طفلان من أصل ثلاثة من أسرة واحدة قتلوا الاثنين
غزة (CNN)-- واصلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إطلاقها الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل الاثنين، رغم القصف الجوي الإسرائيلي المستمر منذ 10 أيام والتوغل البري الذي يدخل يومه الثاني في شمال قطاع غزة.
في الغضون، ارتفع عدد قتلى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي إلى 521 قتيلاً فيما وصل عدد الجرحى إلى 2450 جريحاً، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن أكثر من ثلاثة عشر فلسطينياً قتلوا الاثنين، بينهم خمسة أطفال، موضحة أن من بين القتلى سبعة أشخاص من أسرة أبو عيشة، لقوا حتفهم جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلهم في حي "الزيتون" بمدينة غزة، وتركوا لفترة طويلة ينزفون دون تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم.
وأضافت المصادر أن عدد القتلى ارتفع منذ بدء العمليات البرية الإسرائيلية مساء السبت، ليصل إلى 82 قتيلاً بينهم 30 طفلا و12 امرأة.
بموازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي قصفه لثلاثين هدفاً خلال الليل في غزة، بما فيها مسجد كان يستخدم لتخزين كميات كبيرة من السلاح، حسب زعمه.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن عدداً من المسلحين قتلوا عندما دمرت منصة لإطلاق الصواريخ الفلسطينية، دون أن يحدد عددهم.
وأقر الجيش الإسرائيلي الاثنين بجرح ستة من جنوده جاءت إصاباتهم بين الطفيفة والمتوسطة، جراء اقتتال وقع مساء الأحد.
غير أن كتائب "عزالدين القسام" الجناح المسلّح لحماس، أعلنت في بيان مساء الأحد، أن مقاتليها تمكنوا من قتل أحد عشر جندياً إسرائيلياً خلال أربع وعشرين ساعة من بدء العمليات البرية ضد القطاع.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أقر الأحد، بمقتل أول جندي له منذ بدأ توغله مساء السبت، وإصابة آخر بجراح خطيرة في هجوم وقع قرب "جباليا" في شمال غزة.
والاثنين قال مسعفون فلسطينيون إن ثلاثة أطفال من أسرة السبوري قتلوا جراء قذيفة إسرائيلية استهدفتهم في حي الزيتون بغزة.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية استهداف أنفاق تستخدمها حماس لنقل الذخيرة إلى غزة من مصر، وقصفت البحرية الإسرائيلية أهدافاً في غزة.
ونقل مراقبون موجودون عند حدود القطاع مع إسرائيل، أنهم شاهدوا صاروخاً واحداً على الأقل يسقط داخل إسرائيل.
وقال مراسل شبكة CNN نيك روبرتسون: "بعد كل هذا القصف الليلي الذي سمعناه.. واستمرار المعارك.. سمعنا دوي صفارات الانذار في بلدة قريبة منا ما يؤشر أن أحد الصواريخ قد أطلقتها حماس باتجاه إسرائيل، وسقط الصاروخ على تلة بعيدة بعض الشيء عن المكان الذي نعمل منه."
وأضاف أن المروحيات القتالية تقوم بالتحليق فوق حدود إسرائيل وغزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن 30 صاروخاً على الأقل أطلق من غزة الأحد بينها 12 صاروخ من طراز "غراد".
وقال أحد المسعفين الإسرائيليين إن إسرائيلياً واحداً أصيب بجراح طفيفة إثر سقوط صاروخ فلسطيني جنوب مدينة أشدود.
تحرك دبلوماسي أوروبي لاحتواء الوضع المتفجر
بموازاة ذلك، من المقرر أن يصل وفد أوروبي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية الاثنين، بهدف احتواء الوضع المتفجر والتوصل لتهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد تسعة أيام على العمليات الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة، رداً على هجمات الصواريخ الفلسطينية باتجاه إسرائيل.
ومن أبرز أهداف الوفد الأوروبي، الذي يرأسه وزير الخارجية التشيكي كاريل شارزينبيرغ، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، العمل على تسهيل وصول المعونات الإنسانية إلى السكان الفلسطينيين داخل غزة.
وفي بيان مكتوب قال وزير الخارجية التشيكي: "مهمتنا حالياً ضمان وصول مساعدات الاتحاد الأوروبي إلى سكان قطاع غزة، وفتح المعابر، وعدم اختفاء المعونات وهي في طريقها.."
في الغضون، شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون على ضرورة ممارسة مجلس الأمن الدولي ضغوطاً للتوصل إلى إنهاء العنف، معلناً أنه سيعمل عن كثب مع القادة العرب في المنظمة الدولية الاثنين، من أجل التوصل لاتفاق.
كذلك أعرب المسؤول الدولي عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وقال إن الأمم المتحدة تجري اتصالات مكثفة مع القادة الإسرائيليين لحثهم على فتح معابر كرم أبو سالم وكارني "المنطار" ونحال عوز، للسماح بمرور المواد الغذائية والوقود وغيرها من المواد الحيوية، كما جاء في البيان.
تشييع جثمان الجندي الإسرائيلي الذي قتل في غزة بعد التوغل
وعلى الخط الدبلوماسي أيضاً، اجتمع رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، الذي يمثل الرباعية الدولية حالياً، مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك بشكل منفصل الأحد، حيث شدد على ضرورة التوصل لهدنة دائمة بوقف إطلاق النار من شأنها أن تضمن أمن الدولة العبرية.
كذلك حثّ بلير القادة الإسرائيليين على مواصلة مساعداتهم الإنسانية لسكان القطاع.
وخلال اجتماعه مع وزير الدفاع الإسرائيلي، أكد باراك للمسؤول البريطاني أن الحكومة الإسرائيلية لن تسمح بوقوع ازمة إنسانية في غزة وأن الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمعدات الطبية أرسلت من إسرائيل باتجاه غزة خلال الأسبوع الأخير، بحسب ما جاء في بيان حكومي.
كذلك اجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي مع مايكل بلومبرغ، عمدة نيويورك، الأحد، والذي كان قد وصل إسرائيل في وقت سابق لإظهار دعمه للمواطنين الإسرائيليين الذين استهدفت مدنهم بالصواريخ الفلسطينية.
وجال بلومبرغ وباراك على مدن عسقلان وسديروت اللتين استُهدفتا بالصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية من غزة.
وقال بلومبرغ للصحفيين إنه في حال لم توقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، فعندها "لا خيار أمام إسرائيل إلا اللجوء لكافة الوسائل الموجودة تحت تصرفها من أجل حماية مواطنيها.. نحن كنا لنفعل نفس الشيء في مدينة نيويورك."
غير أن ممثلي المنظمات المسلمة في نيويورك ردوا على تصريح بلومبرغ بالقول "إنه ليس الوقت المناسب للإشادة بإسرائيل..يجب ألا نتورط مع أي طرف" بحسب عين حقي أحد أعضاء جمعية مسلمي أمريكا.
إلى ذلك، ألغت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، الرحلة التي كانت تعتزم القيام بها إلى الصين هذا الأسبوع وذلك بهدف التركيز على "معالجة الأوضاع في الشرق الأوسط،" على ما ذكره بيان للخارجية الأمريكية، الذي أورد أيضاً أن وكيل الوزارة، جون نيغروبونتي سينوب عنها في بكين الأربعاء، وذلك لإحياء الذكرى الـ30 للعلاقات الدبلوماسية بين الصين وأمريكا.
كذلك أرسلت روسيا الأحد مبعوث الرئاسة الروسية الخاص إلى الشرق الأوسط، الكسندر سلطانوف.
كما يتوقع وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على رأس وفد الاثنين إلى المنطقة، حيث من المقرر أن يلتقي مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية، كما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية الأحد.
وسيجتمع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس مع نظيره الفرنسي الاثنين في رام الله قبل توجهه إلى نيويورك لعقد اجتماعات في الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
في موازاة ذلك، من المقرر أن يتوجه وفد من حركة "حماس" الاثنين إلى العاصمة المصرية القاهرة لعقد محادثات مع عدد من القادة العرب، وفق ما نقلته فضائية "العربية" التي تتخذ من إمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة مقراً لها.
الحركة الدبلوماسية تأتي بعد التوغل البري الإسرائيلي السبت للقطاع وبعد أسبوع على عملية "الرصاص المصبوب" الذي استخدمت فيها الدولة العبرية سلاحها الجوي لقصف غزة، ما أسفر عن مصرع أكثر من 521 فلسطينياً حتى الآن بينهم قرابة 100 امرأة وطفل، وكما جرح أكثر من 2450 شخصاً وفق المصادر الطبية الفلسطينية.
بينما قتل على الجانب الإسرائيلي أربعة إسرائيليين بينهم جندي جراء الصواريخ الفلسطينية منذ شن الحكومة الإسرائيلية عملياتها ضد القطاع.
مطالبة إسرائيل بالسماح للمراسلين الأجانب والمراقبين بدخول غزة
من جهة متصلة طالبت "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان السلطات الإسرائيلية، السماح للمراسلين ومراقبي حقوق الإنسان الدوليين بالدخول إلى غزة.
وطالبت المنظمة الأحد الحكومة الإسرائيلية بالالتزام بحكم صادر عن المحكمة الإسرائيلية العليا في أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي يسمح لوسائل الإعلام الأجنبية بدخول غزة لتغطية الأحداث.
وأكدت "هيومان رايتس ووتش" في بيانها على أن وجود مراقبين معنيين بحقوق الإنسان ومراسلين أجانب في مناطق صراع، يساهم في مراقبة أي أعمال تسيء لحقوق الإنسان أو خروقات لمواثيق الحروب.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ومنذ تدهور الهدنة الهشة بين إسرائيل وحركة "حماس"، قيدت الحكومة الإسرائيلية دخول المراسلين الأجانب ومراقبي أوضاع حقوق الإنسان إلى غزة، كما لم يُمنح أي من الطرفين ومنذ انطلاق العمليات الأخيرة ضد غزة في السابعة والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، أية تصاريح تخولهم الدخول للقطاع في خضم أزمة إنسانية متفاقمة.