معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة
القاهرة، مصر (CNN)-- جددت الخارجية المصرية الجمعة رفضها للضغوط التي تتعرض لها للسماح بدخول قافلة المساعدات الإنسانية "شريان الحياة 3" إلى ميناء نويبع، الواقع على خليج العقبة، وأكدت أن ميناء العريش، على البحر المتوسط، هو الممر الوحيد الذي يجب أن تسلكه تلك القافلة في طريقها إلى قطاع غزة.
وشدد حسام زكي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، على أن "هذه الأمور تخص السيادة المصرية"، وأضاف أن "الدخول من هذه النقطة أو تلك تقرره مصر، ولا يقرره منظمو هذه القافلة"، إلا أنه أشار إلى أن قرار عدم السماح بدخول القافلة عبر ميناء نويبع، ربما يرجع لأسباب أمنية.
وأكد زكي أن السلطات المصرية قامت بتحديد المسار الذي ينبغي أن تتبعه القافلة، من خلال نقطة الدخول المتمثلة في ميناء العريش، مشيراً إلى أن القاهرة أبلغت النائب البريطاني جورج غالاوي، الذي يتولى تنظيم هذه القافلة، بأن "هذا الأمر مستقر لدى مصر، ولا يوجد أي تغيير في الموقف المصري."
وأشار المتحدث، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن القافلتين الأولى والثانية دخلتا إلى قطاع غزة دون مشكلات، بشهادة الجميع، بمن فيهم القائمين على هذه القافلة، مشيراً إلى أن مصر لم تخطر بمسيرة دخول القافلة الثالثة إلا في الفترة الأخيرة.
وأضاف زكي أنه تم التأكيد على المنظمين بأن ميناء نويبع ليس الميناء الذي يتم من خلاله دخول هذه القافلة، والتي تعد قافلة كبيرة وتحمل معدات كثيرة، وتابع أن المنفذ الوحيد لدخولها هو ميناء العريش، كما شدد على أن "مصر قالت ذلك بشكل قاطع، لا يقبل اللف."
كما أشار زكي إلى ما وصفه "ضجة إعلامية مفتعلة، حول مسألة دخول قافلة المساعدات الإنسانية (تحيا فلسطين- 3) إلى قطاع غزة "، ووصف هذه الضجة بأنها لا مبرر لها، خاصة وأن القاهرة أبلغت منظمي القافلة منذ البداية، بموافقتها على دخول القافلة من خلال مصر إلى داخل القطاع.
وحول اقتراح للنائب البريطاني بشأن الذهاب بالقافلة عبر البحر إلى نويبع، ثم الذهاب بها من هناك إلى العريش براً، قال زكي: "لكي تكون الأمور واضحة، فان المسألة ليست دخول فرد أو اثنين، نحن نتحدث عن قافلة كبيرة، فيها أكثر من 150 سيارة وشاحنة، وفيها معدات كثيرة ومساعدات ضخمة."
وأضاف أن "مسألة مرورها براً من نويبع إلى العريش، فتلك منطقة حساسة، والتواجد المدني فيها له محددات، وهذه قافلة أجنبية، سوف يتوافد فيها أجانب، وتحتاج إلى تأمين من نوع مختلف، والفترة الزمنية المتاحة لا أعتقد أنها كافية للتجاوب مع مثل هذا المقترح."
وفي رد على سؤال عن كيفية العودة بالقافلة من ميناء نويبع إلى ميناء العريش، وهي على بعد ساعات فقط من الدخول إلى غزة؟.. أجاب قائلاً: "هذا السؤال لا يجب أن يوجه إلى الطرف المصري، الذي كان واضحاً من البداية، في أن نقطة الدخول لجميع المساعدات إلى قطاع غزة، هي ميناء العريش."
ورداً على سؤال بأن مصر تحاول وضع شروط تعجيزية، لمنع دخول القافلة نظراً لما تحمله من مساعدات ضخمة، قال: "إذا كان هناك أحد يريد أن ينظر إلى الشروط التي تضعها دولة ما، لمرور قوافل أجنبية منها، هي شروط تعجيزية، فإننا نستغرب هذا الموقف، لأن هذا الأمر ليس وليد اليوم، بل هذا الأمر مستمر منذ عدة أيام، وكانت القافلة لم تصل بعد إلى الأردن."
وأضاف: "ربما فكر المنظمون أنهم عندما يصلون إلى الأردن، وإلى العقبة، فسوف يضعون مصر في موقف محرج، نظراً لما يقولون به من كبر حجم القافلة، وإنها قاب قوسين من الدخول عبر ميناء نويبع"، ضمن "محاولاتهم المستمرة في وضع مصر تحت ضغط إعلامي."