باحة المسجد النبوي في المدينة
طهران، إيران (CNN) -- شن رجل دين شيعي بارز في إيران هجوماً شديد اللهجة على هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" السعودية، التي وصفها بأنها "الفرقة التي تشوه صورة الإسلام وتقدمه بصورة مرعبة"، وذلك على خلفية تنديده بما وصفها بـ"تعديات" تعرض لها زوار شيعة في المدينة المنورة.
ودعا المرجع الديني في مدينة قم، آية الله لطف الله صافي کلبايكاني، الحكومة السعودية "لمحاسبة الذين ارتكبوا هذه الإساءة"، في قضية كانت الرياض قد ذكرت أنها تقتصر على قيام بعض الأشخاص بإحداث "فوضى وإزعاج" في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، لإصرارهم على دخول مقابر "البقيع" خارج أوقات الزيارة.
وقال کلبايكاني، في بيان وجهه إلى "علماء الإسلام والجامعيين والمثقفين في العالم الإسلامي"، إن الفرقة التي تشوه صورة الإسلام وتقدمه بصورة مرعبة بما تقوم به من ممارسات جاهلة ورجعية وقتل ومجازر بعمليات انتحارية، قد أساءت أخيراً إلى زوار البقيع."
وأضاف: "هذه الفرقة التي تقوم في الحرمين الشريفين أيضاً، وتحت مسمى 'الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'، بالتعدي على الحقوق الإنسانية والإسلامية للناس من خلال زعزعة الأمن، قد أساءت باستخدامها العنف والقسوة الشديدة وبذرائع واهية إلى الآلاف من الموحدين الأبرياء، والزوار المحبين للنبي (محمد) وأهل بيته."
وأشار البيان إلى أنه لمناسبة ذكرى وفاة النبي، فقد قام الشيعة من منطقتي "الإحساء" و"القطيف" بالسعودية، بأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة، غير أن عناصر من هيئة الأمر بالمعروف "اعتدت على الزوار، وقامت بضرب وجرح قسم منهم، واعتقال آخرين"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية عن بيان کلبايكاني.
وأدان المرجع الشيعي هذه الأعمال، داعياً الحكومة السعودية والعاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى "العمل بمسؤولياتهم السامية في إقرار الأمن وحفظ حقوق المواطنين، وأن لا يوفروا الفرصة أکثر من هذا لأفراد غير مسؤولين، بزعزعة الأمن وإثارة الفوضى."
وكانت وسائل الإعلام السعودية قد تناقلت الجمعة الماضية حصول "إشكالات" في محيط المسجد النبوي بالمدينة المنورة، مكتفية بالإشارة إلى أن بعض الأشخاص حاولوا دخول مقبرة "البقيع" رغم انتهاء وقت الزيارة، مما دفع رجال الأمن المتواجدين بالقرب من الموقع إلى التدخل والقبض على الأشخاص المتسببين بذلك.
كما سيطرت قوات الأمن السعودية على مشاجرات تكررت الاثنين الماضي، حدثت بين شباب في العقد الثاني من العمر وبعض الزوار داخل المقبرة وحول ساحات الحرم النبوي، وأدى التدافع من جراء تلك المناوشات إلى إصابة ستة أشخاص بإصابات مختلفة، بحسب صحيفة المدينة.
وأوردت الصحيفة الجمعة أن وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، أمر بإطلاق سراح الأحداث المشاركين في المشاجرات التي وقعت في ساحات المسجد النبوي الجمعة الماضية، والذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً بكفالة أولياء أمورهم.
وقال الناطق الأمني لشرطة منطقة المدينة المنورة، العقيد محسن بن صالح الردادي، إن "الأوامر صدرت بإطلاق سراح الأحداث، واستمرار إجراءات التحقيق مع الموقوفين الآخرين، لاستجلاء الحقيقة في الأسباب والدوافع التي أدت إلى المشاجرات الجماعية."
يُشار إلى أن في السعودية أقلية شيعية يقطن بعض أفرادها في المدينة المنورة، في حين يتركز وجودها الأساسي في المناطق الشرقية من البلاد، وتشير بعض أوساطها إلى تعرضها للتمييز من قبل الأكثرية السُنية.
وقد سبق للعاهل السعودي أن قام بحركة تعديلات وتعيينات جديدة قبل أسبوعين، شملت تعيين الشيخ عبد العزيز الحمين رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خلفاً للشيخ إبراهيم بن عبد الله الغيث.