البابا بيوس الثاني عشر.. قرار تطويبه أجج مشاعر الغضب بين قادة المنظمات اليهودية
القدس (CNN) -- أثار إعلان البابا بنيديكت السادس عشر تطويب أحد بابوين سبقاه إلى سدة الفاتيكان جدلاً في إسرائيل وبين قادة وزعماء اليهود في العالم، بل وذهبوا إلى إدانة خطط بابا الفاتيكان، المضي قدماً بتطويب البابا بيوس الثاني عشر، على وجه التحديد، المتهم بالتزامه الصمت بشأن "الهولوكوست" إبان الحرب العالمية الثانية.
فقد أعلن المتحدث باسم الفاتيكان/ فديريكو لومباردي "بهذا القرار، فإن البابا يقول إن بيوس الثاني عشر يعتبر شخصاً ينبغي علينا الإعجاب به، والإقرار بأنه نموذج للفضائل المسيحية، وأنه من المهم للغاية أن تمنح الكنيسة هذا التكريك والتقدير للبابا الذي نعرف أنه قاد الكنيسة خلال أوقات عصيبة جدا."
خطوة تطويب البابا بيوس الثاني عشر، الذي يعد مثيراً للجدل بشأن مواقفه إبان الحرب العالمية الثانية، تشكل مرحلة قريبة من مرتبة القداسة، رغم المزاعم التي يسوقها المؤرخون والمنظمات اليهودية بأنه "لم يبذل ما فيه الكفاية للمساعدة في منع قتل 6 ملايين يهودي على أيدي ألمانيا النازية."
وأثار قرار الفاتيكان بتطويب بيوس الثاني عشر في إسرائيل مشاعر اتسمت بكونها مزيجاً من خيبة الأمل والحيرة والغضب بين قادة اليهود.
فقد قال الحاخام يسرائيل لاو في تصريح لـCNN: "أدعو وبكل احترام، لا تفعلوا ذلك، لا سيما الآن حيث مازال الكثير من الناجين على قيد الحياة وسيلحق الأذى بهم بشكل كبير وذلك لعلمهم أن هذا الرجل كان بإمكانه أن ينقذهم ويفعل الكثير لأجلهم.. لا تضعوه في مرتبة القداسة.. باعتقادي هذا يلحق العار بالكنيسة، كما أن القرار لا يقدم ثقافة جيدة للأجيال القادمة."
ويحتفظ الفاتيكان بأعمال بيوس الثاني عشر وما قام به لإنقاذ اليهود إبان الحرب العالمية الثانية خلف الكواليس، فيما ترفض الكنيسة الكشف عن أرشيفها الذي قد يلقي بمزيد من الضوء على أفعاله رغم المطالب المتكررة من قبل المؤرخين بالكشف عن هذا الأرشيف.
وكان البابا بنيديكت قد تعرض في أوائل العام الحالي لموجة انتقادات لإعادة تنصيب قس ينكر الهولوكوست، وذلك خلال زيارته للأراضي المقدسة.