
الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)-- أفرجت السلطات السعودية عن الناشط الحقوقي، متروك الفالح، وذلك بعد ثمانية أشهر من الاعتقال المتواصل في سجن الحائر، قرب العاصمة الرياض، من دون أن توجّه له أي تهمة رسمية.
وذكر محمد القحطاني، وهو بدوره ناشط حقوقي وتربطه علاقة صداقة بالفالح، أن الأخير "في صحة جيدة، وقد غادر سجن الحائر في وقت متأخر السبت."
وتابع القحطاني، في حديث لـCNN، إن معنويات الفالح "مرتفعة"، مؤكداً أنه زاره الأحد للاطمئنان عليه.
وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت الفالح منتصف مايو/أيار، أثناء وجوده في مقر عمله، بجامعة الملك سعود في العاصمة الرياض، بعد يومين من انتقاده العلني لظروف اعتقال اثنين من نشطاء منظمة حقوق الإنسان السعودية.
وكانت عقيلة الناشط السعودي متروك الفالح، قد قالت في تصريحات لموقعنا، إنّها منعت من زيارته فترة عيد الفطر، مجددة تنديدها بظروف اعتقاله التي وصفتها بأنها "لا ترقى لا إلى تعاليم الدين الإسلامي ولا المواثيق الدولية."
وقد تحدثت CNN بالعربية مراراً إلى زوجته، جميلة العقلاء، التي كانت دائماً تشتكي من عدم السماح لعائلة زوجها بزيارته، وذلك حتى خلال فترة الأعياد.
وقالت العقلاء، في حديث سابق، إن زوجها "اعتقل من دون تهمة في زنزانة انفرادية حيث لا يسمح له بالاختلاط ببقية المساجين، ولا حتى بالقيام بجولة خارجية لتنشق الهواء النقي."
وقالت إنه كان يشتكي خلال زياراتها النادرة له من "قوّة الإضاءة في زنزانته"، وأنّ الأمر وصل به إلى حدّ "عدم تبيّن الزمن ولذلك فإنه يطلب من حارس الزنزانة إطفاء جهاز التكييف ليعرف أنّ موعد الصلاة قد حان."
ورم محاوىتنا المتكررة الحصول على تعليق رسمي من الحكومة السعودية، إلا أن موقفها كان دائما الإلتزام بالصمت التام بشأن القضية.
وسبق لمنظمة هيومان رايتس ووتش أن أثارت قضية الفالح، مشيرة إلى أنه، وقبل يومين من اعتقاله، كان قد أرسل عبر البريد الإلكتروني إلى ناشطي حقوق الإنسان والصحفيين بياناً حول إجراءات الزيارة وظروف الاحتجاز في سجن بريدة العام، حيث يقضي زملاء الفالح من ناشطي حقوق الانسان الأخوين عبدالله الحامد وعيسى الحامد حكماً بالسجن فيه.
ووصف بيان الفالح في 17 مايو/أيار إجراءات الزيارة المتشددة، وشبه مكان الزيارة بـ "حظيرة الدجاج".
وذكر في بيانه أن الأخوين الحامد، وصفا السجن بأنه مكتظ، وقذر ويخلو من أشكال الرعاية الصحية، حيث أصيب عبدالله الحامد بالتهاب في الأذن أدى إلى نزيف، إلا أنه ظل بدون علاج بسبب عدم وجود طبيب.
وحصلت هيومن رايتس ووتش على معلومات مستقلة عن الظروف غير المناسبة والازدحام وتدني مستوى الخدمات الصحية في السجون السعودية والتي تسهم في وفاة السجناء، خاصة في سجن بريمان بجدة، ومركز الترحيل الموجود هناك، إلا أن إدارة السجن لم تبذل أي جهد ملحوظ حيال ذلك.