المفرج عنهم ينتمون لعدة جماعات
طرابلس، ليبيا (CNN) -- أعلنت مؤسسة خيرية يديرها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، أن السلطات في طرابلس أفرجت عن 88 من عناصر التنظيمات الإسلامية في البلاد، بينهم 45 من أعضاء "الجماعة الليبية المقاتلة" التي كان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، قد أعلن انضمامها لتنظيمه.
وجاء في بيان نشرته "جمعية حقوق الإنسان بمؤسسة القذافي العالمية" الخميس أن 43 من المفرج عنهم ينتمون إلى "جماعات جهادية مختلفة،" كما أبدت المؤسسة "ارتياحها" لما أطلقته الجماعة الليبية المقاتلة من "دراسات تصحيحية حول مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس."
وأضافت المؤسسة أن مراجعات الجماعة أكدت توجهات القذافي الابن حول "نبذ العنف وتفعيل الحوار الوطني."
ولفتت مؤسسة القذافي إلى أن طرابلس "شرعت في إتمام إجراءات تعويض أسر" الذين توفوا في المواجهات، كما نوهت باستمرار اهتمامها بـ"دمج المفرج عنهم اجتماعياً."
وكانت ليبيا قد قامت في أبريل/نيسان 2008 قد أفرجت عن 90 عنصراً من الجماعة الليبية المقاتلة، وذلك بعدما "انخرطت قيادتها في حوار انتهى إلى تخليها عن العنف."
وقالت مؤسسة القذافي آنذاك أن مجموع المفرج عنهم يعادل ثلث أعضاء الجماعة تقريباً، وأن الحوار الذي شاركوا فيه جرى بحضور "شخصيات فكرية وإسلامية" وبإشراف شخصي من سيف الإسلام.
وكانت طرابلس قد اعتقلت العشرات من عناصر الجماعة بتهمة التخطيط لقلب النظام والقيام بنشاطات محظورة، وقد أمضى معظم المفرج عنهم ما بين ست وثماني سنوات في السجون.
ويعتقد العديد من الخبراء أن للجماعة، أو تيارات تابعة لها، صلات بتنظيم القاعدة، وتعزز هذا الاعتقاد مع ظهور التسجيل الذي نسب للرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حين أعلن انضمام جماعة إسلامية ليبية إلى شبكة تنظيم القاعدة معلنا الحرب على أنظمة الحكم في دول المغرب العربي.
وكان أبو الليث الليبي أحد أبرز قادة القاعدة قبل مقتله مطلع فبراير/شباط 2008 خلال غارة أمريكية استهدفت مقره في باكستان، قد ظهر بدوره في تسجيل الظواهري معلناً أنه "زعيم" الجماعة الليبية، وأنه "يعلن انضمامها إلى شبكة القاعدة حتى يكون (عناصرها) جنودا مخلصين" لأسامة بن لادن.
وسبق أن أظهر تقرير أكاديمي عسكري أمريكي، تناول جنسيات المقاتلين الأجانب في العراق نتائج مذهلة، تتمثل في الأعداد المتزايدة للمقاتلين الليبيين.
واعتبر التقرير أن هذه النتائج قد تشير إلى واقع عمق العلاقات التي تربط التنظيمات المتشددة الليبية، وفي طليعتها "الجماعة الليبية المقاتلة" بتنظيم القاعدة، حيث دخل العراق مابين أغسطس/آب 2006 وأغسطس/آب 2007 قرابة 112 ليبياً يشكلون 18.8 في المائة من إجمالي المسلحين الأجانب الذين دخلوا في تلك الفترة.
وقدر التقرير أن الغالبية العظمى من الليبيين في العراق ينحدرون من مدن تقع شمال شرقي ليبيا، ويتميزون بالحضور القوي في ساحات القتال وبمشاركتهم الواسعة في العمليات الانتحارية.