أبو غريب أصبح باسم ''سجن بغداد المركزي'' بعد خضوعه لعملية تجميل
بغداد، العراق (CNN)-- أعادت الحكومة العراقية فتح سجن "أبو غريب"، ذلك المعتقل الذي اشتهر بسوء سمعته، سواء في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، أو تحت إدارة القوات الأمريكية، بعد أن قامت بعملية "تجميل" صورته، وأطلقت عليه اسماً جديداً هو "سجن بغداد المركزي."
وأطلقت وزارة العدل العراقية حملة دعائية بهدف "تحسين سمعة" السجن، الذي أُعيد افتتاحه رسمياً السبت، والذي تغيرت صورته كثيراً عما كان في السابق، حيث أصبح يضم مساحات من الحدائق الخضراء، تتوسطها "نافورة" للمياه، بالإضافة إلى صالة للتمرينات الرياضية، حتى بدا قريباً من المنتجعات السياحية.
وفي الاحتفال الذي أقامته الحكومة العراقية بمناسبة إعادة افتتاح السجن، قال مدير عام دائرة الإصلاح بوزارة العدل، عبد المطلب جاسم: "لقد التصقت السمعة السيئة بهذا السجن خلال الفترة الماضية، ونحن نأمل بتحويله الآن إلى مكان يحترم فيه القانون، وتطبق فيه العدالة، ويتولى عملية إعادة تأهيل السجناء."
وأضاف جاسم، في مؤتمر صحفي بهذه المناسبة، في العاصمة العراقية بغداد، أن السجن يضم حالياً نحو 300 سجين، مشيراً إلى أنه سيتم نقل نحو 2700 سجين آخرين إليه قريباً، وأوضح أن القدرة الاستيعابية لـ"سجن بغداد المركزي"، "أبو غريب" سابقاً، تصل إلى ما بين 12 و15 ألف سجين.
وخلال فترة نظام صدام، استقبل سجن "أبو غريب" عشرات الآلاف من العراقيين الذين تم الإلقاء بهم خلف القضبان، حيث انتشرت العديد من الروايات حول تعرض الآلاف من السجناء للتعذيب وانتهاك كرامتهم، كما تم إعدام المئات بدون محاكمة.
وبعد نحو عام من "الغزو" الأمريكي للعراق، وفي عام 2004، تفجرت فضيحة أخرى، هز دويها المنظمات الحقوقية الدولية، بعد الكشف عن قيام ضباط أمريكيين، كانوا يتولون الإشراف على إدارة السجن، بانتهاكات واسعة ضد عشرات السجناء في "أبو غريب."
وبعد نشر صور لهؤلاء الضباط وهم يسخرون من سجناء كان يتم وضعهم عراة فوق بعضهم، أو أثناء تهديدهم باستخدام كلاب، أو بعد تعريضهم للصعق بالكهرباء، في وسائل الإعلام في مايو/ أيار من العام نفسه، دعت العديد من المنظمات الدولية والمحلية إلى إغلاق السجن ومحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.
وقبل نحو عام، قالت ليندي إنغلاند، صاحبة الوجه الأكثر شهرة في فضيحة "أبو غريب"، والتي وصفت بأنها "بطلة الفضيحة"، إنها تأسف على الظهور في صور للمحتجزين في السجن العراقي سيء السمعة، وإنها تؤمن بأن "مشاهد التعذيب والإذلال ساعدت في توحد المسلحين المعادين للولايات المتحدة."
وكانت إنغلاند، التي خدمت كمجندة في الجيش الأمريكي بالعراق، متواجدة في عدة صور التقطت في أواخر 2003 من قبل حراس أمريكيين، حيث ظهرت في إحدى الصور وهي تمسك سجيناً عارياً بحبل، بينما ظهرت في أخرى مع جبل من المعتقلين العرايا، تشير إلى أعضاء أحد السجناء التناسلية، بينما تدلت سيجارة من طرف فمها.