قوات برية إسرائيلية تتقدم في غزة
القدس (CNN)-- تعهدت حركة "حماس" بأنها "سترد العدوان،" بعد إعلان إسرائيل إطلاق علمية برية في قطاع غزة، مشيرة إلى أنها "أعدت بيان النصر" متوعدة جنود الجيش الإسرائيلي بمواجهة ضروس قائلة: "دخول القطاع لن يكون نزهة، وستكون غزة مقبرة لكم،" ودعت الشعوب العربية للخروج "عن بكرة أبيها لإزالة الحدود وفتح المعابر."
وتوجه بيان حماس، الذي تلاه القيادي في الحركة، إسماعيل رضوان، بحضور عضو المكتب السياسي، محمد نزال، التحية لسكان غزة الذين قال إنهم "يخوضون معركة القرآن بكل إصرار وثبات ويقين،" واتهم إسرائيل بأنها "اعتمدت على الإعلام المضلل باختراق بث فضائية الأقصى وأرسل المنشورات واتصل تلفونياً بالمواطنين للتغطية على هزيمته."
وتابع البيان بالقول: "يا أهلنا، يا غزة الصمود، لا تلتفتوا إلى الشائعات والأكاذيب، فقيادتكم مع الشعب والمواطن والميدان.. وقد التحمت بشعبها وسكنت الخنادق، فتلقوا تعليماتكم وبياناتكم من قياداتكم فانتم اليوم على موعد مع النصر القريب، فهذا يومكم، يوم العزة والكرامة والانتصار، وأنتم اليوم أقرب إلى النصر والتمكين وكسر الحصار، فتحية لكم."
وأشاد البيان بعناصر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقال لمقاتليه إنه قيادة الحركة "جهزت لهم بيان النصر وستتلونه قريباً."
وتطرق بيان حماس أيضاً إلى شعوب الدول العربية والإسلامية قائلاً: "هبّتكم قد أثلجت صدورنا، وطوفان مسيراتكم قد أفشلت مخططات الاحتلال، فالمزيد المزيد من الدعم، فقريباً قريباً سنلتقي على أرض فلسطين في باحات المسجد الأقصى، منتصرين رافعين رؤوسنا وبإمكانكم أن تراهنوا علينا في الشدائد، فإما حياة تسر الصديق وإما مماتا يغيظ الأعداء."
وأضاف: "فلتخرج جماهير الأمة عن بكرة أبيها، وتزيل الحدود وتفتح المعابر."
وتابع: "نقول لهذا العدو الجبان، سيهزم الجمع ويولون الدبر، ستمرغ أنوفكم في تراب غزة كما غُمست رؤوسكم ورؤوس قيادتكم أسفل السيارات من صواريخ القسام، وأنتم أجبن من مواجهة رجال القسام.. إن دخولكم لقطاع غزة لن يكون نزهة، وستكون غزة مقبرة لكم فانتظروا، وإن غداً لناظره قريب، وليس أمامكم إلا وقف العدوان وإنهاء الحصار دون قيد أو شرط."
بالمقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، إن حكومته تدرك بأن العملية "لن تكون سهلة أو سريعة" غير أنه أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي "مستعد" وقد وجّه ضربة غير مسبوقة لحماس، غير أن العملية البرية "ضرورية لاستكمال الأهداف،" وأضاف أنه "مهتم بالجانب الإنساني" بغزة، وحذّر بأن إسرائيل "مستعدة لأي تطور على حدودها مع لبنان."
وأضاف باراك: "نحن لا نذهب إلى الحرب بمشاعر الغبطة، لكننا لن نترك مواطنينا الذين تستهدفهم حماس بشكل متواصل.. لقد فكرت وفكرت قبل أن أوافق على العملية البرية.. وأنا أدرك مخاطرها وأنها لن تكون قصيرة أو سهلة، وأنا لا أرغب بخداع أحد، والأيام المقبلة ستكون صعبة أيضاً على سكان جنوب إسرائيل."
وختم بالقول: "لقد عضضنا على شفاهنا طويلاً، لكن الوقت قد حان للقيام بما علينا القيام به، نحن على استعداد للتعامل مع المعركة المعقدة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن ليل السبت أن وحدات برية تابعة له بدأت دخول قطاع غزة، وقالت الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي، أفيتال ليبوفيتش، إن العملية تهدف إلى السيطرة على المواقع التي تستخدمها حركة حماس لإطلاق الصواريخ، وسبق عمليات التقدم على الأرض عمليات قصف مركّز استخدمت فيها المدفعية للمرة الأولى.
وقالت ليبوفيتش، في حديث لـCNN إن ما يجري هو "المرحلة الثانية" من استهداف بنية حماس التحتية وتشارك فيها قوات برية محدودة ووحدات هندسية مدعومة من الطيران لمحاولة السيطرة على مواقع الصواريخ، مؤكدة أن العملية ستكون طويلة وستختلف من حيث النتائج عن معارك 2006 مع حزب الله بعد الدروس التي استفاد منها الجيش الإسرائيلي.
ورفضت ليبوفيتش مقارنة العملية الحالية بما جرى في لبنان قائلة: "اليوم هناك تبدل في القوى، لقد تعلمنا الكثير من حرب لبنان وتدربنا على معارك المدن والمناطق المفتوحة على حد سواء، وبتنا في وضع أفضل على مستوى التدريب والاستعداد."
ولدى سؤالها عن كيفية تجنب الخسائر في صفوف المدنيين قالت: "حماس لم تقم بما يجب لتجنب الأهداف المدنية الإسرائيلية، لكننا نحاول أن نتصرف بإنسانية، ولذلك فإننا نتصل بالأماكن التي سنضربها لتحذير المدنين، وعلى العموم، فنحن لا نطارد المدنيين بل عناصر حماس."
وأضافت ليبوفيتش: "بعد أن وصلنا إلى مرحلة من القصف الجوي المتواصل لثمانية أيام دون أن توقف حماس الصواريخ فنحن سنطبق حقنا الطبيعي بالدفاع عن النفس.. لدينا العديد من الأهداف بعد بناء حماس لمراكزها، لذلك أتوقع عملية طويلة، لا يمكنني تحديد الوقت الذي ستستغرقه، لكننا نجري عمليات تدقيق يومية ونتصرف بموجبها."
ولدى سؤالها عمّا إذا كانت إسرائيل ستسعى خلال العملية لمطاردة قادة حماس قالت ليبوفيتش: "كل ما هو على صلة بحماس هو هدف شرعي لنا، كل من لا يعترف بحق إسرائيل بالوجود ويقوم بنشاطات إرهابية هو هدف لنا."
بالمقابل، رد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات في حديث لـCNN، إن ما يحدث ميدانيا سيعقد الموقف، مشيراً إلى أن العنف "لن يجر إلا العنف."
وأضاف: "لقد طلبنا من المجتمع الدولي التدخل لوقف المعارك، ولكن إذا اعتقدت إسرائيل أن العملية البرية ستحل المشكلة، فإننا نقول إن ذلك الأمر أثبت خطأه مراراً، وإلى جانب ذلك، فمن هي الجهة التي ستقاتلها إسرائيل، فنحن لا نملك طيران أو بحرية."
ووصف عريقات الوضع السياسي الفلسطيني الحالي بأنه: "أسوأ فصل" في تاريخ الفلسطينيين، غير أنه استطرد بأن ذلك لا يبرر "حل القضية بالرصاص" داعياً إلى العودة للسير بالتهدئة التي رعتها مصر وبالحوار الفلسطيني الذي تتوسك فيه القاهرة أيضاً للخروج من المأزق.
وكانت مصادر طبية فلسطينية قد قالت إن الطائرات الإسرائيلية قصفت مسجداً في مدينة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة مساء السبت، ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً وجرح 60، ونقلت شبكات التلفزة المحلية الفلسطينية لقطات لغرف مزدحمة في المستشفيات، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه سيحقق في التقرير الذي يأتي باليوم الثامن من الغارات التي أدت إلى مقتل 460 فلسطينياً وجرح 2750 حتى الساعة.
بالمقابل، سارت مظاهرات حاشدة في بريطانيا، كان أكبرها بالعاصمة لندن، حيث قام نحو خمسة آلاف شخص بالسير نحو ساحة "ترافلجار" ورموا عشرات الأحذية البالية قبالة مقر رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، بسبب موقفه مما يحدث في غزة، مستوحين بذلك ما فعله الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، الذي قام برمي الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بحذائه في بغداد.
وكان المنظمون قد دعوا المشاركين في المظاهرة إلى إحضار أحذية قديمة معهم خلال المسيرة، وقالت منظمة "أوقفوا تحالف الحرب" التي شاركت في المظاهرة على موقعها الإلكتروني، إن براون قد التزم عقلية سلفه، طوني بلير، وساند بوش عبر منع صدور قرار من مجلس الأمن يطلب من إسرائيل وقف هجومها على غزة.
وشارك في المظاهرة الكثير من الشخصيات البريطانية المعروفة، وبينهم المغنية آني لينوكس والممثل الكوميدي ألكسي سايل، وعمدة لندن السابق، كين ليفنغستون، علماً أن مسيرات أخرى جرت في مدن ليفربول وبريستول ولييدز ومانشستر.
الجدير بالذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت كان قد أقر عام 2006 بأخطاء عقب المعارك التي خاضتها قواته ضد حزب الله اللبناني في صيف عام 2006.
وكان الحزب اللبناني المدعوم من إيران وسوريا قد أعلن النصر إثر انتهاء العمليات العسكرية.
غير أن أكثرية الإسرائيليين ووفق استطلاعات الرأي اعتبرت أن الجانبين خسرا في هذه المعارك.
إلى ذلك، يتوجه وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط للقاء عدد من قادة دوله، إلى جانب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، لبحث إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وقد أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أن عباس سيلتقي الوفد الاثنين، ويتوجه بعد ذلك إلى نيويورك لحضور اجتماعات في الأمم المتحدة.
وسيضم الوفد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، وممثلين عن تشيكيا التي تسلمت رئاسة الاتحاد الأوروبي، وقالت الرئاسة التشيكية إن الوفد سيسعى إلى إعادة التهدئة لغزة وتأمين المساعدات الإنسانية، علماً أن هذه الأنباء تأتي بعد أن أعلن مكتب عباس نية الأخير السفر إلى نيويورك الجمعة لحضور اجتماعات لمجلس الأمن.
ومن المقرر أن يتوجه الوفد الأوروبي أيضاً إلى مصر الأحد، حيث سيلتقي بوزير الخارجية، أحمد أبوالغيط، على أن ينتقل بعد ذلك إلى إسرائيل والضفة الغربية، ومن ثم يتوجه الثلاثاء إلى الأردن للقاء رئيس الوزراء، نادر الذهبي.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت قبل أيام أن القصف الجوي الهادف لمنع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من إطلاق صواريخها باتجاه جنوب إسرائيل، ما هو إلا بداية لعملية عسكرية واسعة من قبل قواتها.
وحرّكت القوات الإسرائيلية دباباتها باتجاه الحدود مع غزة كما قامت باستدعاء 2000 على الأقل من جنود الاحتياط، منذ بداية عملية "الرصاص المصبوب" في 27 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم.
في الغضون، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لمسار محادثات السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري إن معظم البنية التحتية في القطاع قد تم تدميرها.
في موازاة ذلك، ارتفعت حصيلة قتلى عملية "الرصاص المصبوب" التي تشنها إسرائيل منذ السبت الماضي على غزة، إلى أكثر من 473 قتيلاً وجرح حوالي 2300 آخرين بينهم 320 في حالة الخطر الشديد، وفق ما قالته المصادر الطبية الفلسطينية، الجمعة.
مسيرة في واشنطن أمام سفارة تل أبيب منددة بعمليات غزة
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام أن 12 فلسطينياً بينهم ستة أطفال قتلوا الجمعة نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي الذي دخل يومه السابع ضد غزة، لترتفع حصيلة القتلى بين الأطفال في الساعات الأخيرة إلى 19 جميعهم تحت سن الخامسة عشرة.
كذلك من بين الأهداف الإسرائيلية الجمعة، العديد من منازل كوادر "حماس" حيث تقول إسرائيل إنها مخبأ للأسلحة والذخيرة.
وقالت مصادر الأمن في "حماس" إن منزل القيادي في الحركة عماد عقل الذي تقول إسرائيل إنه مسؤول عن تطوير الصواريخ الفلسطينية، تم قصفه في النصيرات التي تقع على بعد قرابة سبعة كيلومترات من جنوب غربي مدينة غزة.
ووفق صحيفة "هآرتز" الإسرائيلية فقد قصف الطيران الإسرائيلي منزل محمد مدهون أحد أعضاء "حماس" مساء الجمعة، دون أن يعرف مصيره.
وقالت الصحيفة إن مدهون مسؤول عن شن العديد من هجمات الصواريخ ضد إسرائيل، وأن منزله يستخدم كمختبر لتصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة.
والسبت استهدف صاروخ من ضمن ثمانية صواريخ أطلقت من غزة باتجاه إسرائيل، منزلاً في مدينة عسقلان ما تسبب في وقوع أضرار مادية، وفق ما قاله متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية.
كذلك ألحق صاروخ آخر أضراراً مادية جسيمة السبت بقاعة عامة في كيبوتس، جنوبي إسرائيل.
في المقابل شهدت العديد من عواصم العالم مسيرات ومظاهرات حاشدة للتنديد بالعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، أبرزها تلك التي جرت في واشنطن الجمعة حيث احتشد أكثر من 500 محتج أمام سفارتي إسرائيل ومصر في واشنطن.
وهتفت المجموعة الصاخبة، وإن كانت مسالمة في مسيرتها، هتافات مناهضة ضد الدولة العبرية، تطالبها بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، وتتهمها بارتكاب مجازر في حق الشعب الفلسطيني.
وحمل المتظاهرون عشرات الأعلام الفلسطينية بالإضافة إلى علم الولايات المتحدة.
وبعد التظاهر أمام سفارة تل أبيب، انتقل الحشد للتظاهر أمام أبواب السفارة المصرية التي تقع على بعد مسافة قصيرة.
وندد المتظاهرون بما يجري في غزة، كما قاموا بضرب الأعلام التي يلوحون بها بحاجز بلاستيكي وُضع حول مقر السفارة.
وحاول بعض المتظاهرين تخطي الحاجز غير أن قوات الأمن سرعان ما تدخلت ومنعتهم من ذلك، مطوقة المكان بالمزيد من التعزيزات.