تولى الرئاسة في يناير.. وانتهاء الترشيح لنوبل في فبراير.. ماذا حقق أوباما خلال ذلك؟
القاهرة، مصر (CNN) -- عندما زار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، القاهرة في يونيو/حزيران الماضي، وألقى منها كلمته الموجهة إلى العالمين العربي والإسلامي، لقي ذلك قبولاً إيجابياً في مصر، غير أن الأمر تغير مع حصوله على جائزة نوبل للسلام.
في يونيو/حزيران الماضي، وقع كثير من المصريين في حب الرئيس الأمريكي الشاب وأعجبوا به كثيراً، وخصوصاً وأن اسمه الثاني، أي اسم والده "حسين"، عربي، بل وذهب البعض إلى حمل الشعارات التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية وهي "نعم يمكننا ذلك"، ويقصد التغيير، الذي كان من مرتكزات حمله أوباما الانتخابية.
وهذا الإعجاب بأوباما جاء مخالفاً تماماً للكراهية الكبيرة التي كان يتمتع بها سلفه جورج بوش، الذي غالباً ما كان ينظر إليه باعتباره أصولياً مسيحياً يقود حرباً صليبية ضد الإسلام.
هذا الأمر كان سابقاً، أما الآن، فقد تغير الوضع كما هو حال أمور كثير تحدث في الشرق الأوسط، وأوباما بالتأكيد ليس استثناء، كما يرى الزميل بن ويدمان.
لمعرفة ردود فعل المثقفين المصريين، اتصل ويدمان بهشام قاسم، وهو أحد النشطاء في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقال قاسم: "إن إوباما لم يحقق أياً من وعوده المتعلقة بالشرق الأوسط، بل ويبدو أن الصراع العربي الإسرائيلي يسوء أكثر."
وأضاف قاسم "باختصار.. لا شيء يحدث."
على أن قاسم مازال معجباً بالرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002.
وكان كارتر قد نجح في كسر الجمود في منطقة الشرق الأوسط، محققاً أول اتفاق سلام بين إسرائيل ودولة عربية، وذلك إثر توقيع مصر على اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، الذي أنهى الاحتلال الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء.
ويعتبر المصريون أن أوباما وجه طعنة لعملية السلام عندما طالب إسرائيل في البداية بوقف التوسع في بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ثم عادت إداراته لتخفف من موقفها إزاء التوسع الاستيطاني بعد أن اصطدمت معارضته لذلك بمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المتشددة.
هذا الموقف رآه العرب في مختلف الدول العربية وليس في مصر وحدها، معتبرين أنه يسير على خطى العديد من إدارات الرؤساء الأمريكيين السابقين، في الخضوع للضغوط الإسرائيلية.
وفي ظل الأوضاع التي تشهدها القدس حالياً، بات الحديث يكثر عن احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وأوضح قاسم أن آخر موعد لترشيح أسماء لنيل جائزة نوبل للسلام كان في فبراير/شباط الماضي، أي بعد نحو أسبوعين على تولي أوباما السلطة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه مازال أمامه ثلاث سنوات قبل أن يترشح مرة ثانية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، فيما الولايات المتحدة غارقة في حربين مكلفتين في العراق وأفغانستان، بينما تشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة تدرس خيار شن حرب ثالثة، وهذه المرة تستهدف إيران.
لكل هذه الأسباب يرى المصريون، والكثيرون في الشرق الأوسط، أنه من السابق لأوانه أن يحصل أوباما على جائزة نوبل للسلام.
ولعل التطرق لبعض ما ورد في عدد من الصحف المصرية يلقي بعض الضوء على الطريقة التي ينظر بها المصريون إلى أوباما وجائزة نوبل للسلام.
وكانت لجنة نوبل النرويجية قد أعلنت، حيثيات منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام لهذا العام، وقالت "قررت لجنة نوبل النرويجية منح جائزة نوبل للسلام لعام 2009 للرئيس الأمريكي باراك أوباما لجهوده غير العادية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب."
فقد كتبت "اليوم السابع" تحت عنوان "باب الترشيح أغلق في فبراير ومبادرته للنووي كانت في أبريل.. الشوربجي: أوباما فاز بنوبل لأسباب غير موجودة" تقول:
"فجرت الدكتورة منار الشوربجي أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية مفاجأة، بأن الأسباب التي استندت لها لجنة نوبل لمنح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما لم تكن موجودة وقت إغلاق باب الترشيح لنيل الجائزة."
وأضافت: "وقالت الشوربجي إن باب الترشيح لنيل الجائزة أغلق في شهر فبراير الماضي، وبعد شهر واحد من تولى أوباما الرئاسة الأمريكية، ولم يكن أوباما قد أطلق دعوته الرامية إلى إخلاء العالم من الأسلحة النووية، وهى الدعوة التي أعلنها في أبريل الماضي، أي بعد شهرين من غلق باب الترشيحات، والتي استندت لها اللجنة لمنحه أرفع جائزة دولية."
أما صحيفة "الدستور" فقد كتبت تحت عنوان "أحط أنواع النفاق السياسي: أوباما يحصل علي جائزة نوبل للسلام.. علي إيه إن شاء الله!" وتحت عنوان فرعي كتبت "لا يزال غارقًا في وحل العراق ويقتل العشرات يوميًا في أفغانستان ويحمي مجرمي الحرب في إسرائيل ويعجز عن إغلاق غوانتانامو ثم منحوه نوبل للسلام تحية لرئيس الكلام."
وقال الصحيفة "في مفاجأة غير متوقعة وتثير جدلاً حول الجائزة والجهة المانحة لها، ذهبت جائزة نوبل للسلام هذا العام إلى - الرئيس الأمريكي - بارك أوباما الذي لم يستكمل بعد عامه الرئاسي الأول في البيت الأبيض، في وقت يقول فيه بعض المحليين إن الجهة النرويجية المانحة للجائزة تكون بذلك ممارسة أحط أنواع النفاق السياسي على الإطلاق وتبرهن للعالم أجمع أنها جهة ليست محايدة ولا نزيهة وأن معظم قراراتها تستند إلى معطيات لا عقلانية ولا مبررة."
وأضافت "ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان صدمة حصول الرئيس الإسرائيلي الحالي شيمون بيريز عام 1994 علي جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وإسحاق رابين رئيس الحكومة الإسرائيلية، على الرغم من الدماء الفلسطينية والعربية التي أراقوها."
وتابعت: "ومن المتوقع أن تنشط حركات دولية غير حكومية للمطالبة بسحب الجائزة من أوباما ومنحها إلى شخصيات دولية أخرى أكثر استحقاقًا لها."
وكتبت "الشروق" التونسية تحت عنوان "نوبل.. تتوّج أوباما والسلام غائب: العربة... قبل الحصان!!" تقول "فاز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام لسنة 2009 بعد 'جهوده في إحلال السلم العالمي وعمله على خفض مخزون العالم من أسلحة الدمار الشامل. وفق ما أعلنت الأكاديمية السويدية أمس في ما اعتبر 'تسبقة' له على مشاريع السلام المعلقة في أكثر من منطقة في العالم."
وعقبت قائلة: "فرغم حداثة عهده في حكم الولايات المتحدة ورغم التعثر الشديد لجهوده من أجل إطلاق السلام في الشرق الأوسط وعدم تمكنه من تجاوز أولى العقبات وأبسطها وهي إقناع الحكومة الإسرائيلية ولو بتجميد جزئي للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ورغم تخبط قوات بلاده في العراق وأفغانستان تمكن أوباما من اختطاف جائزة نوبل من بين 204 مرشحين منافسين له."
وأضافت تحت عنوان جانبي "جهود... استثنائية" تقول: "والجائزة قيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.4 مليون دولار) وستسلم لأوباما في 10 ديسمبر المقبل وبذلك يكون أوباما كمن حصل على تسبقة للسلام في انتظار أن يحققه."