رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وصف خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" العملية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بأنها "الحرب السابعة،" مشيراً إلى أن تل أبيب عجزت بعد 15 يوماً من المعارك المتواصلة عن تحقيق أهدافها مع استمرار الصواريخ، وتعرض قواتها لخسائر كبيرة.
ورد مشعل على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بصورة غير مباشرة، وذلك عبر تناول معظم النقاط التي أثارها عباس في كلمته بالقاهرة، مشيراً إلى أن حركته لا تقبل الحديث عن مبادرات في ظل استمرار الهجوم، كما شدد على أنها لن تقبل بتسوية تقوم على تهدئة دائمة لأنها "تصادر حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة" ورفض بشكل قاطع أي انتشار قد يُتفق عليه لقوات دولية في غزة، مطالباً بحق حركته بالحصول على أسلحة.
مشعل، الذي تحدث السبت من مكان إقامته في العاصمة السورية دمشق، بدأ خطابه بالقول: "مضى 15 يوماً على الحرب السابعة على غزة وفلسطين وعلى أمتنا، لكن أبطال المقاومة على أرض غزة يواجهون الحرب السابعة المدعومة من أشرار العالم بمعركة الفرقان المدعومة من شعوب الأمة وأحرار العالم."
وأضاف: "هذه الحرب ليست على حماس كما حاول الصهاينة تصويرها، ليست موجهة ضد من يمسك السلاح فحسب، بل ضد كل الشعب الفلسطيني، هي حرب على القضية الفلسطينية وأمتنا لإخضاعنا وفرض شروط الهزيمة المذلة من وجهة النظر الإسرائيلية والأمريكية."
ولفت مشعل إلى أن الجيش الإسرائيلي كان ينظر إلى غزة على أنها ميدان معركة مختلف عن جنوب لبنان، حيث ينعدم في غزة "العمق الداعم" الموجود في لبنان، فتهماً الإسرائيليين بأنهم رغبوا بـ"استعراض عضلاتهم بغزة واستعادة هيبة الجيش الذي قُهر،" مضيفاً أن الجيش الإسرائيلي "ظن (غزة) الحلقة الأضعف لكنه فوجئ بما أصابه على أرضها."
وأضاف: "المقاومة في غزة بخير، هي التي فاجأت العدو، استوعبت ضرباته واستلمت زمام المبادرة، وهي تقدم كل يوم المفاجآت ،وقبل أقل من ساعتين كان ضرب (قاعدة) بلماخيم، وهذه الكمائن والالتفافات وقتل الجنود."
وتطرق مشعل لأهداف الجيش الإسرائيلي عندما بدأت عملياته بالقول: "العدو وضع لنفسه أهدافاً بدأت تتآكل مع الوقت، أراد سحق غزة وإنهاء 'سيطرة حماس' كما سماها، وإنهاء المقاومة، وأراد وقف الصواريخ وتأسيس وضع جديد، ولكن ماذا بقي من أهدافه اليوم؟"
واتهم مشعل الإسرائيليين بأنهم يتكتمون عن خسائرهم البشرية عبر منع الإعلام الأجنبي والحديث عن "النيران الصديقة" و"حوادث الطرق" متابعاً: "على الصعيد العسكري العدو فشل فشلاً ذريعاً، هل أوقف الصواريخ؟ فبماذا نجح إذا؟ نجح نجاحاً مخزياً بجرائمه في حق أطفالنا ونسائنا وأنه صنع محرقة وهولوكوست في غزة."
وتابع قائلاً: "أخاطب الإسرائيليين: ماذا أنجزتم بهذه الحرب التي دعمتموها غير قتل الأطفال والأبرياء؟ غير محرقة يريد قادتكم أن يكسبوا بها الانتخابات المقبلة في فبراير/شباط؟ تشكون من المحرقة بحقكم وترتكبون محرقة أقسى! هذا هو الهولوكوست الحقيقي."
وقال مشعل إن ما جرى في غزة يعني فشل كل من سيحاول إقناع الفلسطينيين بالتسوية، مضيفاً: "لقد قصرتم عمر كيانكم الغاصب، فكنت في الماضي أقول إن كيانكم لا مستقبل له، والعرب أعطوكم فرصاً عديدة، لكنكم لم تتعظوا، يجب أن تعرفوا قانون الله في الأمم وهو أن لا مستقبل للدول التي تقوم على العدوان."
وحول قرار وقف إطلاق النار ومبادرات التهدئة ووضع مشعل أربعة شروط قال إن حماس "تحاكم إليها كل المبادرات والقرارات،" هي وقف العدوان فوراً، والانسحاب الفوري من غزة، ورفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر جميعها، وبمقدمتها معبر رفح.
ولفت مشعل إلى أن حركته لن تقبل بـ"الحديث عن مبادرات في ظل النار،" طالباً توقف العملية الإسرائيلية قبل البحث بالتهدئة التي أوضح مسبقاً أنها "لن يقبل بتهدئة دائمة لأنها مصادرة لحق الشعب الفلسطيني بالمقاومة،" معتبراً أن "المقاومة هي بموازاة الاحتلال وليست مقابل الإغاثة."
كما أعرب مشعل عن رفضه القاطع لقوات دولية، ملوحاً باعتبارها "قوات احتلال،" كما رفض قبول أي حديث عن "التضييق على المقاومة بسلاحها،" مضيفاً: "لا يحق لأحد أن يتعرض لحقنا بالحصول على سلاح للدفاع به عن أنفسنا."
وعن موضوع المعابر، قال طالب مشعل بالتفاهم مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس "التفاهم على شراكة وطنية مع حماس في غزة على المعابر، تشارك فيها مصر وأوروبا،" مطالباً إياه بالعمل على "الإفراج عن المعتقلين والسماح لمظاهرات الدعم في الضفة ووقف المفاوضات" لتحقيق "الاصطفاف الوطني."
وطالب رئيس المكتب السياسي لحماس الضفة الغربية و"الشارع العربي" بتنفيذ "انتفاضة ثالثة" لدعم غزة، وعدم الاتجاه نحو التهدئة بعد صدور قرار مجلس الأمن لأن "الأيام القادمة ستكون أصعب" على حد تعبيره.
ودعا مشعل الزعماء العرب إلى عقد قمة عربية عاجلة، وحض الدول العربية على عدم استقبال أي شخصية إسرائيلة مستقبلاً، كما طلب من الدول التي تربطها علاقات بإسرائيل على ممارسة ضغوطها عبر التلويح بإنهاء تلك العلاقة.
وانتقد مشعل من يشير إلى حجم الخسائر البشرية في قطاع غزة فقال: "هل هناك شعب تحرر دون ضحايا وشهداء؟ فنحن نقدم الضحايا ونصنع نصراً وعزة،" كما دعا إلى إعادة النظر باتفاقية المعابر لعام 2005، مكرراً التأكيد بأن حركته "ستخرج منتصرة" من المعركة في غزة.