نتنياهو يزور مصر قريباً
القدس (CNN) -- رفضت قيادة حزب كاديما، بزعامة وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، عرض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الانضمام إلى الحكومة، وذلك بعد تصويت شارك فيه نواب الحزب في الكنيست الاثنين، وسط تفاهم بين ليفني وغريمها في "كاديما" شاؤول موفاز.
وشهد الاجتماع توجيه موفاز انتقادات عنيفة لنتنياهو، واصفاً إياه بـ"المتعجرف،" بعد أن عرض على حزبه ثلاث مقاعد وزارية فقط، في الوقت الذي قال فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية إنه سيثير مع الرئيس المصري، حسني مبارك، إحياء عملية السلام مع الفلسطينيين، باعتبار أن الظروف "باتت ناضجة لذلك."
وقال نتنياهو: "أتمنى أننا بلغنا الوقت الذي يمكننا معه مواصلة عملية السلام.. لقد ولى وقت الأعذار وحانت ساعة العمل."
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن وزير العدل السابق يوسي بيلين، قوله في اجتماع لقيادات حزب ميريتس، إن نتنياهو "قريب من إنهاء اتفاق مع إدارة الرئيس باراك أوباما لعقد محادثات سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تستمر لمدة عامين يتم خلالها مناقشة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، مع إمكانية مبادلة أراضي ووضع اتفاقيات أمنية."
ونسب بيلين ما ذكره إلى معلومات تقلها حول المفاوضات بين إسرائيل ومسؤولين أجانب، علماً أن بيلين سبق له أن كشف عزم الحكومة الإسرائيلية تجميد الاستيطان، وهو ما تأكد لاحقاً.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي أمريكي تأكيده لهذه المعلومات، وإن كان قد أشار إلى وجود "الكثير من الأمور غير المنتهية، ولكن مكتب نتنياهو شكك في صحة تصريحات بيلين، مضيفاً أن المفاوضات مع واشنطن مستمرة، لكنها لم تصل إلى اتفاق."
وكانت ليفني قد قابلت نتنياهو، الأحد، وذلك لبحث المقترح الذي قدمه الأخير بشأن ضم كاديما إلى ائتلاف حكومي موسع بهدف مجابهة "ملفات محلية ودولية" على رأسها المفاوضات مع الفلسطينيين ومواجهة إيران.
وجاء ذلك رغم تعبير ليفني العلني عن قلقها حيال مقترحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، وشعورها بأنها يخطط لاجتذاب شخصيات من كاديما إلى جانبه والتأثير على وحدة الحزب، حيث ذكرت أمام مجلس القيادة الحزبية أنها قالت لنتنياهو: "إذا كان طرحك يهدف إلى شل كاديما فلن أشارك في هذه اللعبة."
وأضافت ليفني أنها لم ترفض عرض نتنياهو، وستفكر فيه جدياً، في حين رفضت أجنحة متشددة في الحزب العرض، وخاصة القيادية داليا اسحق، التي قالت إن على كاديما عدم قبول "دخول مجاني" إلى الحكومة، بل اشتراط الحصول على عدد من الوزارات يوازي ما لدى الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
وقاد موفاز، الرجل الثاني في كاديما، موجة من الاحتجاجات داخل الحزب ضد ليفني بسبب هذا العرض، حيث اتهمها بـ"الفشل" في القيادة وترك الحزب ينفصل إلى أجنحة مختلفة.
ونقلت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية أن ليفني قالت لموفاز: "نتنياهو يحاول تفتيت كاديما، هذه هي الحقيقة، وعلى قيادات الحزب مواجهة ذلك وتجنّب مساعدته في مسعاه.. لدينا هدف واحد اليوم وهو إبقاء وحدة كاديما."
وكان نتنياهو قد قدّم العرض للمرة الأولى لليفني الخميس، قائلاً إن الزعيم الإسرائيلي الراحل، مناحيم بيغن، قبل دخول الحكومة قبل حرب الأيام الستة مع الدول العربية.
وعرض نتنياهو، وفقاً لصحيفة "هآرتس" على كاديما أربعة وزارات دون حقائب في المجلس، في الوقت الذي باشر فيه بالضغط على كاديما من جانب آخر عبر مفاوضة 14 نائباً من أصل نواب الحزب الـ27، عارضاً عليهم مناصب سياسية إن وافقوا على الانشقاق والانضمام لحزبه.