أجهزة الأمن المصرية زادت حملاتها على ''الإخوان'' قبيل الانتخابات
القاهرة، مصر (CNN)-- نفى المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، محمد مهدي عاكف، أن يكون قد قدم استقالته نتيجة "خلاف" مع عدد من أعضاء مكتب الإرشاد، واتهم "الأمن والنظام" بمحاولة تشويه صورة الجماعة، من خلال افتعال الأزمة التي تعيشها الجماعة، التي تُعد كبرى جماعات المعارضة.
وقال عاكف إن "ديكتاتورية النظام، ورغبته في الانفراد بالحكم من دون منازع، جعلته يمارس حملته الشعواء ضد الإخوان المسلمين، بعدما كشفوا الفساد المتفشي في البلاد، خاصة أنه استشعر خطورة مصداقية خطابهم وبرامجهم على خططه لتزوير إرادة الناخبين في الانتخابات التشريعية القادمة."
وأضاف، في رسالته الأسبوعية تحت عنوان "الأوطان.. بين تراجع الدور وفجور الخصومة"، أن "المُطلع على أوضاع مصر والأمة العربية والإسلامية، يجد أمامه صورة مؤسفة، ويدرك أن هذه الحالة التي تحياها الأمة، ليست استثناءً، بعدما تباعدت الفجوة ما بين الحكومات والشعوب."
وتابع، في الرسالة التي نُشرت على الموقع الإلكتروني للجماعة قائلاً: "باتت الأُمة تفقد كل يوم أغلى ثرواتها، وهي أبناؤها المخلصون الشرفاء، بسبب فجور الخصومة وعنف العداوة من جانب الأنظمة إزاء أصحاب كلمة الحق والإصلاحيين من أبناء أوطاننا العربية والإسلامية."
وحول تداعيات الخلاف الذي تشهده جماعة "الإخوان المسلمين"، على خلفية اتجاه نحو تصعيد مسؤول الملف السياسي وعضو مجلس شورى الإخوان، عصام العريان، لعضوية مكتب الإرشاد، اعتبر المرشد العام أن الأمر لا يتجاوز "خلاف في وجهات النظر."
ورداً على تقارير تحدثت عن تقديمه استقالته، قال عاكف، في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية BBC، ونُشرت أيضاً على موقع الجماعة، إنه ما زال يمارس مهام عمله، وأنه "من العيب" أن يقدم استقالته لاختلاف رأيه مع آراء عدد من أعضاء مكتب الإرشاد.
وأضاف: "نحن الإخوان المسلمين عملنا على الهواء، بمعنى أن الأمن يعلم كل كلمة تُقال داخل مكتب الإرشاد، أو خلال الاجتماعات"، وأوضح أنه "لم يكن إلا خلافاً طبيعياً، كثيراً ما يحدث داخل مكتب الإرشاد، لأنهم يحبون أن يقول كل واحد منهم رأيه بحرية."
وألقى عاكف على الأجهزة الأمنية مسؤولية الأزمة، قائلاً: "الأمن يحاول أن يوظف بعض كلام الإخوان لصالحه، ويسلط الضوء على الجماعة لمحاربتها سياسيا"، إلا أنه شدد على قوله إن "هذا لن يسنينا عن مسيرتنا الإصلاحية، أو الدعوة إلى النهوض بهذا البلد."
وحول ما أُثير بشأن تصعيد العريان لمكتب الإرشاد، قال: "هذا شيء طبيعي، فأخ كريم كالدكتور عصام العريان، جاء دوره في أن يصعد لمكتب الإرشاد في انتخابات حصل فيها على 40 في المائة، وهذا كان رأيي، ولكن بعض الإخوان قالوا إن هذا يخالف اللائحة، وهناك انتخابات قادمة بعد أسابيع، وكانت هذه هي وجهة نظرهم."
كما شدد عاكف، خلال المقابلة، على أنه "ليس في الجماعة ما يسمى تياران، أحدهما محافظ والآخر إصلاحي"، وقال إن "هذا كلام لمجموعة من الناس لا تعرف أي شيء عن الإخوان، وإنه من حق الجميع أن يتكلم، ولكن ليس كل ما يُقال يُصدق."